جولة تفاوض ثانية بين إسرائيل ولبنان قبل نهاية العام برعاية أمريكية وسط تصعيد متبادل
أفاد موقع أكسيوس نقلًا عن مصادر مطلعة، أن إسرائيل ولبنان توصلا خلال جولة المباحثات المباشرة الأولى التي عُقدت في 3 ديسمبر الجاري، إلى اتفاق يقضي بتنظيم جولة ثانية من المفاوضات قبل نهاية العام، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وشهدت بلدة الناقورة الحدودية يوم الأربعاء اجتماعًا علنيًا جمع دبلوماسيين من الجانبين برعاية أمريكية، ليكون أول لقاء مباشر بين الدولتين منذ عام 1993.
وتركزت المناقشات على مشاريع التعاون الاقتصادي في جنوب لبنان، وخاصة إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب، باعتبارها مدخلًا لبناء الثقة وتعزيز الاستقرار في المناطق الحدودية.
واتفق الطرفان على تقديم مقترحات عملية خلال الجولة المقبلة، تتضمن مشاريع مشتركة يمكن تنفيذها ميدانيًا لدعم التنمية في الجنوب.
وتأتي هذه التحركات في ظل توتر أمني متصاعد، أبرزُه اغتيال قائد الذراع العسكرية لحزب الله، هيثم علي طباطبائي، في غارة إسرائيلية استهدفت بيروت قبل أقل من أسبوعين، وهي أول ضربة على العاصمة اللبنانية منذ خمسة أشهر.
وتتّهم إسرائيل الحكومة اللبنانية بالتقاعس عن نزع سلاح حزب الله، ملوّحةً بإمكانية استئناف العمليات العسكرية إذا استمر الحزب في إعادة تسليح قواته.
في المقابل، تندد بيروت بالهجمات الإسرائيلية، وتطالب بانسحاب تل أبيب من خمس نقاط تعتبرها أراضي لبنانية محتلة.
ورغم الأجواء المشحونة، ترى إدارة ترامب أن اغتيال طباطبائي ساهم في تأجيل خطر اندلاع مواجهة واسعة، مرجحةً أن الأشهر المقبلة قد تشهد هدوءًا نسبيًا.
وأسهمت الجهود الدبلوماسية الأمريكية، ولا سيما الوساطة التي قادها السفير ميشال عيسى ومبعوثة الخارجية مورغان أورتاغوس، في دفع الطرفين للجلوس إلى طاولة الحوار.
وتنظر واشنطن إلى هذه المباحثات باعتبارها خطوة أولى ضمن رؤية أوسع لإنشاء "منطقة اقتصادية ترامب" على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية، تكون خالية من الأسلحة الثقيلة ونفوذ حزب الله.