أمن حضرموت واستقرارها.. ركيزة أساسية لمشروع الدولة في الجنوب العربي
تخطو محافظة حضرموت اليوم خطوات واثقة نحو عهد جديد من الاستقرار، فبعد الملاحم البطولية والنجاحات العسكرية الميدانية التي سطرتها القوات المسلحة الجنوبية في مناطق الوادي والصحراء، برزت قضية "تطبيع الحياة" كأولوية قصوى تتصدر أجندة القيادة السياسية والعسكرية للجنوب العربي.
رؤية اللواء فرج البحسني لمستقبل حضرموت
في تصريحات حملت دلالات استراتيجية عميقة، أكد اللواء فرج سالمين البحسني، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، أن حضرموت بدأت فعليًا مرحلة جديدة تهدف إلى تثبيت الأمن وتجفيف منابع الإرهاب. وأشار البحسني إلى أن القضاء على البؤر الإرهابية في وادي حضرموت لم يكن إلا البداية لمسار طويل يهدف إلى استعادة المكانة التاريخية والطبيعية لهذه المحافظة الاستراتيجية.
تلاحم الوادي والساحل: وحدة المصير
شدد اللواء البحسني على أن "لحمة حضرموت" بين الوادي والساحل باتت اليوم حقيقة ثابتة، وصوتًا واحدًا لا يقبل التجزئة. هذا التلاحم يمثل الصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات الفوضى، مؤكدًا أن الحفاظ على المكتسبات الأمنية هو مسؤولية جماعية تقع على عاتق القوى الوطنية، والعقلاء، وكافة أبناء حضرموت الذين أثبتوا وعيًا منقطع النظير في مساندة مؤسسات الدولة.
تحويل الانتصارات العسكرية إلى مكتسبات خدمية
إن جوهر استراتيجية المجلس الانتقالي الجنوبي في المرحلة الراهنة يكمن في ربط النجاح العسكري بالواقع المعيشي للمواطن. فالمعارك التي خيضت في وادي وصحراء حضرموت لم تكن تهدف فقط لتحرير الأرض، بل كانت تهدف أساسًا إلى تحرير الإنسان من سطوة الفوضى والفقر الخدمي.
النهوض بالواقع الخدمي والمعيشي
يعد تحرير مناطق الوادي والصحراء من "آفة الإرهاب" والميليشيات المعادية المفتاح الرئيسي لتحريك عجلة الخدمات الأساسية. وتعمل القيادة حاليًا على:
تطوير قطاع الطاقة: تحسين منظومة الكهرباء التي عانت من التخريب الممنهج.
تأمين المياه والصحة: إعادة تأهيل البنية التحتية لضمان وصول الخدمات الأساسية لكل بيت حضرمي.
تنشيط الحركة التجارية: الاستقرار الأمني يشجع التجار والمستثمرين على العودة، مما يوفر فرص عمل جديدة للشباب.
خلق بيئة جاذبة للاستثمار
تتمتع حضرموت بمقومات اقتصادية هائلة، من ثروات نفطية وموانئ استراتيجية وأراضٍ زراعية واسعة. ومن خلال "تطبيع الحياة"، يسعى الجنوب العربي إلى تحويل المحافظة إلى بيئة استثمارية آمنة، حيث يسود النظام والقانون، وتُحفظ كرامة الإنسان، وتُصان حقوق المستثمرين بعيدًا عن جبايات قوى الاحتلال والقوى المتطرفة.
دور التحالف العربي في استقرار حضرموت
لم ينسَ اللواء البحسني الإشادة بالدور المحوري الذي تلعبه دول التحالف العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. هذا الدعم السخي، سواء في الجانب العسكري أو التنموي، كان له الأثر البالغ في تثبيت حالة الأمن ومنع انزلاق المحافظة نحو الفوضى التي خططت لها أجندات مشبوهة تعادي تطلعات شعب الجنوب.
معركة "الوعي" ومواجهة أجندات الفوضى
تدرك القيادة الجنوبية أن معركة تطبيع الأوضاع لا تقل ضراوة عن المواجهات المسلحة؛ فهي معركة ضد الفساد الإداري، وضد سياسات التجهيل والإفقار التي مارستها القوى المعادية لسنوات طويلة في وادي حضرموت.
إن تعزيز ثقة المواطن بالقوات المسلحة الجنوبية وبالإدارة المحلية يعد حجر الزاوية في إفشال المخططات التي تسعى لزعزعة الاستقرار. فكلما شعر المواطن بتحسن في مستوى معيشته وأمنه الشخصي، كلما التف أكثر حول مشروعه الوطني الجنوبي، وأصبح سدًا منيعًا أمام محاولات الاختراق.
حضرموت بوابة الجنوب نحو المستقبل
إن نجاح مسار تطبيع الحياة في حضرموت يمثل رسالة قوية تؤكد أن الجنوب العربي قادر على بناء دولة مؤسسات حديثة. إن استقرار وادي حضرموت هو استقرار للجنوب بأكمله، وهو المدخل الحقيقي لتحقيق التنمية المستدامة والوصول إلى الاستقلال الناجز المبني على أسس اقتصادية وأمنية صلبة.
بتكاتف الجميع، وبإصرار القيادة الجنوبية، ستمضي حضرموت نحو مستقبل مشرق، ترفرف فيه رايات الأمن والرخاء، وتستعيد فيه دورها كمنارة للعلم والتجارة والسلام في المنطقة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1