إبراهيم رئيسي.. الحصان الأسود في ماراثون الانتخابات الرئاسية الإيرانية

إبراهيم رئيسي.. الحصان
إبراهيم رئيسي.. الحصان الأسود في ماراثون الانتخابات الرئاسية
باتت الانتخابات الرئاسية في إيران حديث الإعلام والسياسة في منطقة الشرق الأوسط، في ظل المحاولات المستميتة التي تجريها القوى الكبرى لإبرام اتفاق وشيك بين كلًا من إيران والولايات المتحدة الأمريكية، أو على أقل تقدير عودة الطرفين إلى الاتفاق النووي الذي كان قد تم توقيعه في عام 2015 بين الرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني في فترته الأولى، ونظيره الأمريكي في ذلك الوقت باراك أوباما. وقد تقدم لتلك الانتخابات العديد من الوجوه العسكرية والقضائية والعلمية، ولكن أبرز تلك الوجوه كان رئيس السلطة القضائية في إيران إبراهيم رئيسي، الذي تقدم باوراق ترشحه لتلك الانتخابات، وفق بيان أوردته وسائل إعلام إيرانية.خسارة سابقةوكان قد سبق أن تقدم رئيسي للترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2017 إلا أنه خسر تلك الانتخابات أمام حسن روحاني، الرئيس الحالي، بعد أن حصل على 38 % من أصوات الناخبين، وفاز حينها الرئيس الحالي حسن روحاني من الجولة الأولى بولاية ثانية، حيث يأتي ترشح رئيسي لتلك الدورة في ظل أنه لا يحق للرئيس الحالي دستوريا الترشح لدورة رئاسية ثالثة متتالية. ويبلغ إبراهيم رئيسي من العمر 60 عاما، هو من الشخصيات المحافظة المتشددة في السياسة الإيرانية، وكان قد تولى مناصب قضائية مهمة منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران قبل عقود. وأعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات في إيران، إسماعيل موسوي، أن عدد المترشحين للانتخابات في البلاد بلغ 130 شخصا خلال اليومين الأولين من فتح باب التسجيل. ومن أبرز المترشحين، فضلا عن رئيسي علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني السابق، ومحسن هاشمي رفسنجاني، نجل الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، مسعود بزشكي النائب السابق لرئيس البرلمان الإيراني وذلك عن التيار الإصلاحي، إسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس الحالي حسن روحاني، الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، ووزير الدفاع السابق حسين دهقان وآخرون.دعم التيار المحافظويحظى رئيسي بدعم كبير من أنصار التيار المحافظ في إيران، الذي يرى في ترشحه محاولة لعودة الأمجاد التي سحقت تحت أقدام الأمريكيين، بعد الانسحاب الأمريكي أحادي الجانب من الاتفاق النووي عام 2018، فضلًا عن العقوبات التي طبقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على إيران وعلى شخصيات وكيانات إيرانية، ما دعا رئيسي لأن يحصر دعايته في فشل الحكومة الإصلاحية الحالية في النهوض بالوضع الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين الإيرانيين. كما دعا المرشد إلى ضرورة انتخاب حكومة ثورية في الانتخابات الإيرانية، موعزًا إلى الكثير من المؤسسات في الدولة الإيرانية لدعم أحد رجال التيار المحافظ، في ظل ما اعتبره الكثيرون فشل في سياسات التيار الإصلاحي في إيران والذي يمثله الرئيس الحالي حسن روحاني، ووزير خارجيته محمد جواد ظريف. وفتح باب الترشح للانتخابات منذ يوم الثلاثاء 11 من مايو، ويستمر التسجيل حتى 15 من الشهر نفسه. وفي حال خسارة رئيسي في الانتخابات فإنه يكون أبرز المرشحين لخلافة خامنئي (82 عاما) في منصب الولي الفقيه، فهو إن لم يفُز بالرئاسة هذه المرة، فإنه على الارجح سيصبح الولي الفقيه والمتحكم الفعلي بالدولة الإيرانية، إن لم يتعرض النظام إلى اهتزاز شديد يطيح به أو يجبره على إصلاح نفسه.