حضرموت في قلب القرار.. كيف رسخت فعالية سيئون الوعي الجنوبي بوحدة المصير؟
تمثل ذكرى الثلاثين من نوفمبر محطة فارقة تتجاوز الاحتفال لتصبح لحظة تحرر جنوبي متجدد. يشدد التقرير على الحاجة الملحّة لرفع مستوى الوعي الشعبي الجنوبي بأهمية هذه المناسبة، خاصة في ظل المتغيرات الراهنة. وتُبرز فعالية سيئون هذا العام كـ رسالة سياسية قوية تؤكد على أن وادي حضرموت جزء أصيل من القرار الجنوبي والمصير الواحد. يُعد تعزيز هذا الوعي واجبًا وطنيًا لتحصين الجبهة الداخلية وكشف محاولات التشويش وإثارة الانقسامات.
30 نوفمبر: أكثر من احتفال.. لحظة تحرر في الذاكرة الوطنية الجنوبية
تظل ذكرى الثلاثين من نوفمبر محطةً فارقة ومحورية في الذاكرة الوطنية الجنوبية. إنها ليست مجرد مناسبة احتفالية لاستعراض الماضي، بل هي لحظة تحرر خالدة جسدت قدرة الجنوبيين على استعادة قرارهم والتخلص من أشكال الهيمنة التي فُرضت على وطنهم في مراحل تاريخية سابقة. هذا التحرر هو الأساس الذي يُبنى عليه المشروع الوطني الجنوبي الحديث.
وفي ظل المتغيرات الإقليمية والداخلية الراهنة، تبرز الحاجة الملحّة إلى رفع مستوى الوعي الشعبي الجنوبي بأهمية هذه المناسبة التاريخية. لا يجب أن يظل الأمر مجرد تاريخ يُحتفل به سنويًا، بل يجب أن يتحول إلى حالة وعي جماعي متجدد يُعيد ترسيخ الثقة بـ الهوية الجنوبية ويُقوّي مسارها السياسي نحو استعادة الدولة كاملة السيادة.
مقاربة شاملة لتعزيز الوعي وبناء الوحدة الجنوبية
إن تعزيز هذا الوعي الجنوبي يتطلب مقاربة شاملة ومتكاملة لا تقتصر على الخطاب السياسي، بل تتغلغل في النسيج المجتمعي:
إحياء الذاكرة التاريخية: يجب البدء بإحياء الذاكرة التاريخية لدى الأجيال الشابة، لربطهم بجذور النضال الجنوبي وتضحيات الآباء والأجداد في سبيل الاستقلال.
ترسيخ مفهوم الوحدة: يجب ترسيخ مفهوم الوحدة الجنوبية تحت راية مشروع وطني واحد، يجمع كل محافظات الجنوب العربي من المهرة حتى باب المندب.
استثمار ذكرى الاستقلال كرافعة: يجب استثمار ذكرى الاستقلال 30 نوفمبر كرافعة لـ توحيد الصف في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تشهدها محافظات الجنوب.
ومن هنا، تأتي أهمية دور الخطاب الإعلامي والتثقيفي القادر على نقل معاني المناسبة من مجرد رمز إلى واقع ملموس يعزز الشعور بـ الانتماء ويقوي الإرادة الجمعية للجنوبيين.
فعالية سيئون: رسالة سياسية من وادي حضرموت
تحظى فعالية سيئون التي أقيمت في وادي حضرموت هذا العام بـ أهمية استثنائية. فهي تجاوزت كونها تجمعًا جماهيريًا بسيطًا لتصبح رسالة سياسية واضحة لا تقبل التأويل. هذه الرسالة تُؤكد أن وادي حضرموت جزء لا يتجزأ من الهوية والقرار الجنوبي.
وتكتسب هذه الفعالية وزنًا إضافيًا نظرًا للظروف المفصلية التي تمر بها حضرموت، وما تشهده من تنافس على النفوذ ومحاولات لعرقلة تطلعات أبنائها في تثبيت الأمن وتمكين إدارتهم المحلية من إدارة شؤونهم. إن الحضور الجماهيري في سيئون يُمثل ردًا قاطعًا على محاولات فرض الوصاية أو التجاوز على إرادة أبناء المحافظة.
وبالتالي، فإن المشاركة الواسعة التي تجلت في فعالية سيئون تعكس الـ وعي الجنوبي بضرورة حماية المكتسبات الوطنية، وكذلك التأكيد على وحدة المصير بين ساحل حضرموت وواديها وبقية محافظات الجنوب، كجبهة داخلية موحدة ضد التحديات.
تحصين الجبهة الداخلية وكشف التشويش
إن رفع الوعي الشعبي بأهمية 30 نوفمبر ليس ترفًا سياسيًا أو واجبًا شكليًا، بل هو واجب وطني بامتياز. هذا الوعي يُساهم بشكل مباشر في:
تعزيز تماسك المجتمع: يقوي الروابط الداخلية ويُحصّن النسيج الاجتماعي من التصدعات.
تحصين الجبهة الداخلية: يمنح القيادة الجنوبية قاعدة دعم جماهيرية صلبة وواسعة في هذه المرحلة الحساسة.
كشف محاولات التشويش: يسهم هذا الوعي في كشف محاولات إثارة الانقسامات وتغيير الأولويات الوطنية، ويُعيد التأكيد على أن الجنوب بأكمله يشترك في تاريخ واحد ومستقبل واحد.
بهذا، تصبح ذكرى الاستقلال منصةً حقيقية لـ إعادة بناء الثقة وتجديد الالتزام بـ المشروع الوطني الجنوبي. وهي تًرسل رسالة صريحة للداخل والخارج بأن إرادة الجنوبيين تستند إلى وعي شعبي ثابت، وإلى وحدة لا يمكن كسرها مهما تعددت التحديات والضغوط والمؤامرات. إن المستقبل الجنوبي يرتكز على قوة وعي شعبه ووحدتهم.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1