استراتيجية الحسم الجنوبي: الثبات في الميدان والوعي في المواجهة نحو الاستقلال
يتبنى المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، نهجًا استراتيجيًا شاملًا يقوم على ركيزتين أساسيتين: تعزيز الأمن وحماية المكتسبات الميدانية، مقرونًا بـالثبات الشعبي والرفض القاطع لمحاولات التشكيك. هذه الاستراتيجية تهدف إلى صون الإنجازات وتحقيق الهدف الأسمى للجنوبيين: استعادة دولة الجنوب العربي كاملة السيادة.
الثبات والصبر: مفتاح النصر القريب
في تأكيد على ضرورة الالتزام بالصبر الاستراتيجي، أشار مؤمن السقاف، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى أن "إنما النصر صبر ساعة، والثبات هو مفتاح النصر".
وفي منشور له على منصة "إكس" (X)، أكد السقاف أن الصبر الجنوبي هو امتداد لتاريخ طويل من النضال: "كما صبر شعب الجنوب طويلًا في ميادين النضال متجمهرًا معتصمًا ومقاومًا، وهو يدرك أن الاستقلال لم يكن قريبًا آنذاك، ها نحن اليوم قاب قوسين أو أدنى منه".
ووجه السقاف دعوة صريحة إلى "جميع الأحرار" للتمسك بـالثبات والصبر، محذرًا من خطر الاستماع إلى "المرجفين المشككين" الذين يستخدمون "طرقهم الملتوية في محاولاتهم لبث اليأس وتثبيط العزائم". وأكد أن الشعب الجنوبي سيواصل الاعتصام والاحتشاد بثبات، موضحًا أن القيادة ستنبري لتفي بالوعد (المسار الآمن) عندما تحين اللحظة الحاسمة.
دم الشهداء: راية وعهد وقسم للحسم
في تجسيد رمزي لعمق الالتزام بالمسار التحرري، نشر عبدالعزيز الشيخ، رئيس هيئة الإعلام والثقافة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، صورة على حسابه بمنصة "إكس"، غطتها دماء شهداء الجنوب العربي.
وجعل الشيخ من دم الشهداء بيانًا حاسمًا لا يقبل الجدل، مؤكدًا: "على هذه السارية علم ودم الشهيد راية وعهد وقسم". وفي رسالة شديدة الوضوح للمشككين والأعداء، قال: "عليه نقول لمن يعتقد أن شعب الجنوب سيتراجع: تأمل سريعا، لأن الوقت للحسم، وليس للاقناع".
وشدد الشيخ على أن كل قطرة دم سُفِكت هي بمثابة "بيان رقم واحد"، وهي تأكيد قاطع بأن الجنوبيين "ماضون بوتيرة أسرع وعزم أشد لنيل الاستقلال وإقامة دولة الجنوب العربي". هذا التصريح يربط مباشرة بين التضحيات الجسيمة والسرعة في تحقيق الهدف الوطني، مما يجعل التراجع مستحيلًا.
استراتيجية المجلس: الأمن والثبات والتحرير
يتضح من تصريحات قيادات المجلس الانتقالي أن النهج الاستراتيجي يسير في مسارات متوازية ومتكاملة:
حماية المكتسبات الميدانية: ضمان عدم التفريط في الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب وبسط الأمن. هذا يشمل الحفاظ على الأمن الداخلي كأولوية قصوى.
تعزيز الوعي والاصطفاف: مواجهة حرب الشائعات والدعاية المغرضة التي تشنها القوى المعادية، وهو ما يتطلب "الثبات" وعدم الاستماع إلى "المرجفين" وفقًا للسقاف.
الاستعداد للحسم السياسي: تأكيد أن المرحلة الحالية هي مرحلة "الحسم" وأن القيادة تدرك توقيت "المسار الآمن" للإعلان عن الدولة، وهو ما تؤكده رسائل الشيخ بأن "الوقت للحسم".
إن هذا التضافر بين الثبات السياسي في مواجهة الإحباط، والتضحية بالدم كرمز للعهد، يشكل القوة الدافعة للمجلس الانتقالي في إدارة معركته نحو استعادة دولة الجنوب العربي. هذه الدولة، التي يراها الجنوبيون "قاب قوسين أو أدنى"، ستكون نتاج صبر طويل والتزام مطلق بدم الشهداء وعزم لا يلين.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1