< القارئ الشيخ عبد الباسط.. النبوغ المبكر والتحول الكبير بعد اعتماده في الإذاعة المصرية
متن نيوز

القارئ الشيخ عبد الباسط.. النبوغ المبكر والتحول الكبير بعد اعتماده في الإذاعة المصرية

عبد الباسط عبد الصمد
عبد الباسط عبد الصمد

في ذكرى رحيل القارئ العالمي الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الملقب بـ "الحنجرة الذهبية" و"الصوت الملائكي"، تتجدد مكانته كأبرز أعلام دولة التلاوة المصرية والعالم الإسلامي.

 يسلط هذا التقرير الضوء على مسيرة القطب الراحل، بداية من مولده في قنا وحفظه للقرآن، وصولًا إلى اعتماده في الإذاعة المصرية عام 1951 وتأثيره العالمي الذي جعله صاحب مدرسة فريدة في الترتيل والتجويد، رغم مرور عقود على وفاته في 30 نوفمبر 1988.

ذكرى رحيل قطب التلاوة: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد 

تحل اليوم، الموافق 30 نوفمبر، الذكرى السنوية لرحيل واحد من عمالقة قراء القرآن الكريم الذين طبعوا بصمة لا تُمحى في تاريخ دولة التلاوة، وهو القارئ الجليل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد. إن مجرد ذكر اسمه يستدعي إلى الأذهان صوتًا نادرًا ووصفًا صادقًا أُطلق عليه: "الحنجرة الذهبية" و"الصوت الملائكي".

وقد سلطت البرامج الإعلامية، مثل برنامج "هذا الصباح" على قناة "إكسترا نيوز"، الضوء على هذه الذكرى المجيدة، مؤكدة على أن الشيخ عبد الباسط لم يكن مجرد قارئ، بل كان رائدًا أسس مدرسة فريدة في الترتيل والتجويد. إن تلاواته المسجلة لا تزال حتى اللحظة مصدر إمتاع وطرب روحي لملايين المستمعين حول العالم، متجاوزة بذلك حدود الزمان والمكان.

"صوت من السماء": سر التميز والقبول القلبي

وصفت التقارير الإعلامية صوت الشيخ عبد الباسط بأنه "نبع سماوي صافٍ"، وهو وصف بليغ يجسد سر تميزه. فالسر الحقيقي وراء هذا القبول الواسع لم يكمن فقط في الإتقان الفني أو قوة الصوت، بل في قراءته لكتاب الله بـ "قلبه قبل لسانه". هذا الإخلاص والتفاني في أداء الذكر الحكيم هو ما جعله يجتاز أعلى مراتب التكريم ويلامس القلوب، حتى أن محبيه وصفوا صوته بأنه "صوت أتى من الجنة".

إن هذا القبول الروحي هو ما يفسر لماذا أصبح الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أحد أشهر قراء القرآن الكريم على مستوى العالم الإسلامي بلا منازع، فلقد أصبح صوته هو المعيار والمقياس لجمال التلاوة والخشوع.

محطات فاصلة في مسيرة صاحب الحنجرة الذهبية

مسيرة الشيخ عبد الباسط كانت حافلة بالمحطات الفاصلة التي شكلت مسيرته كقطب من أقطاب التلاوة:

المولد والنشأة: وُلد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في عام 1927 في قرية المراعزة بـ محافظة قنا، وهي منطقة اشتهرت بوجود مدارس التلاوة العريقة.

حفظ القرآن والقراءات: أتم الشيخ حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة للغاية، تحديدًا في سن العاشرة، وهو إنجاز عظيم يؤكد على نبوغه المبكر. ثم تلقى القراءات العشر في المعهد الديني بمدينة أرمنت، مما أكسبه قاعدة علمية راسخة في علم التجويد.

نقطة التحول الكبرى (الإذاعة المصرية): كانت نقطة التحول الكبرى والأهم في مسيرته هي اعتماده رسميًا في الإذاعة المصرية عام 1951. ومنذ ذلك اليوم، انطلق صوته العذب عبر الأثير ليصبح متاحًا لكل بيت مصري وعربي، ليبدأ بذلك مرحلة جديدة من الشهرة العالمية.

الاستقرار في القاهرة: استقر مقامه في حي السيدة زينب بـ القاهرة، ليصبح بعدها "قطبًا" من الأقطاب الكبار الذين يشار إليهم بالبنان في عالم التلاوة.

 سفير القرآن: جولات عالمية وتأثير لا يزول

لم تقتصر شهرة الشيخ عبد الباسط على مصر والجنوب العربي، بل امتدت لتشمل العالم بأكمله. طاف الشيخ البلدان في جولات عالمية، معتبرًا نفسه سفيرًا لمصر وللقرآن الكريم، حاملًا أمانة نشر كتاب الله بصوته الفريد. زار العديد من دول الشرق والغرب، حيث كان صوته جسرًا بين الثقافات ومعرفًا بالإسلام من خلال فن التلاوة الرفيع.

لقد وافته المنية في الثلاثين من نوفمبر عام 1988، تاركًا خلفه إرثًا لا يُقدر بثمن. ورغم رحيل الجسد، يظل الأثر باقيًا، ما بقي صوته مرتلًا لآيات الذكر الحكيم. يصدق عليه وصف محبيه له بلقب "شيخ عموم المصريين"، لأنه كان وما زال رمزًا للفن القرآني الراقي والالتزام الروحي العميق.

إن الاحتفاء بـ ذكرى رحيل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد هو احتفاء بالهوية الثقافية والدينية لمصر، وتذكير دائم بأن دولة التلاوة المصرية هي منارة لا تنطفئ في العالم الإسلامي.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1