من زنجبار إلى عدن.. كيف تجسد فعالية أبين الجماهيرية "اللحمة الوطنية" والالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي؟
في مشهد وطني مهيب يعكس عمق الإرادة الشعبية وتجذر المشروع التحرري، شهدت مدينة زنجبار، العاصمة الإدارية لمحافظة أبين، مساء الثلاثاء، فعالية جماهيرية حاشدة في مخيم الاعتصام المفتوح.
هذه الفعالية التي جمعت بين المحاضرة السياسية الرصينة والسهرة الفنية الثورية، لم تكن مجرد تجمع عابر، بل كانت استفتاءً شعبيًا متجددًا على التمسك بأهداف الثورة الجنوبية والمضي قدمًا تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي نحو استعادة الدولة.
حضور قيادي وزخم شعبي في أبين
شهد مخيم الاعتصام حضورًا رفيع المستوى، تقدمه الأستاذ علي شيخ السوري، نائب رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمحافظة أبين. كما شارك في الفعالية أعضاء من الجمعية الوطنية ومجلس المستشارين، بالإضافة إلى قيادات في السلطة المحلية والمقاومة الجنوبية وشخصيات اجتماعية وازنة. هذا الحضور المكثف عكس حجم التنسيق والتكامل بين القيادة السياسية والقاعدة الشعبية في أبين، التي لطالما كانت "خاصرة الجنوب" وحصنه المنيع.
محاضرة سياسية: قراءة في مسارات النضال الجنوبي
تضمنت الفعالية محاضرة سياسية قيمة قدمها الأستاذ محمد عكف، رئيس ملتقى أبناء زنجبار الثقافي والاجتماعي. استعرض عكف خلالها "خارطة الطريق" التي سلكها الحراك الجنوبي، مؤكدًا أن ما يتحقق اليوم هو نتاج عقود من الصمود.
محطات تاريخية لا تُنسى
ركزت المحاضرة على تسلسل الأحداث النضالية التي صاغت الهوية الوطنية الجنوبية الحديثة:
انطلاقة 1997: البدايات الأولى للاحتجاجات السلمية التي كسرت حاجز الصمت.
حركتا "حتم" و"تاج": دور الحركات المنظمة في تأطير العمل الثوري والسياسي في الخارج والداخل.
إعلان عدن التاريخي (4 مايو 2017): اللحظة الفارقة التي فوض فيها الشعب القائد عيدروس الزبيدي لتأسيس كيان يمثل الجنوب.
تأسيس المجلس الانتقالي (11 مايو 2017): ولادة الحامل السياسي الشرعي والوحيد للقضية الجنوبية.
وأكد عكف أن المجلس الانتقالي استطاع، منذ لحظة تأسيسه، توحيد "الشتات الجنوبي" وتوجيه الإمكانات نحو تحقيق الاستحقاقات الوطنية، مشيرًا إلى أن الجنوب يقف اليوم أمام مرحلة "مفصلية" تتطلب رص الصفوف لتجاوز التحديات الراهنة.
الاصطفاف الوطني: دعوة لسفينة الاستقلال
وجه رئيس ملتقى أبناء زنجبار دعوة صريحة وشجاعة لكافة المكونات والشخصيات الجنوبية بضرورة الالتحاق بـ "سفينة الجنوب" التي تبحر بثبات نحو الاستقلال. وأشار إلى أن بناء مؤسسات الدولة الجنوبية المنشودة لا يمكن أن يتم إلا بالاتحاد والالتفاف حول المشروع الوطني الذي يقوده المجلس الانتقالي، بعيدًا عن المشاريع الدخيلة التي تسعى لتمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي.
الفن والترانيم الثورية: صوت الشارع في زنجبار
لم تغب الروح الفنية عن ساحة الاعتصام، حيث امتزجت الكلمة السياسية بالقصيدة الشعرية والأغنية الوطنية، لتشكل لوحة فنية تعبر عن تطلعات الشارع.
قصائد الانتصار من حضرموت إلى المهرة
ألهب الشاعر هيثم الفطحاني حماس الجماهير بقصائد شعرية عبرت عن الفخر بالانتصارات التي تحققها القوات المسلحة الجنوبية، خاصة في وادي حضرموت ومحافظة المهرة. عكست هذه الأبيات وحدة المصير الجنوبي؛ فالفرحة في أبين هي صدى للانتصارات في أقصى الشرق، وهو ما يثبت أن القضية الجنوبية كلٌّ لا يتجزأ.
سهرة فنية بروح الثورة
واختتمت الفعالية بسهرة فنية أحياها الفنان مشوار ناجي، الذي قدم باقة من الأغاني الوطنية التي رددها الحاضرون بحماس. الفن في أبين دائمًا ما كان سلاحًا ناعمًا يعزز الهوية ويجدد العهد للشهداء والجرحى الذين قدموا أرواحهم فداءً لتراب الجنوب.
الأبعاد السياسية لمخيم اعتصام زنجبار
إن استمرار مخيم الاعتصام المفتوح في زنجبار يحمل رسائل سياسية هامة في هذا التوقيت بالذات:
تأكيد السيادة: أن أبين هي قلب الجنوب النابض وأن محاولات زعزعة أمنها أو استقطاب ولائها لغير المشروع الجنوبي قد باءت بالفشل.
دعم القيادة: تجديد التفويض للمجلس الانتقالي الجنوبي في مفاوضاته السياسية وتحركاته العسكرية.
المطالبة بالخدمات والأمن: يمثل المخيم أداة ضغط سلمية للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وتأمين المحافظة من العناصر الإرهابية والمخربة.
أبين تقرر مصيرها
أثبتت فعالية زنجبار مساء الثلاثاء أن محافظة أبين ستظل دائمًا وفية لمبادئ الثورة الجنوبية. إن التلاحم بين القيادة (ممثلة بالأستاذ علي شيخ السوري) والقاعدة الجماهيرية، والارتباط بالتاريخ النضالي، يؤكد أن إعلان الدولة الجنوبية ليس مجرد حلم، بل هو هدف استراتيجي تقترب منه "سفينة الجنوب" يومًا بعد يوم.
لقد بعثت أبين برسالة واضحة لكل المتربصين: "الجنوب اليوم أقوى، وأبين هي الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات".
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1