< المجلس الانتقالي الجنوبي والمجتمع الدولي: مسار جديد لاستعادة السيادة الجنوبية
متن نيوز

المجلس الانتقالي الجنوبي والمجتمع الدولي: مسار جديد لاستعادة السيادة الجنوبية

غوتيريش
غوتيريش

في لحظة سياسية دقيقة، تتشابك فيها التحولات الميدانية مع إعادة تشكيل الأولويات الإقليمية والدولية، جاءت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى التوصل لـ «تسوية شاملة تلبي تطلعات جميع اليمنيين»، لتفتح بابًا واسعًا أمام قراءة جديدة للأزمة. هذه الدعوة تتجاوز الحلول التقليدية وتعيد الاعتبار للقضايا المؤجلة، وفي مقدمتها قضية شعب الجنوب العربي.

تحول في الخطاب الأممي: من ثنائية الصراع إلى تعدد الإرادات

ليست دعوة غوتيريش مجرد تصريح دبلوماسي اعتيادي، بل تعكس إدراكًا متناميًا بأن الصراع بات أعقد من أن يُختزل في ثنائية "حكومة ومتمردين". إن الحديث عن «تطلعات اليمنيين» يحمل اعترافًا ضمنيًا بتعدد الإرادات السياسية والهويات الوطنية، وهو ما يشكّل تحوّلًا مهمًا في الخطاب الأممي تجاه الجنوب العربي.

ويفتح هذا البيان المجال أمام مقاربة شاملة تعترف بأن ما جرى منذ عقود لم يكن مجرد صراع على السلطة، بل أزمة هوية سياسية فشلت فيها محاولات الدمج القسري وبناء الشراكات غير المتكافئة.

إرث ثلاثة عقود من الفشل: الوحدة اليمنية في ميزان الواقع

على مدار أكثر من ثلاثين عامًا، تراكمت الشواهد على إخفاق تجربة الوحدة اليمنية في تحقيق الاستقرار أو العدالة. لقد تحولت هذه الوحدة إلى إطار للإقصاء والتهميش، وأنتجت حروبًا كان الجنوب فيها الساحة المفتوحة للخسائر.

فشل بنيوي: اختلال موازين الشراكة وغياب دولة المواطنة.

إعادة تدوير الأزمة: أي تسوية لا تنطلق من تشخيص جذري لفشل الوحدة ستظل حبيسة الفشل المتكرر.

الجنوب العربي: من مطلب شعبي إلى قضية سياسية متكاملة

لم تعد قضية الجنوب اليوم شعارًا عاطفيًا، بل تحولت إلى قضية سياسية مكتملة الأركان تستند إلى:

قاعدة شعبية واسعة: تجلت في الفعاليات الجماهيرية المليونية.

تمثيل سياسي منظم: يتمثل في المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي.

قوة عسكرية وأمنية: قوات جنوبية محورها مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات الدولية.

هذه المعطيات تجعل من الجنوب طرفًا فاعلًا في معادلة السلام، لا ملفًا ثانويًا يمكن ترحيله.

الشرعية الدولية وحق تقرير المصير

تتلاقى تطلعات شعب الجنوب مع مبادئ راسخة في القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وعلى رأسها حق الشعوب في تقرير مصيرها. هذا الحق بات جزءًا من النقاش الدولي حول النزاعات الممتدة، خصوصًا عندما تتحول الوحدة القسرية إلى مصدر دائم للصراع.

إن دعوة غوتيريش تمثل مدخلًا سياسيًا لإعادة إدراج قضية الجنوب ضمن مسار تفاوضي واضح يفضي إلى حل عادل ومستدام، بدلًا من فرض هدن هشة وأزمات مؤجلة.

استقرار الجنوب العربي وأمن الملاحة الدولية

لا ينفصل استقرار الجنوب عن أمن العالم؛ فالجغرافيا الجنوبية تمثل شريانًا حيويًا للملاحة الدولية في خليج عدن وباب المندب. كما يشكّل الجنوب خط دفاع متقدم ضد التنظيمات الإرهابية والتهديدات العابرة للحدود.

لذا، فإن دعم استعادة الدولة الجنوبية يحقق مصالح أمنية واستراتيجية دولية واسعة، مما يمنح القضية وزنًا إضافيًا في أي نقاش دولي جاد.

الطريق الأقصر نحو السلام المستدام

تفتح دعوة الأمين العام للأمم المتحدة الباب أمام مقاربة تعترف بتعدد التطلعات. وبالنسبة لشعب الجنوب، تمثل هذه فرصة سياسية تتطلب استثمارًا دبلوماسيًا يربط الإرادة الشعبية بالشرعية الدولية.

إن الخروج من "عنق زجاجة" الوحدة اليمنية بات ضرورة سياسية لتحقيق سلام حقيقي قائم على الاعتراف بالواقع لا إنكاره. أي تسوية لا تضع قضية شعب الجنوب العربي في صلبها ستظل قاصرة وعرضة للانهيار.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1