الانقلاب الشتوي 2025: العالم يشهد أطول ليل وأقصر نهار.. ودليل البداية الرسمية للشتاء في مصر
يستقبل سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية اليوم، الأحد 21 ديسمبر 2025، ظاهرة فلكية فريدة تتكرر مرة واحدة كل عام، وتُعرف بـ «الانقلاب الشتوي» (Winter Solstice).
تمثل هذه اللحظة ذروة الرحلة السنوية للأرض حول الشمس، حيث تسجل الساعات أطول ليل في العام مقابل أقصر نهار، معلنةً بذلك البداية الرسمية لفصل الشتاء فلكيًا في مصر والعديد من دول العالم.
وتشير الحسابات الفلكية الدقيقة إلى أن هذا اليوم سيشهد تباينًا كبيرًا في ساعات الضوء والظلام، حيث يصل طول الليل في بعض المناطق إلى نحو 14 ساعة كاملة، بينما لا يتجاوز النهار حاجز الـ 10 ساعات، وذلك نتيجة وصول الشمس إلى أدنى ارتفاع لها فوق الأفق عند عبورها الظاهري لخط الزوال.
موعد بدء فصل الشتاء 2025 في مصر جغرافيًا
وفقًا للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن فصل الشتاء يبدأ رسميًا في مصر مع حدوث لحظة الانقلاب اليوم 21 ديسمبر. ومن المتوقع أن يستمر فصل الشتاء لهذا العام لمدة تقارب 89 يومًا (تحديدًا 88 يومًا و23 ساعة و35 دقيقة)، على أن ينتهي رسميًا في 20 مارس 2026، وهو الموعد الذي يشهد ظاهرة "الاعتدال الربيعي".
يأتي الشتاء هذا العام بعد فصل خريف استمر قرابة ثلاثة أشهر منذ بدايته في 22 سبتمبر، حيث شهدت تلك الفترة تحولًا تدريجيًا في حركة الشمس الظاهرية، أدت إلى تناقص ساعات النهار وزيادة طول الليل يومًا بعد يوم حتى وصلنا إلى "نقطة الانقلاب".
التفسير العلمي لظاهرة الانقلاب الشتوي
يتساءل الكثيرون عن السبب وراء هذه الظاهرة؛ والحقيقة العلمية تكمن في ميل محور دوران الأرض. تدور الأرض حول الشمس وهي مائلة بزاوية قدرها 23.5 درجة. وفي يوم 21 ديسمبر، يكون القطب الشمالي للأرض مائلًا بعيدًا عن الشمس بأقصى درجة ممكنة.
ماذا يحدث في هذه اللحظة؟
تعامد الشمس: تكون أشعة الشمس عمودية تمامًا على مدار الجدي (خط عرض 23.5 درجة جنوبًا).
انخفاض زاوية السقوط: تصل أشعة الشمس إلى النصف الشمالي بزاوية حادة جدًا، مما يقلل من كمية الحرارة والإضاءة الواصلة إلينا.
تبادل الفصول: في الوقت الذي نعلن فيه بداية الشتاء في الشمال (مصر، أوروبا، أمريكا الشمالية)، يعيش سكان النصف الجنوبي (أستراليا، البرازيل، جنوب إفريقيا) ذروة فصل الصيف فيما يُعرف بالانقلاب الصيفي هناك.
هل الانقلاب الشتوي هو "أبرد يوم" في السنة؟
يسود اعتقاد خاطئ بأن اليوم الذي يشهد أقصر نهار هو بالضرورة اليوم الأكثر برودة، لكن خبراء الأرصاد الجوية والفلك يوضحون أن الأمر مختلف:
تأخر الحرارة (Seasonal Lag): الأرض والمحيطات تستغرق وقتًا لتفقد الحرارة التي امتصتها خلال الصيف والخريف، لذا غالبًا ما تكون ذروة البرودة في شهري يناير وفبراير، وليس في يوم الانقلاب نفسه.
عوامل الطقس: درجات الحرارة تعتمد بشكل كبير على الكتل الهوائية القادمة من المناطق القطبية وحالة الضغط الجوي المحلية، وليس فقط على طول ساعات النهار.
حقيقة فلكية: من المفارقات أن الأرض تكون في أقرب نقطة لها من الشمس (نقطة الحضيض) خلال فصل الشتاء في النصف الشمالي، ومع ذلك نعيش أبرد الأوقات، مما يؤكد أن ميل محور الأرض هو العامل الحاسم في الفصول وليس المسافة بين الأرض والشمس.
ظواهر بصرية وتأثيرات ملموسة اليوم
يمكن للمواطنين اليوم ملاحظة عدة ظواهر ناتجة عن الانقلاب الشتوي:
أطول ظل: نظرًا لأن الشمس تكون في أدنى نقطة لها فوق الأفق وقت الظهيرة، فإن ظل الأجسام (بما في ذلك الإنسان) يكون في أطول حالاته على مدار العام.
غروب مبكر: ستغرب الشمس اليوم في وقت مبكر جدًا، مما يعزز الإحساس بالرغبة في النوم المبكر وتغير الساعة البيولوجية للإنسان.
أدنى ارتفاع للشمس: إذا راقبت الشمس وقت الظهيرة، ستجد أنها تميل جهة الجنوب بشكل واضح مقارنة بموقعها في الصيف.
الانقلاب الشتوي في الموروث الشعبي والثقافي
لطالما كان لهذا اليوم مكانة خاصة في الحضارات القديمة:
الفراعنة: ارتبطت حركات الشمس ببناء المعابد، حيث تتعامد الشمس في توقيتات معينة (مثل تعامدها على قدس الأقداس بالكرنك) تزامنًا مع هذه التحولات الفلكية.
أوروبا القديمة: كان يُحتفل بهذا اليوم كرمز لـ "ولادة الشمس من جديد"، فمنذ الغد سيبدأ النهار في الزيادة تدريجيًا ثانيةً.
الأمثال الشعبية: ارتبط الشتاء في الريف المصري بـ "الأربعينية" أو "المربعانية"، وهي الفترة التي تلي الانقلاب الشتوي وتتميز بالبرودة الشديدة.
نصائح صحية للتعامل مع طول الليل وقصر النهار
مع بدء الشتاء رسميًا، ينصح الأطباء ببعض الإجراءات لمواجهة التغيرات البيولوجية:
فيتامين د: نظرًا لقصر ساعات النهار وقلة التعرض للشمس، يفضل تعويض نقص فيتامين (د) عبر الغذاء أو المكملات.
مواجهة اكتئاب الشتاء: طول ساعات الليل قد يؤدي لدى البعض لما يعرف بـ "الاضطراب العاطفي الموسمي"، لذا ينصح بالتعرض لأكبر قدر من ضوء النهار خلال الساعات العشر المتاحة.
التدفئة والترطيب: الحفاظ على شرب الماء رغم قلة الشعور بالعطش، وارتداء الملابس الثقيلة لمواجهة الانخفاض المتوقع في درجات الحرارة خلال الأيام القادمة.
توقعات شتاء 2025/2026 في مصر
تشير التوقعات الأولية للأرصاد الجوية أن شتاء هذا العام قد يشهد موجات من الأمطار المتوسطة إلى الغزيرة على السواحل الشمالية والدلتا، مع احتمالية تأثر البلاد بكتل هوائية سيبيرية باردة تؤدي لانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة الصغرى، خاصة في المدن الجديدة والمناطق الصحراوية.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1