سر تثبيت القرآن: أمين الفتوى بدار الإفتاء يكشف منهج "التكرار والكتابة" الفعّال للحفظ
قدم الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مجموعة من الإرشادات العملية والمنهجية لمساعدة الراغبين في حفظ القرآن الكريم على تجاوز الصعوبات وتحقيق الثبات. جاء هذا التوضيح استجابة لسؤال ورد من أحد أبناء محافظة المنيا، والذي عبّر عن معاناته مع تحديات حفظ آيات الكتاب العزيز.
وخلال حواره في برنامج «فتاوى الناس» على قناة الناس مساء الخميس، بيّن الشيخ أن حفظ القرآن لا يتطلب معجزة، بل يحتاج إلى منهج واضح وثابت يعتمد آليات ثبتت فعاليتها عبر التاريخ الإسلامي.
مفاتيح الحفظ والثبات: التكرار والكتابة
أكد أمين الفتوى أن هناك ركائز أساسية يجب على كل من يبدأ رحلة حفظ القرآن اعتمادها:
التكرار المستمر هو المفتاح الأول: أوضح الشيخ محمد كمال أن الخطوة الأولى تبدأ بـحفظ عدد قليل من الآيات في البداية، مع التركيز المكثف على تكرارها مرات متتابعة. وأشار إلى أن التكرار هو "المفتاح الأول" لترسيخ الحفظ ونقله من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة الطويلة.
الكتابة لربط الذهن بالصورة البصرية: أكد الشيخ على أهمية كتابة الآيات التي يتم حفظها باليد. فالكتابة، حسب توضيحه، ليست مجرد وسيلة تقليدية، بل هي وسيلة مؤثرة جدًا تعمل على ربط الذهن بالصورة البصرية للكلمات القرآنية. هذا الربط يسهم بشكل كبير في تثبيت الآيات في الذاكرة على المدى الطويل ويقوي الاستحضار.
تعزيز الحفظ بالعبادة واختيار الأوقات المباركة
لم يقتصر التوجيه على الطرق الدراسية، بل امتد ليشمل ربط الحفظ بالعبادة وتحديد الأوقات المناسبة:
قراءة المحفوظ في الصلاة: نصح الشيخ بأن تُعدّ قراءة ما تم حفظه داخل الصلوات (خاصة النوافل والفرائض) واحدة من أكثر الخطوات فاعلية في تعزيز الحفظ وترسيخه. فالربط بين العبادة وتلاوة الآيات يخلق ثباتًا أكبر واستحضارًا أسرع للنصوص القرآنية، ويجعل المراجعة جزءًا من الحياة اليومية.
اختيار أوقات صفاء الذهن: شدد على ضرورة اختيار الأوقات التي يكون فيها الذهن في أعلى درجات الصفاء والتركيز. وفي مقدمة هذه الأوقات يأتي الوقت الذي يلي صلاة الفجر مباشرة، حيث تكون القدرة على الاستيعاب والتركيز أعلى بكثير قبل الانخراط في مشاغل الحياة اليومية.
المنهج المتكامل: المواظبة أساس النجاح
أوضح الشيخ محمد كمال أن المواظبة على هذه الخطوات الأربعة (التكرار، الكتابة، المراجعة في الصلاة، واختيار وقت الفجر) كفيل بأن يساعد أي شخص يعاني من صعوبة الحفظ على ترسيخ حفظه وتحقيق الغاية الحقيقية من تلاوة كتاب الله الكريم، سواء في حياته اليومية أو أثناء العبادة.
وفي سياق متصل، قدمت دار الإفتاء المصرية عبر الشيخ محمد كمال توضيحات لأسئلة فقهية أخرى تتعلق بـضوابط الشرع في التعدد ومتى يكون حرامًا، وكيفية صلاة الصم والبكم عند غياب سماع الأذان، بالإضافة إلى إجابتها عن حكم قول "سيدنا" على الإمام الحسين، وتأكيدها على أن البِشْعة هي "موروثات خاطئة باطلة ومُحرَّمة شرعًا". هذه التوضيحات تعكس الدور المحوري لدار الإفتاء في معالجة القضايا الفقهية والاجتماعية التي تهم المواطنين.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1