< الخبجي من ساحة العروض: استقلال دولة الجنوب على مشارف الإنجاز وساعة الصفر قد دقت
متن نيوز

الخبجي من ساحة العروض: استقلال دولة الجنوب على مشارف الإنجاز وساعة الصفر قد دقت

 الخبجي
الخبجي

في مشهد جماهيري مهيب أعاد إلى الأذهان زخم الثورة الجنوبية التحررية، احتضنت ساحة العروض بمنطقة خور مكسر بالعاصمة عدن، حشودًا شعبية غفيرة جاءت لتؤكد تمسكها بخيار استعادة الدولة. 

وفي قلب هذا الزخم، ألقى الدكتور ناصر الخبجي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس وحدة شؤون المفاوضات، كلمة سياسية وتوجيهية هامة، حملت رسائل استراتيجية للداخل والخارج، معلنًا فيها أن "مشروع الاستقلال بات على مشارف الإنجاز".

ملامح الدولة الجنوبية: صمود شعبي ووفاء قيادي

بدأ الدكتور ناصر الخبجي كلمته بتحية الأبطال المعتصمين في الساحات، مؤكدًا أن الصمود والثبات في الاعتصامات المفتوحة هو الوقود الحقيقي للوصول إلى إعلان الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة. وأوضح الخبجي أن العلاقة بين الشعب والقيادة تقوم على معادلة "الصبر مقابل الوفاء"، حيث طالب الجماهير بمزيد من الثبات، متعهدًا في الوقت ذاته بأن تظل القيادة السياسية، ممثلة باللواء عيدروس الزُبيدي، وفية للعهد الذي قطعته على نفسها أمام أرواح الشهداء.

انتصارات ميدانية في حضرموت والمهرة

نقل الدكتور الخبجي تحيات الرئيس عيدروس الزُبيدي للمرابطين في الساحات، مشيدًا بالانتصارات العسكرية الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية مؤخرًا. وركز في حديثه على الإنجازات المحققة في وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة، مشيرًا إلى أن هذه العمليات لم تكن لتأمين الأرض فحسب، بل كانت ضربة قاصمة لقوى الإرهاب والتهريب التي تسعى لزعزعة أمن الجنوب وتزويد مليشيات الحوثي بالسلاح والمخدرات.

واعتبر الخبجي أن تأمين وادي حضرموت والمهرة يمثل ركيزة أساسية في مشروع بناء الدولة، حيث تضع القوات الجنوبية يدها على مفاصل حيوية كانت تُستخدم لتمويل الحروب ضد الجنوبيين.

رسائل وحدة الصف: "من لم يأتِ اليوم سيأتي غدًا"

في واحدة من أبرز فقرات كلمته، وجه الدكتور الخبجي نداءً تصالحيًا لجميع القوى والكيانات الجنوبية التي لا تزال خارج إطار المجلس الانتقالي. وقال بلهجة احتواء واضحة: "لا زلنا نوجه رسالتنا لإخواننا الجنوبيين: من لم يأتِ اليوم سيأتي غدًا".

وأكد الخبجي أن اللحظة التاريخية قد حانت لركب سفينة الاستقلال، مشددًا على ضرورة "رص الصفوف ووضع اليد باليد" لتفجير طاقات العمل الوطني. وأشار إلى أن بناء دولة الجنوب العربي هو مسؤولية جماعية تشترك فيها كافة الفئات من رجال وشباب ونساء، ولا يمكن إقصاء أي طرف يؤمن بحق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره.

استراتيجية "يد تحمي ويد تبني"

أعلن الدكتور الخبجي صراحة عن "دقت ساعة الصفر"، محددًا ملامح المرحلة القادمة عبر شعار ثنائي المسار:

المسار العسكري والأمني: يد تحمي المكتسبات، تدافع عن الحدود، وتحارب الإرهاب بكافة أشكاله وصوره.

المسار المدني والمؤسسي: يد تبني مؤسسات الدولة، وترسخ قيم النظام والقانون، وتعيد لعدن وبقية المحافظات مدنيتها المعهودة.

هذه الاستراتيجية تعكس انتقال المجلس الانتقالي من مرحلة الثورة والاحتجاج إلى مرحلة إدارة الدولة وبناء المؤسسات، وهو ما يطالب به المجتمع الدولي لضمان الاستقرار في المنطقة.

الجنوب في الخارطة الدولية والإقليمية

لم يغفل الخبجي في كلمته تحديد موقع الجنوب من التحالفات الحالية، حيث أكد على ثلاثة محاور رئيسية:

الشراكة مع التحالف العربي: جدد الالتزام بالوقوف مع التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات في مواجهة المشروع الإيراني التوسعي وأذرعه (مليشيات الحوثي).

مكافحة الإرهاب والملاحة الدولية: شدد على أن الجنوب شريك أساسي للمجتمع الدولي في تأمين الملاحة في خليج عدن وباب المندب، ومكافحة التنظيمات المتطرفة.

العلاقة مع الشمال: أبدى مرونة في العمل مع "القوى الوطنية المخلصة" في الشمال لمواجهة المد الحوثي، سواء عبر الخيار العسكري أو الحل السلمي، بما يضمن حق الجنوبيين في استعادة دولتهم.

تحية للرموز والمناطق الثائرة

ختم الدكتور الخبجي كلمته بلمسة وفاء للمناطق التي كانت وما زالت صمامات أمان للثورة، مخصصًا بالذكر أبناء مديريات ردفان - مهد ثورة أكتوبر وصمود الحراك - وأبناء العاصمة عدن، وتحديدًا مديرية الشيخ عثمان، الذين يمثلون العمق الشعبي والمدني للحركة الوطنية الجنوبية.

تحليل سياسي: دلالات التوقيت والمكان

تأتي كلمة الدكتور ناصر الخبجي في توقيت حساس تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة لإنهاء الحرب. ويرى مراقبون أن نبرة الخبجي الواثقة بـ "قرب الإنجاز" تعكس وجود تفاهمات خلف الكواليس أو قناعة راسخة لدى القيادة الجنوبية بأن الواقع الميداني الذي تفرضه القوات الجنوبية بات من المستحيل تجاوزه في أي تسوية سياسية قادمة.

إن التركيز على "بناء المؤسسات" و"النظام والقانون" هو رسالة طمأنة للعالم بأن الدولة القادمة في الجنوب لن تكون بؤرة صراع، بل دولة مؤسسات قادرة على حماية المصالح الدولية والممرات المائية الاستراتيجية.

 العهد والوفاء

يبقى استقلال الجنوب، كما أكد الدكتور الخبجي، هدفًا لا حيد عنه، وتظل ساحة العروض في خور مكسر شاهدة على إرادة شعبية لا تنكسر. ومع دعواته للرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، ترك الخبجي الباب مفتوحًا أمام تحولات كبرى قد تشهدها الساحة الجنوبية في القريب العاجل، مدفوعة بانتصارات الميدان واصطفاف الداخل.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1