انخفاض درجات الحرارة يسبق 23 ديسمبر: هل بدأ فصل الشتاء فعليًا في مصر؟
تشهد مصر حاليًا حالة واضحة من التقلبات الجوية التي تُنذر بقدوم موسم الشتاء مبكرًا هذا العام. فقد أكدت الأستاذة إيمان شاكر، مديرة مركز الاستشعار عن بعد بالهيئة العامة لـالأرصاد الجوية، أن هذه الموجة الجوية أثرت بشكل مباشر اليوم على محافظات الوجه البحري والقاهرة الكبرى والسواحل الشمالية، حيث تراوحت شدة الأمطار بين الخفيفة والمتوسطة، وازدادت غزارة في بعض المناطق. وتصاحب هذه الأمطار انخفاض محسوس في درجات الحرارة ونشاط ملحوظ للرياح زاد من الإحساس بـالبرودة.
حالة عدم استقرار مستمرة حتى نهاية الأسبوع
في مداخلة هاتفية عبر برنامج "كلمة أخيرة"، أوضحت إيمان شاكر أن حالة عدم الاستقرار الجوي من المتوقع أن تستمر حتى نهاية الأسبوع. هذا الاستمرار يستدعي اتخاذ المزيد من الحيطة والحذر، خاصة في المناطق الساحلية والشمالية.
وحددت شاكر توقعات الأيام القادمة بالتفصيل:
السواحل الشمالية: ستشهد غدًا أمطارًا متوسطة إلى غزيرة. هذه الأمطار الغزيرة تمثل تحديًا للمدن الساحلية وتستوجب استعدادات مكثفة.
محافظات الوجه البحري: من المتوقع أن تمتد إليها الأمطار المتوسطة إلى الغزيرة.
القاهرة الكبرى: ستشهد أمطارًا خفيفة إلى متوسطة بعد ساعات الظهر، بنفس مستوى الأمطار التي تعرضت لها اليوم.
كما أشارت إلى أن الشبورة المائية ستكون قليلة خلال الفترة الحالية، وهذا يرجع إلى نشاط الرياح الذي يعمل على تشتيت الرطوبة. ومع ذلك، سيظل العامل الأبرز في التأثير على حركة الطرق هو الأمطار، إلى جانب استمرار انخفاض الحرارة واضطراب الملاحة البحرية.
بداية مناخية مبكرة للشتاء
أوضحت مديرة مركز الاستشعار عن بعد أن مصر تفصلها أيام قليلة عن البداية الرسمية لفصل الشتاء في 23 ديسمبر. وفي إجابة حول ما إذا كان الوضع الحالي طارئًا أم بداية فعلية للموسم، أكدت شاكر أن ما يحدث حاليًا يُعد "بداية مناخية مبكرة للشتاء".
يأتي هذا التغير بعد أن شهدت البلاد خريفًا دافئًا وأقل من المعدلات المعتادة في الأمطار. هذا الانتقال السريع من خريف دافئ إلى بداية قوية للتقلبات الشتوية يؤكد على الديناميكية الكبيرة التي تشهدها الظواهر الجوية حاليًا.
تفنيد شائعة "شتاء لم يحدث منذ 100 سنة"
تعاملت إيمان شاكر بحزم مع الشائعات الموسمية التي تتداول كل عام حول قدوم "شتاء لم يحدث منذ 100 سنة". حيث نفت شاكر صحة هذه الشائعات تمامًا، مؤكدة أنها "غير علمية" ولا تستند إلى أسس التنبؤات المناخية الموثوقة.
وأوضحت أن التنبؤات الفصلية (Seasonal Forecasts) تقتصر فقط على تحديد ما إذا كانت معدلات الأمطار أو درجات الحرارة ستكون أعلى أو أقل من المعدلات الطبيعية في نطاق واسع، ولا يمكنها الجزم بوقوع ظواهر قصوى غير مسبوقة بهذه الطريقة المطلقة.
توقعات شتاء 2026: أمطار أعلى من الطبيعي
بالرغم من تفنيد الشائعات، قدمت شاكر توقعًا مبدئيًا لـشتاء 2026 استنادًا إلى التنبؤات الفصلية، حيث أشارت إلى أنه من المتوقع أن يشهد معدلات أمطار أعلى من الطبيعي نسبيًا. هذا التوقع يحمل دلالة مهمة تتطلب استعدادات حكومية وشعبية للتعامل مع احتمالية زيادة غزارة الأمطار والسيول في بعض المناطق.
في الختام، تؤكد تحذيرات الأرصاد الجوية على أن التقلبات الجوية الحالية ليست مجرد موجة عابرة، بل هي بداية فعلية لموسم يحمل معه تحديات الأمطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة. وهذا يستدعي من المواطنين وجميع الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الطرق واستقرار الأوضاع حتى نهاية الأسبوع، والاستعداد لـشتاء 2026 الذي قد يكون أكثر رطوبة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1