تعزيز الشراكة الاستراتيجية: الزُبيدي والقائم بأعمال السفير الصيني يبحثان دور عدن المحوري في "الحزام والطريق" (صور)
في خطوة تؤكد على الأهمية المتزايدة لـ العاصمة عدن كمركز دبلوماسي واقتصادي محوري، التقى اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم السبت، بسعادة شاو تشنغ، القائم بأعمال السفير الصيني لدى بلاده.
وقد شكّل هذا اللقاء منصة استراتيجية لمناقشة تعميق العلاقات اليمنية الصينية التاريخية وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك.
ركزت المحادثات على استعراض الروابط الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين، مع التشديد على ضرورة تطوير هذه العلاقات وتعزيزها بما يحقق المصالح المشتركة. ويأتي هذا اللقاء في وقت حرج، حيث تسعى المنطقة إلى ترسيخ دعائم الاستقرار وبدء مرحلة إعادة الإعمار والتنمية الشاملة.
دعم التنمية وإعادة الإعمار: الخبرة الصينية في خدمة الجنوب
كان جوهر النقاش يدور حول الدور الذي يمكن أن تضطلع به الصين في دعم مسار التنمية وإعادة الإعمار في بلادنا. وتمتلك الصين خبرات وإمكانيات واسعة تُعدّ ضرورية لتحقيق قفزات نوعية في قطاعات حيوية. وقد تم تحديد هذه القطاعات بدقة لتعظيم الاستفادة من الشراكة:
التربية والتعليم: لنقل المعرفة والتكنولوجيا وتطوير المناهج والبنية التحتية التعليمية.
الموانئ الجنوبية: لتحديث وتطوير موانئ عدن والموانئ الأخرى لرفع قدرتها التنافسية الإقليمية والدولية.
الاصطياد البحري: للاستفادة من الخبرة الصينية في إدارة المصائد وتطوير تقنيات الصيد المستدام.
الطاقة المستدامة: للاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يساهم في تأمين احتياجات البلاد من الطاقة النظيفة وتقليل التكاليف.

إن التركيز على هذه القطاعات يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى بناء اقتصاد محلي مستدام وقادر على النمو، وهو ما تدعمه بقوة الصين عبر مبادراتها الاستثمارية العالمية.
عدن و"الحزام والطريق": بوابة عالمية للاستثمار
شهد اللقاء تركيزًا خاصًا على البعد الجيوسياسي والاقتصادي، حيث تم التطرق إلى الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها بلادنا ضمن مشروع "الحزام والطريق" العملاق الذي تتبناه جمهورية الصين الشعبية.
تُعدّ موانئ الجنوب، وعلى رأسها ميناء عدن، نقاط ارتكاز طبيعية لهذا المشروع العالمي، نظرًا لموقعها الفريد على خطوط الملاحة الدولية بين الشرق والغرب. وناقش الزُبيدي والقائم بالأعمال الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه هذه الموانئ كـ بوابة تجارية ولوجستية للمشروع، مما يعود بالنفع الاقتصادي الهائل على المنطقة ويسهل حركة التجارة العالمية.
تأكيد صيني على الدعم: السلام والشراكة الاقتصادية

من جانبه، أكد القائم بأعمال السفير الصيني، شاو تشنغ، على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين. وجدد التأكيد على دعم بلاده لجهود إحلال السلام والاستقرار في بلادنا، مشيرًا إلى أن الاستقرار هو الركيزة الأساسية لأي تقدم اقتصادي.
كما أعرب القائم بالأعمال عن استعداد الصين لـ تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين. وتُعتبر هذه التصريحات بمثابة ضوء أخضر للبدء الفعلي في دراسة وتنفيذ المشاريع المشتركة، خصوصًا تلك المتعلقة بالبنية التحتية والموانئ.
يُشير هذا اللقاء الرفيع المستوى إلى مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي بين المجلس الانتقالي الجنوبي والجمهورية الصينية.
فالتركيز على محاور محددة مثل الطاقة المستدامة، وتطوير الموانئ، والموقع الحيوي لعدن ضمن مشروع الحزام والطريق، يُرسخ قناعة بأن الشراكة مع الصين هي مفتاح لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والنهوض بالبنية التحتية في الجنوب. يُتوقع أن تشهد الفترة القادمة تسريعًا في وتيرة التنسيق للبدء في صياغة اتفاقيات تنفيذية لهذه المشاريع الحيوية.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1

