< حضرموت تكتب تاريخ الصمود: اعتصام سيئون يتحدى قمع الاحتلال اليمني
متن نيوز

حضرموت تكتب تاريخ الصمود: اعتصام سيئون يتحدى قمع الاحتلال اليمني

اعتصام سيئون يُجسّد
اعتصام سيئون يُجسّد وحدة الصف الجنوبي العربي

سيئون، قلب وادي حضرموت شهدت مدينة سيئون التاريخية، في محافظة حضرموت مشهدًا استثنائيًا من الثبات والتحدي أرسى دعائم مرحلة جديدة من المقاومة الشعبية.

 فقد انتشرت خيام الاعتصام في قلب المدينة، لتصبح رمزًا حيًا وواقعًا ملموسًا لإرادة شعبية لا تقبل الانكسار، وذلك رغم محاولات قوات الاحتلال اليمني المتمركزة في وادي حضرموت استخدام القمع المفرط والنيران لتفكيك إرادة المواطنين.

الخيام لم تكن مجرد تجمع سلمي عابر، بل كانت رسالة واضحة لا تقبل الالتباس: إرادة الجنوب العربي لا تنكسر. إن هذا الحراك الشعبي يمثل نقطة تحول حاسمة في مسار التحرير، مؤكدًا أن صمود حضرموت يمثل الجدار المنيع في وجه أي محاولة لفرض الوصاية أو المساس بالهوية الجنوبية.

تصعيد القمع ومواجهة الشجاعة الجنوبية

في تطور خطير يعكس النزعة العدوانية، تعرض المعتصمون السلميون إلى إطلاق الرصاص المباشر والتوغل العنيف في منطقة الاعتصام. هذه الممارسات أدت إلى اعتقال عدد من المواطنين الأبرياء، وهو ما لم يزد أبناء حضرموت إلا شجاعة وصلابة. لقد أكد أبناء المدينة بجلاء أن الأمن والاستقرار في سيئون لن يكون تحت رحمة قوات الاحتلال اليمني التي ثبت أنها لا تحترم أدنى معايير حقوق الإنسان أو قواعد الاشتباك السلمي.

هذا التصعيد لم ينجح في تفريق الصفوف، بل عزز من إيمان المعتصمين بأهمية المقاومة الشعبية السلمية. لقد أظهر أبناء حضرموت قدرتهم الفائقة على ضبط النفس والتمسك بسلمية اعتصامهم، محولين القمع إلى وقود لمزيد من الثبات والالتزام بالهدف الجنوبي الأسمى.

اعتصام سيئون يُجسّد وحدة الصف الجنوبي العربي

تأتي فعالية اعتصام سيئون لتجسّد أرقى صور وحدة الصف الجنوبي والتلاحم الشعبي. حيث توافد آلاف المواطنين من مختلف مديريات حضرموت، من الساحل إلى الوادي، حاملين شعارات الحرية والكرامة، ومردّدين هتافات تعكس رفضهم القاطع لأي اعتداء على أرضهم. هذا التلاحم الشعبي المهيب لم يقتصر على الحضور فحسب، بل عكس إعادة رسم خارطة الصمود في حضرموت، مؤكدًا أن الشعب الجنوبي بكافة أطيافه قادر على الدفاع عن مدنه وأرضه مهما كانت التحديات، ومهما بلغت محاولات الاحتلال اليمني لشق الصف.

هذه الوحدة هي رسالة للمجتمع الإقليمي والدولي مفادها أن قضية الجنوب العربي هي قضية شعب واحد يسعى لاستعادة دولته وحقه في تقرير مصيره. لقد تحولت خيام الاعتصام إلى منبر سياسي وشعبي يطالب بالتمكين العاجل لأبناء المحافظة وإخراج القوات التي لا تمثل إرادة أبناء وادي حضرموت.

الالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي: إرادة لا تُقهر

في الوقت الذي حاولت فيه قوات الاحتلال اليمني استخدام الترهيب والتهديد لفض التجمعات، أكدت خيام الاعتصام المتواصلة في سيئون على استمرارية المقاومة الشعبية السلمية. الأهم من ذلك، جسد الاعتصام الالتفاف الشعبي الواسع حول قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يُنظر إليه كممثل شرعي لتطلعات الجنوب العربي.

لقد وضعت هذه الفعالية كل من تسول له نفسه العبث بأمن الجنوب العربي أمام واقع ثابت لا يمكن إنكاره: بأن الجنوب العربي صامد، وحضرموت حصن لا يُقهر.

لقد جسّد تواجد المعتصمين تحت القصف والإطلاق الناري المتواصل من قوات الاحتلال اليمني رسالة قوية مفادها، بأن حضرموت باقية صلبة، وأن أي محاولة للتفريق بين أبناء الجنوب ستبوء بالفشل الذريع.

خيام الاعتصام في سيئون ليست مجرد مأوى، بل هي من وحي الكرامة الجنوبية وأيقونة صمود حضرموت. إنها دليل ملموس على وحدة الصف الجنوبي وقوة النخبة الحضرمية في مواجهة أي قمع أو اعتداء على الأرض والهوية. إن هذا الحراك السلمي يؤكد أن لا حل للأزمة إلا بتمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم وتأمين مدنهم، بما يضمن سيطرة كاملة للنخبة على وادي حضرموت وجميع المديريات.

لقد بات من الواضح أن الاعتصام في سيئون يمثل النبض الحي للحركة التحررية الجنوبية، مؤكدًا أن الثمن مهما غلا لن يثني شعب الجنوب العربي عن تحقيق هدفه الأكيد: استعادة الدولة والسيادة الكاملة على كل شبر من أرض الجنوب.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1