< وادي حضرموت يواجه الاحتلال اليمني: اعتصام سيئون يُعلن مرحلة "الرد الشعبي المباشر"
متن نيوز

وادي حضرموت يواجه الاحتلال اليمني: اعتصام سيئون يُعلن مرحلة "الرد الشعبي المباشر"

 لحظة وعي جماهيري
لحظة وعي جماهيري والرد الشعبي المباشر

في تطورات متسارعة، تتجه الأنظار بثقلها نحو وادي وصحراء حضرموت، حيث تحول شارع الستين في سيئون إلى ساحة نضال متقدمة. بعد محاولات اجتياح قوات المنطقة العسكرية الأولى واعتقال عدد من المعتصمين السلميين، أصبح هذا الشارع مركز ثقل سياسي وشعبي غير مسبوق. 

شكّل اعتصام سيئون المفتوح نقطة تحول فارقة في مسار المواجهة، خصوصًا بعد تزايد الاعتقالات التي تطال أحرار الجنوب العربي السلميين.

لم يعد التحرك في وادي حضرموت حدثًا احتجاجيًا عابرًا، بل أصبح منعطفًا وطنيًا سيحدد شكل النفوذ والأمن والسيادة في حضرموت، ويضع حدًا لمرحلة طويلة من الهيمنة التي مارستها المنطقة العسكرية الأولى، التي يعتبرها الشارع الجنوبي اليوم رأس الحربة في التخادم بين الإخوان والحوثيين.

منذ اليوم الأول للاعتصام، ترتسم ملامح لحظة جنوبية مختلفة؛ فالأعداد المتزايدة، والإصرار الشعبي، والتنظيم المحكم، رغم المداهمات وممارسات القمع والاعتقال، كلها تعكس إدراكًا عامًا بأن أبناء حضرموت لم يعودوا قابلًا للمساومة. اليوم دخلوا مرحلة جديدة في النضال لاستعادة أرضهم وطرد قوات الاحتلال اليمني. الشارع يعلن بوضوح أن حضرموت لن تكون جسرًا لعودة الإمامة، ولا ظهرًا مكشوفًا للجنوب، بل ستكون نقطة انطلاق نحو استعادة السيادة على الوادي والصحراء، وبسط الأمن وفق رؤية جنوبية خالصة.

 لحظة وعي جماهيري والرد الشعبي المباشر

ما يجري في وادي حضرموت ليس صدى لقرار سياسي نخبوي، بل هو نتاج مخزون ممتد من الغضب الشعبي تجاه ممارسات المنطقة العسكرية الأولى. تجمع آلاف المواطنين من مختلف مديريات الوادي والصحراء دليل على أن القضية تجاوزت الحسابات الحزبية وأصبحت واردًا شعبيًا أصيلًا يرفض استمرار النفوذ العسكري المحسوب على قوى الشمال داخل حضرموت.

مصطلح "الرد الشعبي المباشر" يصف طبيعة التحرك الذي خرج عن الإطار التقليدي للاحتجاجات، وتحول إلى فعل جماهيري منظم يملك أدواته ومطالبه وقدرته على الاستمرار. هذا الرد أثبت أن الشارع لم يعد مستعدًا لقبول بقاء قوتين متناقضتين ـ الإخوان والحوثيين ـ تتشاركان المصلحة في إبقاء حضرموت ساحة رخوة تخدم أطماعهما التوسعية.

 التخادم الحوثي الإخواني ومحور الإرهاب

تحولت المنطقة العسكرية الأولى خلال السنوات الماضية إلى عقدة أمنية وسياسية خلقت فراغًا مقصودًا في الوادي، سمح بتوسع خلايا الإرهاب وازدهار شبكات التهريب. هذا الفراغ لم يكن نتيجة ضعف أو قصور، بل مسارًا مقصودًا خدم الحوثيين عبر السماح بمرور السلاح، وخدم الإخوان عبر إبقاء الوادي خارج سلطة القوى الجنوبية.

التقارير تشير إلى أن المسارات التي تمر عبر الوادي وصولًا إلى مناطق سيطرة الحوثيين كانت تتحرك دون اعتراض، مما يؤكد أن المنطقة الأولى والإرهاب أصبحا مرتبطين. هذه الحقيقة هي التي دفعت الجماهير لإعلان رفضها العلني لبقاء هذه القوات، باعتبارها تهديدًا وجوديًا لأمن حضرموت وأمن الجنوب العربي بأكمله.

شارع الستين سيئون: منصة قرار جنوبي

تحوّل شارع الستين إلى مركز الحدث وصوت حضرموت الصريح. فاختيار الموقع لم يكن صدفة، فهو شريان المدينة وملتقى مديريات الوادي. الانتشار المنظم للخيام، وتوافد القبائل، كل ذلك يشكل رسالة عملية بأن الاعتصام ليس لحظة غضب، بل فعل مستمر حتى تحقيق كامل المطالب المتمثلة في تحرير وادي حضرموت وبسط السيادة الجنوبية.

يدرك الجنوبيون أن وادي حضرموت ليس مجرد بقعة جغرافية، بل خاصرة الجنوب الاستراتيجية. بقاؤها بيد قوى لا تنتمي للمشروع الوطني الجنوبي يعني بقاء التهديد الإمامي على مسافة خطوة واحدة. لهذا يتحول الاعتصام إلى معركة وجودية بكل معنى الكلمة، وربط تحرير الوادي خطوة نحو تثبيت السيادة الجنوبية.

لحظة 1 ديسمبر لن تكون مجرد تجمع جماهيري، بل صياغة جديدة للعلاقة بين الشعب والسلطة، تؤكد أن حضرموت لم تعد ساحة صراع، بل تحولت إلى نقطة ارتكاز تقرر مستقبل الجنوب العربي برمته.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1