التهديدات الإلكترونية تتصدر مخاطر الأمن القومي البريطاني: تحذيرات من فشل الاستراتيجية الحكومية
حذر المُراجع المستقل لقوانين الإرهاب في المملكة المتحدة من أن التهديدات الإلكترونية تمثل أكبر خطر يهدد الأمن القومي البريطاني، مشددًا على أن استراتيجية الحكومة الأخيرة لم تتعامل معها بالجدية المطلوبة، رغم تصريحات رئيس الوزراء كير ستارمر التي أكدت سعي الحكومة لتشديد مواجهة التهديدات الروسية.
وأوضح جوناثان هول، عضو البرلمان البريطاني والمستشار الذي عيّنه وزير الداخلية، أن استراتيجية الأمن القومي لعام 2025 لم تُركز بالشكل الكافي على المخاطر الإلكترونية، سواء من الإرهابيين أو الدول المعادية، مؤكدًا أن هذه التهديدات أصبحت «مصدرًا رئيسيًا للأمن القومي» في العصر الرقمي.
وأشار هول إلى أن حماية البلاد من التهديدات الإلكترونية اليوم لا تقل أهمية عن امتلاك قوات جوية وبحرية وبرية قوية، لا سيما مع الاعتماد المتزايد للإرهابيين والدول المعادية على القنوات الرقمية لنشر أفكارهم وتنفيذ عملياتهم.
وقال إن معظم الأعمال الإرهابية في المملكة المتحدة تبدأ الآن عبر الإنترنت، مما يجعل الحياة الرقمية جوهرية للأمن القومي، وليست مجرد اعتبار ثانوي.
وأضاف المستشار أن تجاهل مخاطر التهديدات الإلكترونية يُعد «خطأً فادحًا»، محذرًا من أمثلة واقعية على ذلك، منها منصات الألعاب الإلكترونية مثل "روبلوكس"، التي يمكن أن تُستخدم لتصوير أعمال عنف أو مذبحة، وروبوتات الدردشة التي حرضت أشخاصًا على تنفيذ هجمات حقيقية، مثل محاولة قتل الملكة الراحلة إليزابيث أو الهجمات المرتبطة بمجموعات مثل فاجنر.
وأكد هول أن التحديات الرقمية باتت محور حماية الأمن القومي، داعيًا الحكومة البريطانية إلى إعادة النظر في استراتيجيتها، ووضع الأمن الإلكتروني في قلب أولوياتها لمواجهة المخاطر المعقدة والمتزايدة في العصر الرقمي.