أحداث 11 سبتمبر تكشف واقعًا جديدًا في أمريكا بعد 20 عامًا 

أحداث 11 سبتمبر تكشف
أحداث 11 سبتمبر تكشف واقعًا جديدًا في أمريكا بعد 20 عامًا 
أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى الـ20 لأحداث هجمات 11 سبتمبر التي تمت في عام 2001، بعد أن نجحت ;مجموعات صغيرة من الخاطفين بالاستيلاء على أربع طائرات كانت تحلق فوق ;الولايات المتحدة، واستخدمتها لضرب مبان تجارية أمريكية في مدينة نيويورك وهي أبراج التجارة العالمية، كما نجحت تلك الجماعات في تدمير ;الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون ;في واشنطن بطائرة ثالثة، أما الطائرة الرابعة فقد ; تحطمت الطائرة الرابعة في حقل في ولاية بنسلفانيا، حيث يُعتقد أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدامها في مهاجمة مبنى الكابيتول ;في واشنطن ما أحدث أضرارًا بالغة بالاقتصاد والسياسة الأمريكية، فضلًا عن إحراج دولي أمام العالم. وقد عمدت الولايات المتحدة الأمريكية على استثمار ذلك الحادث المروع واتخذته ذريعة لإدخال الجيش الأمريكي إلى الأراضي الأفغانية، بعد أن كشفت التحقيقات التي أجرتها واشنطن أن وراء تلك الهجمات جماعات تابعة لأسامة بن لادن وتقيم في أفغانستان، حيث احتضنت حركة طالبان أسامة بن لادن ومرافقيه ووفرت لهم الملاذ الآمن لتنفيذ عملياتهم ضد المصالح الأمريكية في المنطقة. ;وإزاء ذلك عملت الولايات المتحدة الأمريكية على تصدير فكرة محاربتها للإرهاب ابتداء من أفغانستان وأعلن حينها الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، عملية غزو أفغانستان بدعم من تحالف دولي، للقضاء على تنظيم "القاعدة" وإلقاء القبض على بن لادن.20 عامًا من الوجود الأمريكي في أفغانستانوبعد عشرين عاما من الوجود العسكري في أفغانستان، اختار الرئيس الأمريكي جو بايدن تاريخ الهجمات نفسه 11 سبتمبر موعدا رمزيا للانسحاب الكامل من أفغانستان التي أرهقت الموازنة الأمريكية بشكل بالغ، فضلًا عن عودة المشهد القديم إلى صدر الأحداث، عقب سيطرة حركة طالبان على مقاليد الأمور في أفغانستان وضعف كامل للجيش الأفغاني الذي لم يستطع مقاومة الحركة ومسلحوها في أي ولاية أفغانية. وبدأت تثار الأسئلة حول الوجود الأمريكي في أفغانستان بعد 20 عامًا من أحداث 11 سبتمبر، عن ;الحصيلة النهائية لنسق "الحرب على الإرهاب"، الذي أعلنه الرئيس بوش الابن في تعقب تنظيم "القاعدة"، واعتماد مكافحة الإرهاب ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية؟ وهل هناك استراتيجية يمكن التنبؤ بفعاليتها في ضبط الأمور في أفغانستان؟واقع اقتصادي مؤسفأما عن الواقع الاقتصادي الأمريكي حول ما بعد أحداث 11 سبتمبر فتكشفه تقارير ;لجامعة براون الأمريكية التي أكدت أن كلفة "الحرب على الإرهاب" التي بدأت قبل عقدين ستصل ;إلى 6.7 تريليون دولار بحلول عام 2023، إذا أوقفت الإدارة الأمريكية كافة عملياتها العسكرية قبل هذا التاريخ. كما يُقدر عدد الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا بأكثر من 7 آلاف جندي.وتشير التقديرات أن الولايات المتحدة الأمريكية أنفقت على الحرب على الإرهاب ما يقرب من 5.5 تريليون دولار أمريكي، وإذا اعتمدنا الرقم المبالغ به للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي قال إنها بلغت 7 تريليونات، فضلا عن الخسائر البشرية إذ تشير التقديرات إلى مقتل 7700 جندي أمريكي حول العالم في الجبهات الرئيسية لتلك الحرب، فهذا يعني بالتأكيد أن الولايات المتحدة قد دفعت تكلفة باهظة".ويعزو مراقبون تعثر مكافحة الإرهاب بشكل جزئي إلى "طبيعة الحروب المتحورة" في القرن الجديد، وهي حروب لم تعد تقليدية بين دول وجيوش نظامية كما كانت حروب السبعينيات من القرن الماضي، بل أصبحت حروبا غير مباشرة وغير متساوية، بين جيوش تابعة لحكومات بتقنيات متطورة، وحركات راديكالية ذات عتاد يدوي محدود لا يزيد في أغلب الحالات عن بنادق وأحزمة ملغومة وطائرات مسيرة.انسحاب من أجل مواجهة أخرىلكن تقديرات أخرى تشير إلى أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ستسمح لبايدن بالتركيز على استراتيجيته الكبرى لمواجهة صعود الصين في الأسواق العالمية وبالتحديد في منطقة الشرق الأوسط، ; ;وعلى الرغم من كل الأضرار التى لحقت بالقوة الناعمة للولايات المتحدة من خلال الطريقة الفوضوية للخروج من أفغانستان، فإن آسيا لديها دول مثل اليابان والهند وفيتنام لا ترغب أى منها فى أن تهيمن عليها الصين وترحب بوجود أمريكى على أراضيها. كذلك عندما نأخذ فى الاعتبار أنه فى غضون 20 عاما من خروج أمريكا المؤلم من فيتنام، كانت الولايات المتحدة موضع ترحيب فى ذلك البلد وكذلك فى المنطقة، فإن استراتيجية بايدن ستكون منطقية. فى الوقت نفسه، بعد مرور 20 عاما على أحداث الحادى عشر من سبتمبر، لا تزال مشكلة الإرهاب قائمة، وقد يشعر الإرهابيون بالجرأة على المحاولة مرة أخرى. لذلك، فإن مهمة قادة الولايات المتحدة هى تطوير استراتيجية فعالة لمكافحة الإرهاب.