< من وادي عومران إلى وادي المسيني.. محطات النصر للقوات المسلحة الجنوبية ضد التطرف
متن نيوز

من وادي عومران إلى وادي المسيني.. محطات النصر للقوات المسلحة الجنوبية ضد التطرف

القوات المسلحة الجنوبية
القوات المسلحة الجنوبية

لم تكن عملية الحسم التي أطلقتها القوات المسلحة الجنوبية في محافظة أبين مجرد تحرك عسكري عابر، بل هي تتويج لاستراتيجية أمنية طويلة الأمد، ومسار قتالي بدأ منذ عقد من الزمان.

 تمثل هذه العملية اليوم "الضربة القاضية" لمشاريع الفوضى، ورسالة استراتيجية مفادها أن الجنوب العربي لن يكون مسرحًا للجماعات المتطرفة أو أدواتها السياسية، مهما تعددت مسمياتها أو تبدلت تحالفاتها.

عشر سنوات من المواجهة: خارطة التطهير من المنصورة إلى المكلا

يعود تاريخ المواجهة المباشرة إلى عام 2016، حيث خاضت القوات الجنوبية سلسلة عمليات نوعية غيرت موازين القوى في شبه الجزيرة العربية:

عدن ولحج (مارس - أبريل 2016): انطلق المسار بتطهير مديرية المنصورة بالعاصمة عدن، تلاها تطهير محافظة لحج.

تحرير المكلا (أبريل 2016): في ضربة قاصمة، تم تحرير عاصمة حضرموت من تنظيم القاعدة، وهي العملية التي حظيت بإشادة دولية واسعة.

عمليتا الفيصل والسيف الحاسم (2018): استهدفت تطهير وادي المسيني بحضرموت، ومديرية الصعيد ووادي يشبم بشبوة، لتفكيك البنية التحتية للتنظيم.

عملية السيل الجارف (2018): تطهير وادي حمار بالمحفد، بقيادة الشهيدين عبداللطيف السيد ومنير أبو اليمامة.

تصعيد نوعي: من "سهام الشرق" إلى "عملية الحسم"

مع مطلع عام 2022، انتقلت المعركة إلى طور جديد من الحزم. بدأت بعملية "إعصار الجنوب" التي حررت مديريات بيحان وعسيلان من مليشيات الحوثي والإخوان، ثم انطلقت عملية "سهام الشرق" في أغسطس 2022 لتطهير المنطقة الوسطى بأبين.

سقوط معقل "عومران" الاستراتيجي

حققت "سهام الشرق" تحولًا جذريًا بتطهير وادي عومران بمديرية مودية، والذي كان يُعد أضخم قاعدة لتنظيم القاعدة في المنطقة. كما شملت العمليات معسكرات (وادي السري، عكد، سلى، والخيالة)، وصولًا إلى حدود محافظة البيضاء، لقطع خطوط الإمداد القادمة من مناطق سيطرة الحوثيين.

تحالف "الثالوث": الحوثي، الإخوان، والقاعدة

تكشف الوقائع الميدانية عن تنسيق استخباراتي ولوجستي عميق بين مليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين. وتؤكد التقارير أن:

تداخل الجغرافيا: عناصر القاعدة المنفذة للعمليات الإرهابية في أبين (مثل هجوم مودية في أغسطس 2024 وهجوم المحفد في أكتوبر 2025) يتوافدون بشكل رئيسي من محافظتي البيضاء ومأرب.

الدعم الإيراني: ضبط أجهزة متفجرة وطائرات مسيرة إيرانية الصنع لدى التنظيم، تزامنًا مع وجود زعيم التنظيم "سيف العدل" في إيران، يكشف عن رعاية طهران لهذا التحالف لضرب استقرار الجنوب.

التبادل الوظيفي: تسليم المواقع العسكرية بين الإخوان والحوثيين (كما حدث في بيحان) يثبت أن الهدف المشترك هو استهداف القوات الجنوبية.

الجنوب.. حائط الصد الأول عن الأمن الإقليمي

تجاوزت معركة القوات المسلحة الجنوبية ضد الإرهاب حدودها المحلية، لتصبح جزءًا حيويًا من منظومة الأمن القومي العربي والدولي. وبفضل الشراكة الاستراتيجية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، التي قدمت إسنادًا لوجستيًا وتدريبيًا رفيعًا، باتت القوات الجنوبية هي القوة الأكثر موثوقية في تأمين خطوط الملاحة الدولية بـ خليج عدن وباب المندب.

"عملية الحسم": رسالة المستقبل

تأتي عملية الحسم كاستكمال لعملية "المستقبل الواعد" (ديسمبر 2025) التي تستهدف تحرير وادي حضرموت والمهرة من المليشيات الإخوانية. إن تزامن هذه العمليات يؤكد أن القرار الجنوبي موحد: "لا بقاء للإرهاب أو أدوات الفوضى على تراب الجنوب".

إن أمن الجنوب اليوم يمثل خط الدفاع الأول عن أمن الإقليم، وكل محاولات إحياء التنظيمات المتطرفة ستتحطم أمام إرادة شعب الجنوب وصلابة مؤسسته العسكرية الضاربة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1