البحرين في عيدها الوطني 2025: منجزات استراتيجية تعانق الفضاء وتكرس ريادة الدبلوماسية الدولية
تحتفل مملكة البحرين، يومي 16 و17 ديسمبر/كانون الأول 2025، بأعيادها الوطنية المجيدة، وهي ترفل بثوب الإنجازات التي لم تقف عند حدود الأرض، بل امتدت لتعانق عنان السماء.
وتأتي احتفالات هذا العام والمنامة تعيش "عصرها الذهبي" في ظل المسيرة التنموية الشاملة بقيادة عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبدعم ومتابعة حثيثة من الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
تحل هذه الذكرى الوطنية الغالية والبحرين تكرس مكانتها كوجهة عالمية للخير والسلام، ومركزًا إقليميًا للإبداع والريادة، وسط استحقاقات سياسية وتقنية ورياضية كبرى جعلت من عام 2025 عامًا استثنائيًا في تاريخ المملكة الحديث.
دبلوماسية السلام: البحرين إلى مجلس الأمن الدولي
في خطوة تجسد الثقة الدولية الهائلة في النهج البحريني، تستعد المملكة للانضمام لعضوية مجلس الأمن الدولي مطلع العام القادم 2026. وجاء هذا الفوز بعضوية غير دائمة للفترة (2026-2027) بعد حصولها على 186 صوتًا من أصل 187 في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بنسبة تأييد كاسحة بلغت 99.5%.
ويعد هذا الإنجاز "علامة تاريخية مضيئة" تعكس نجاح الدبلوماسية البحرينية القائمة على إرساء أسس السلام والأمن. وقد أكد العاهل البحريني أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة أولويات المملكة خلال عضويتها في المجلس، مع الثبات على دعم حل الدولتين واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ريادة فضائية: القمر الصناعي "المنذر" بأيدٍ بحرينية
لم تكتفِ البحرين بالريادة الدبلوماسية، بل دخلت "نادي الفضاء" بقوة عبر القمر الصناعي "المنذر"، الذي تم تصميمه وتنفيذه بالكامل بأيدٍ بحرينية. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استقبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة أول صورة فضائية كاملة للمملكة التقطها القمر، في مشهد يجسد نجاح الرؤية التقنية الوطنية.
أبرز حمولات القمر "المنذر":
الاستشعار عن بعد: لالتقاط صور عالية الدقة للمملكة ومياهها الإقليمية.
الذكاء الاصطناعي: معالجة الصور وتحليلها مباشرة على متن القمر، وهي تقنية رائدة في المنطقة.
الأمن السيبراني: حماية البيانات الفضائية ضد التهديدات السيبرانية الحديثة.
التضامن الخليجي والوحدة الإسلامية
تتزامن الاحتفالات الوطنية مع تولي البحرين رئاسة الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي (2026)، عقب القمة الخليجية الـ46 التي استضافتها المنامة مؤخرًا. وأسفرت القمة عن "إعلان الصخير" الذي شدد على تعزيز التكامل الدفاعي والأمني الخليجي ودعم السلام الإقليمي.
وعلى صعيد "لم شمل الأمة"، قادت البحرين مبادرة "الحوار الإسلامي-الإسلامي" في فبراير/شباط الماضي، بمشاركة نخبة من علماء الأمة يتقدمهم شيخ الأزهر الشريف. وخرج المؤتمر بـ "نداء أهل القبلة" لتعزيز الوحدة ونبذ الفرقة الطائفية، مما كرس البحرين كعاصمة للتسامح والتعايش الإنساني.
تطوير المنظومة العدلية: محكمة البحرين التجارية الدولية
في نوفمبر/تشرين الثاني 2025، خطت المملكة خطوة جبارة في تعزيز بيئة الاستثمار العالمي عبر تدشين "محكمة البحرين التجارية الدولية". تهدف هذه المحكمة إلى:
تسوية المنازعات التجارية العابرة للحدود وفق أفضل الممارسات العالمية.
مساندة مجتمع الأعمال وحفظ الحقوق والحريات الاقتصادية.
ترسيخ البحرين كمركز دولي موثوق لحل النزاعات التجارية.
نجاح رياضي قاري: دورة الألعاب الآسيوية للشباب
استضافت المملكة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي دورة الألعاب الآسيوية للشباب 2025، بمشاركة 45 دولة آسيوية. ولم يكن الحدث رياضيًا فحسب، بل كان تظاهرة ثقافية لنشر قيم الإخاء والتسامح بين شعوب القارة، وحظي بتنظيم أبهر المجتمع الرياضي الآسيوي والدولي.
عهد متجدد من المنجزات
إن احتفاء البحرين بذكرى قيام الدولة الحديثة عام 1783، والذكرى الـ54 لانضمامها للأمم المتحدة، والذكرى الـ26 لتولي الملك مقاليد الحكم، هو احتفاء بمسيرة من السيادة والريادة. فالبحرين اليوم، بمشاريعها الفضائية، وثقلها الدبلوماسي، ومنظومتها العدلية المتطورة، تبرهن للعالم أن الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بعظمة إنجازاتها وتأثيرها في صنع السلام العالمي.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1