استراتيجية "الحزم والحسم" الجنوبية.. كيف تكسر القوات المسلحة شوكة الإرهاب وتؤمن مستقبل الدولة؟
تشهد الساحة الوطنية في الجنوب العربي تحولًا استراتيجيًا جذريًا في العقيدة القتالية والأمنية، حيث تعكس سياسة "الحزم والحسم" التي تنتهجها القيادة العسكرية الجنوبية في الآونة الأخيرة، توجهًا واضحًا لا يكتفي بالدفاع، بل يرتكز على المبادأة لتجفيف منابع خطر الإرهاب.
هذا التوجه الراسخ الذي يتضمن إطلاق عمليات عسكرية نوعية في مختلف الجبهات، يهدف إلى الانتقال بالجنوب من مرحلة المواجهة الجزيئة إلى التطهير الميداني الشامل.
الإرهاب كمشروع تخريبي: لماذا الحسم ضرورة وطنية؟
لم يعد الإرهاب في مفهوم القيادة الجنوبية مجرد تهديد أمني عابر، بل بات يُصنف كـ مشروع تخريبي منظم تشترك فيه قوى معادية تسعى لضرب الاستقرار وإرباك المشهد السياسي والعسكري. إن ملاحقة هذه التنظيمات أصبحت ضرورة وطنية لا تحتمل التأجيل للأسباب التالية:
حماية الأمن القومي: منع استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية.
تحصين المكتسبات السياسية: قطع الطريق أمام القوى التي تستخدم الإرهاب ورقة ضغط سياسية.
ترسيخ السيادة: فرض سيطرة الدولة على كامل التراب الجنوبي وتفكيك الخلايا النائمة.
تكتيكات المواجهة: رؤية أمنية متكاملة وتفكيك لوجستي
تكتسب العمليات العسكرية الجنوبية أهميتها الاستراتيجية من كونها لا تعتمد على القوة المفرطة فحسب، بل تستند إلى دراسة دقيقة لطبيعة الأرض وتكتيكات الجماعات المتطرفة. وتعمل القوات المسلحة على:
تفكيك البنية اللوجستية: تدمير مخازن السلاح وخطوط الإمداد.
ملاحقة القيادات: استهداف رؤوس الإرهاب لضرب الهيكل التنظيمي.
تجفيف منابع التمويل: رصد وقطع قنوات الدعم المالي التي تغذي هذه التنظيمات.
عبقرية "التزامن": سلاح القوات الجنوبية لإفشال المناورات
يبرز عامل التزامن في إطلاق العمليات كعنصر حاسم في تحقيق الانتصارات الميدانية. هذا التنسيق العالي بين مختلف الوحدات العسكرية يحقق مكاسب استراتيجية كبرى، منها:
منع إعادة الانتشار: حرمان الجماعات الإرهابية من فرصة الفرار من جبهة إلى أخرى أو استغلال الفراغات الأمنية.
تشتيت قدرات العدو: إفقاد التنظيمات الإرهابية القدرة على المناورة أو تجميع القوى في منطقة محددة.
رسالة القوة الشاملة: إرسال برقية واضحة للعالم بأن الجنوب يتعامل مع الإرهاب كخطر شامل يستهدف كل الجغرافيا، وليس مناطق معزولة.
الجاهزية والانضباط: عقلية استراتيجية لا تعرف العشوائية
إن التنسيق الزمني والميداني الذي تبديه القوات المسلحة الجنوبية يعكس مستوى غير مسبوق من الجاهزية والاحترافية. هذه المعارك لا تُدار بعشوائية، بل بعقلية استراتيجية منظمة تدرك أهمية الوقت والمكان، مما يُسرّع من وتيرة استعادة الاستقرار وبث الطمأنينة في نفوس المواطنين.
الارتباط بالمسار التحرري: معركة وجودية من أجل السيادة
من زاوية أوسع، ترتبط سياسة الحزم والحسم ارتباطًا وثيقًا بـ المسار التحرري الجنوبي. فلا يمكن الحديث عن استكمال بناء الدولة واستعادة الاستقلال في ظل وجود بؤر إرهابية تستنزف الموارد وتهدد الأمن.
وبالتالي، فإن هذه العمليات هي معركة وجود تهدف إلى حماية الأرض والإنسان، وترسيخ معادلة وطنية قوامها: "أن التحرير الحقيقي لا يكتمل إلا بسيادة الأمن". إن الجنوب العربي، بقيادته وقواته المسلحة، ماضٍ بثبات نحو مستقبل آمن ومستقر، مهما تعاظمت التحديات والمؤامرات.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1