الزُبيدي: الذكرى 58 للاستقلال.. تجديد العهد للشهداء بتحقيق الهدف الأسمى
بمناسبة حلول العيد الـ58 للاستقلال الوطني الـ30 من نوفمبر، وجه اللواء عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رسالة وطنية عميقة ومباشرة لأبناء شعبنا الجنوبي الأحرار، سواء كانوا في الداخل أو الخارج، وذلك عبر منشور مؤثر على منصة فيسبوك.
لم تكن رسالة الزُبيدي مجرد تهنئة احتفالية، بل كانت خارطة طريق سياسية وروحية تربط بين المجد الذي حققه الآباء وبين الإصرار الذي يحمله الأبناء اليوم لانتزاع الاستقلال الثاني. وأكد المنشور على أن النضال المستمر للشعب الجنوبي هو امتداد طبيعي للتضحيات التي سطرت أعظم الملاحم.
استذكار الملاحم: الوفاء لجيل الاستقلال الأول
بدأ الزُبيدي رسالته باستذكار المجد الوطني، قائلًا: "نحن نشارككم الاحتفاء بهذا اليوم الأغر، ونستذكر بفخر واعتزاز التضحيات الجسيمة والملاحم البطولية الخالدة التي سطّرها الآباء والأجداد".
هذا الاستذكار يمثل ركيزة أساسية في الوجدان الجنوبي، حيث يربط بين نضال الجيل المؤسس الذي قاد ثورة 14 أكتوبر وتُوِّج بالاستقلال عام 1967، وبين التحديات الحالية. التأكيد على التضحيات الجسيمة يهدف إلى تعزيز الشعور بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق الجيل الحالي، الذي يحمل راية الآباء، ومضي على دربهم بذات القوة والعزم والبطولة والفداء. إن ربط النضال القديم بالجديد يمنح الحركة التحررية الحالية شرعية تاريخية لا يمكن التشكيك فيها.
الاستقلال الثاني: خطوة بخطوة نحو السيادة
تضمنت رسالة الزُبيدي عبارة حاسمة شكلت جوهر الموقف الجنوبي الحالي، وهي المتعلقة بـ الاستقلال الثاني. فقد أكد أن الجيل الحالي يسير نحو انتزاع هذا الهدف "الذي تحققونه اليوم على أرض الواقع خطوة بعد أخرى".
هذه العبارة لها دلالات سياسية واستراتيجية عميقة:
الواقعية السياسية: الاعتراف بأن تحقيق السيادة الكاملة هو عملية تراكمية، لا تتحقق بقرار واحد، بل عبر الإنجازات المتتالية (سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا).
الصبر والثقة: التعبير عن "صبر المؤمنين بحقهم في الحرية والكرامة والسيادة على الأرض"، يرسخ مبدأ الثبات وعدم التسرع، والاعتماد على الإرادة الشعبية الصامدة.
النجاح المُحقق: الإشارة إلى أن الاستقلال الثاني ليس مجرد أمل، بل هو حقيقة "تتحقق اليوم على أرض الواقع"، في إشارة إلى الإنجازات المتمثلة في بناء القوات الجنوبية والسيطرة على المناطق المحررة والتمثيل الدبلوماسي.
صفات النضال: التلاحم والاصطفاف والعزم
أكد الزُبيدي على ضرورة التمسك بصفات معينة لمواصلة المسيرة نحو الهدف الأسمى. الصفات المذكورة (التلاحم والاصطفاف والقوة والعزم والبطولة والفداء) تشكل خريطة طريق للقوة الداخلية:
التلاحم والاصطفاف: الدعوة إلى الوحدة الداخلية ونبذ الفرقة كشرط أساسي لنجاح أي معركة وطنية.
القوة والعزم: التأكيد على القدرة العسكرية والأمنية (القوة) والإرادة السياسية (العزم) اللازمة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
عهد الوفاء للشهداء الأبرار
اختتم الزُبيدي رسالته بفقرة ترحم فيها على أرواح الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً لوطنهم وأرضهم في مختلف مراحل النضال التحرري الجنوبي. وجدد القائد الجنوبي "عهد الوفاء" لهم ولأسرهم وذويهم في تحقيق الهدف الأسمى الذي ضحوا بأرواحهم لأجله.
هذا التذكير يعزز البعد الأخلاقي والوطني للحركة الجنوبية، مؤكدًا أن الاستقلال ليس غاية سياسية فقط، بل هو وفاء للدماء الطاهرة التي سالت من أجل الوطن. واختتم المنشور بتهنئة خالصة: "عيد استقلال مجيد وكل عام وجنوبنا العربي الغالي بخير".
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1