العسكرية الأولى تهدد في سيئون.. هل يصمد مخيم الاعتصام في ساحة الستين؟
يواجه الجنوب العربي، وفي القلب منه حضرموت، محطة مفصلية مع إحياء ذكرى عيد الاستقلال في 30 نوفمبر، فبينما يحتشد الآلاف لتأكيد الهوية والمطالبة بـ استعادة الدولة الجنوبية، تبرز التوترات الأمنية في وادي حضرموت وتحديدًا في مدينة سيئون.
المشهد يتصاعد بشكل خطير بعد تلويح العسكرية الأولى باستخدام القوة لتهديد ومنع إقامة مخيم الاعتصام السلمي المخطط له في ساحة الستين بسيئون. هذا التهديد لا يُعد مجرد إجراء أمني روتيني، بل هو تأكيد لحجم الصراع الدائر حول مستقبل المحافظة الأهم في الجنوب.

حضرموت، بساحلها وواديها، تجاوزت كونها مجرد "رصيد اقتصادي" لتمسي المحور السياسي والرمزي الذي يتحدد من خلاله شكل المستقبل الجنوبي. وتُعتبر فعالية مخيم الاعتصام في سيئون، إن أُقيم، محكًا حقيقيًا لإرادة أبناء الجنوب وقدرتهم على كسر محاولات الالتفاف على الإرادة الجنوبية وتعطيل مسار التمكين الحقيقي.
فعالية سيئون والمكلا: رسائل موحدة لوحدة الموقف الحضرمي الجنوبي
لقد جاءت فعالية سيئون الأخيرة، والحشود الهادرة التي شاركت فيها، لتمثل تعبيرًا مباشرًا عن وعي حضرمي وجنوبي متنامٍ. هذا الوعي يدرك أن الهدف من إبقاء حضرموت تحت سيطرة قوى غير محلية هو خلق "فراغ سياسي" يسمح بـ تمدد النفوذ المعادي لطموحات الجنوبيين.
إن حرارة التفاعل الشعبي مع ذكرى عيد الاستقلال تبعث برسالة قوية للداخل والخارج: حضرموت جنوبية الهوى والهوية. ومحاولة سلخها عن امتدادها الطبيعي، أو فرض واقع سياسي دخيل، مصيرها الفشل أمام إرادة أهلها.
وقد شكل الحشد الجنوبي الاستثنائي في مدينة المكلا، الذي جرى بالتزامن مع توترات سيئون، نموذجًا ساطعًا لـ وحدة الموقف الحضرمي والجنوبي. المشهد لم يكن مجرد تجمع، بل كان إعلانًا صريحًا بأن حضرموت تستعيد دورها الحيوي داخل المشروع الوطني الجنوبي، وتثبت أنها ركن أساسي في المعادلة السياسية القادمة.
الثقل السياسي لحضرموت: لا تجاوز في أي تسوية قادمة
تُعد فعالية سيئون في هذه اللحظة المفصلية "رسالة مزدوجة" بالغة الأهمية:
رسالة للداخل الجنوبي: تؤكد أن حضرموت ليست مجرد ساحة صراع نفوذ، بل هي "جزء ثابت من البيت الجنوبي". ومحاولة إخضاعها أو تجاوز إرادة أهلها لن تمر.
رسالة للخارج الإقليمي والدولي: مفادها أن مشروع استعادة الدولة الجنوبية يستند إلى حاضنة شعبية واسعة. وتمثل حضرموت في هذه المعادلة ثقلًا بشريًا وسياسيًا لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزه في أية تسوية قادمة تخص مستقبل المنطقة.
الطريق إلى الدولة الجنوبية: إرادة الناس ترسم الحدود
إن إحياء ذكرى الاستقلال 30 نوفمبر هذا العام يتجاوز الرمزية التاريخية ليصبح عملية "إعادة ترتيب العلاقة" بين حضرموت والجنوب ضمن رؤية واضحة للمستقبل. المواجهة المستمرة في وادي حضرموت تؤكد أن الصراع هو على الهوية وعلى التمكين الجنوبي الفعلي.
في الختام، تؤكد التطورات الأخيرة أن الطريق نحو الدولة الجنوبية لا يمكن أن ينفصل عن حضور حضرموت القوي. التهديد باستخدام القوة ضد مخيم الاعتصام في ساحة الستين بسيئون ما هو إلا محاولة يائسة لعرقلة هذا المسار. لكن تلاحم الساحل والوادي في موقف موحد يؤكد أن إرادة الناس هي القوة الحقيقية التي سترسم الحدود الحقيقية للهوية والمستقبل في الجنوب العربي.
هذا التقرير يدعم تحسين الظهور في محركات البحث من خلال التركيز على كلمات مثل "حضرموت"، "سيئون"، "الجنوب العربي"، "العسكرية الأولى"، و"استعادة الدولة الجنوبية".
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1