خطة "قطع الشرايين".. كيف تهدف عملية الحسم لإنهاء التعاون اللوجستي بين الحوثي والتنظيمات المتطرفة؟
في تصعيد عسكري واستراتيجي جديد يهدف إلى تثبيت دعائم الأمن في محافظات الجنوب العربي، أعلن المقدم محمد النقيب، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الجنوبية، عن تدشين عملية "الحسم".
وتأتي هذه العملية العسكرية الواسعة كخطوة مفصلية تهدف إلى اجتثاث بؤر الإرهاب وتجفيف منابع التنسيق المشترك بين الثلاثي المتطرف: مليشيا الحوثي، تنظيم القاعدة، وجماعة الإخوان.
عملية "الحسم": استكمال لمسيرة "سهام الشرق"
أكد المقدم محمد النقيب أن عملية "الحسم" التي انطلقت رحاها اليوم ليست عملية معزولة، بل هي امتداد طبيعي واستكمال لعملية "سهام الشرق" التي حققت نجاحات كبرى في محافظة أبين والمناطق المجاورة.
وأوضح النقيب أن القوات المسلحة الجنوبية تتبع استراتيجية "النفس الطويل" في ملاحقة الفلول الإرهابية، مؤكدًا أن العمليات الحالية تستهدف تطهير ما تبقى من أوكار ومخابئ في المناطق الوعرة.
مثلث الإرهاب: التنسيق بين الحوثي والقاعدة والإخوان
كشف المتحدث باسم القوات الجنوبية عن حقائق ميدانية خطيرة تتعلق بطبيعة التحالفات القائمة بين الجماعات المتطرفة. وأشار النقيب إلى أن مناطق سيطرة مليشيا الحوثي (المدعومة من إيران) تحولت إلى ملاذات آمنة وأوكار لقيادات وعناصر من تنظيمي "القاعدة" و"الإخوان".
هذا التنسيق اللوجستي والعملياتي يهدف إلى زعزعة استقرار الجنوب العربي وعرقلة مساعي المجلس الانتقالي الجنوبي في بناء مؤسسات الدولة. وأوضح النقيب أن العملية العسكرية الحالية تركز بشكل أساسي على قطع شرايين الإمداد التي توفرها المليشيات الحوثية لتنظيم القاعدة، سواء من حيث التسليح أو الدعم اللوجستي وتوفير الغطاء التحركي.
الأهداف الاستراتيجية لعملية "الحسم"
ترتكز عملية "الحسم" على مجموعة من الأهداف العسكرية والأمنية الدقيقة، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
تطهير الجيوب المتبقية: ملاحقة العناصر الإرهابية الفارة في الجبال والوديان الوعرة التي كانت تُستخدم كمناطق انطلاق للعمليات الانتحارية.
قطع طرق الإمداد: عزل مناطق سيطرة الحوثيين عن معاقل القاعدة لمنع انتقال الأسلحة والذخائر والطائرات المسيرة.
تأمين المواطنين: توفير حماية كاملة لسكان المحافظات الجنوبية من الأعمال الانتقامية والإجرامية التي تنفذها هذه الجماعات.
تعزيز السيطرة الأمنية: إحكام القبضة على الممرات الاستراتيجية والطرق الرابطة بين المحافظات الجنوبية لمنع عمليات التسلل.
الجنوب العربي: خط الدفاع الأول عن الأمن الإقليمي والدولي
أكد النقيب في تصريحاته أن المعركة التي يخوضها الجنوب اليوم تتجاوز الحدود المحلية، فهي معركة تهدف لحماية الأمن القومي العربي والملاحة الدولية. فالإرهاب الذي يتم تصديره من أوكار الحوثي والإخوان يستهدف زعزعة استقرار المنطقة بالكامل.
إن نجاح القوات المسلحة الجنوبية في كسر شوكة التنظيمات الإرهابية في "أبين وشبوة وحضرموت" يُعد انتصارًا للمجتمع الدولي في حربه ضد التطرف. وشدد النقيب على أن الجاهزية القتالية للقوات المسلحة الجنوبية في أعلى مستوياتها، وأن هناك إصرارًا منقطع النظير على إنهاء هذه الحقبة السوداء من التهديدات الأمنية.
التفاف شعبي ودعم سياسي
تتزامن عملية "الحسم" مع حالة من الالتفاف الشعبي الجنوبي الواسع خلف القيادة السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي. ويرى مراقبون أن نجاح العمليات العسكرية يعزز من الموقف السياسي الجنوبي في أي مفاوضات قادمة، حيث يثبت الجنوبيون أنهم الشريك الوحيد والفاعل على الأرض في مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات المائية الدولية.
تمثل تصريحات المقدم محمد النقيب اليوم إعلانًا صريحًا عن مرحلة "تصفية الحسابات" مع التنظيمات الإرهابية. فعملية "الحسم" هي الرسالة الجنوبية الأقوى بأن "أرض الجنوب محرمة على التطرف"، وأن التحالف الحوثي الإخواني القاعدي سيتحطم على صخرة صمود القوات المسلحة الجنوبية.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1