< فادي باعوم يدعو لتحويل حضرموت إلى "نموذج دولة" قائم على النظام والقانون
متن نيوز

فادي باعوم يدعو لتحويل حضرموت إلى "نموذج دولة" قائم على النظام والقانون

فادي باعوم
فادي باعوم

 أكد فادي باعوم، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، أن محافظة حضرموت تمر حاليًا بـ "مرحلة مفصلية" تتطلب تجاوز مرحلة الشعارات الحماسية والانتقال الفوري إلى العمل المؤسسي الجاد.

 وفي تصريحات هامة، أوضح باعوم أن الأولوية القصوى يجب أن تكون لـ بناء نموذج دولة حقيقي في حضرموت، يرتكز على دعائم النظام والقانون، ويعكس تطلعات أبنائها للعدالة والازدهار.

تأتي هذه التصريحات في ظل الانتصارات الأخيرة للقوات الجنوبية واستعادة مناطق حيوية، مما أزال أي مبررات للتقاعس عن العمل التنموي والمؤسسي. وبحسب باعوم، فإن المرحلة القادمة لا تحتمل سوى تقديم مشاريع ملموسة وخطط عملية لمعالجة المشكلات المتراكمة التي أثقلت كاهل حضرموت لسنوات طويلة تحت مسمى "الوحدة اليمنية".

استعادة وادي حضرموت: إسقاط للذرائع وتكليف وطني

شدد فادي باعوم على أن إنجاز استعادة وادي حضرموت كان بمثابة اللحظة التي "أسقطت كل الذرائع" أمام القوى التي كانت تعيق التنمية والأمن. لقد فرض هذا الإنجاز مسؤولية وطنية مباشرة على القيادة الجنوبية لترجمة النصر الميداني إلى نصر إداري ومؤسسي.

تتمثل هذه المسؤولية في التصدي الجذري للمشكلات التي تغذت على غياب الدولة والقانون، وأبرزها:

مكافحة الفساد والنهب: وضع آليات حاسمة لمكافحة الفساد الممنهج الذي أدى إلى نهب موارد المحافظة.

معالجة السلب وغياب القانون: إعادة تفعيل مؤسسات الدولة وضمان سيادة القانون لإنهاء حالة الفوضى والانفلات.

تفعيل المؤسسات: العمل على بناء وإعادة تأهيل المؤسسات الحكومية لتكون قادرة على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين بكفاءة.

يرى باعوم أن حضرموت، بموقعها الاستراتيجي ومواردها الكبيرة، يجب أن تكون نقطة انطلاق لنموذج الدولة الجنوبية المنشودة.

المجتمع الحضرمي: عطش للنظام ورفض للظلم

أشار باعوم إلى نقطة محورية تتعلق بـ الوعي المجتمعي، مؤكدًا أن حضرموت تمتلك مجتمعًا واعيًا وحيًّا، وهو متعطش لدولة النظام والقانون، ومتفاعل بشكل إيجابي مع كل ما يخدم المحافظة ويحفظ كرامة أبنائها.

ويؤكد هذا الوصف أن أي جهود لبناء الدولة ستجد حاضنة شعبية قوية وداعمة، لأن هذا المجتمع:

لا يقبل الظلم: يرفض المجتمع الحضرمي الممارسات السابقة القائمة على الإقصاء والظلم والفساد.

لا يرضى بالفوضى: يسعى إلى بيئة آمنة ومستقرة تسمح بالاستثمار والتنمية، بعيدًا عن حالة الانفلات الأمني التي رافقت المراحل السابقة.

هذا الوعي الشعبي يمثل صمام أمان لأي تحرك مؤسسي، ويوفر للقيادة تفويضًا قويًا للمضي قدمًا في تطبيق القانون والعدالة دون تردد.

 نموذج الدولة المنشودة: الحقوق، العدالة، والسيادة

أكد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي أن المسؤولية الوطنية في المرحلة القادمة تتجسد في تقديم نموذج دولة يليق بحضرموت ومكانتها التاريخية والاقتصادية. هذا النموذج يجب أن يعكس حجم تضحيات شعب الجنوب ويؤسس لمستقبل أفضل.

حدد باعوم الأركان الأساسية لـ "نموذج الدولة الحقيقي" الذي يجب أن يُبنى في حضرموت:

صيانة الحقوق: دولة تضمن حقوق جميع مواطنيها دون تمييز.

احترام إرادة الناس: دولة تقوم على مبدأ المشاركة الشعبية والشفافية.

تحقيق العدالة وسيادة القانون: ضمان أن يكون القانون فوق الجميع وأن يتم تطبيقه بعدالة مطلقة.

إن هذا التحول من "الشعارات" إلى "المؤسسات" هو إدراك لأهمية المرحلة الانتقالية التي تتطلب إدارة حكيمة للموارد والأمن، وتجهيز المحافظة لتكون رافعة حقيقية لمشروع استعادة الدولة الجنوبية.

 الطريق إلى الأمام: التحديات وضرورة العمل الجاد

رسالة فادي باعوم تمثل دعوة صريحة للقيادة والمؤسسات للتحلي بالجدية والسرعة في العمل. فالنجاح في بناء هذا النموذج في حضرموت سيصبح دليلًا عمليًا على قدرة الجنوبيين على إدارة دولتهم، وسيقطع الطريق على أي محاولات للتشكيك في قدرتهم على الحكم الذاتي.

إن المرحلة المفصلية التي تمر بها حضرموت تتطلب تضافر الجهود المحلية، ودعم القيادة المركزية، وتوحيد الرؤى لمعالجة التحديات التنموية الكبيرة. هذه التحديات، التي تراكمت بسبب الإهمال والفساد، لا يمكن حلها إلا بـ خطة عمل واضحة المعالم، وبإشراف مؤسسي فعال ومحاسبة صارمة.

إن حضرموت اليوم تقف على أعتاب مرحلة جديدة، مرحلة البناء المؤسسي والاستقرار. ووفقًا لباعوم، فإن الإرادة الشعبية متوفرة، والظروف الميدانية مهيأة، وما تبقى هو العمل الجاد والمخلص لتقديم نموذج الدولة الذي يستحقه شعب الجنوب

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1