الجنوب يتأهب: تعيين محافظ حضرموت الجديد واحتفالات الذكرى الـ 58 لـ "عيد الاستقلال"
شهدت محافظات جنوب اليمن، وتحديدًا حضرموت وأبين، سلسلة من التطورات السياسية والعسكرية والاحتفالية الهامة، تركزت حول تعيين محافظ جديد لحضرموت، وتكثيف الاستعدادات للاحتفال بالذكرى الـ 58 لعيد استقلال الجنوب العربي في 30 نوفمبر المجيد. وتؤكد هذه التطورات على تصاعد وتيرة النشاط السياسي والميداني للمجلس الانتقالي الجنوبي، بزعامة الرئيس عيدروس الزُبيدي، وتركيزه على ملفي الأمن والاستقرار في المناطق الاستراتيجية.
دعم القيادة لمحافظ حضرموت الجديد: الخنبشي في عدن
في خطوة تؤكد الاهتمام المركزي بـ محافظة حضرموت، استقبل اللواء عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، سالم الخنبشي، محافظ حضرموت الجديد، في العاصمة عدن.
ويأتي هذا اللقاء لتقديم الدعم الرسمي والتأكيد على الثقة في القيادة الجديدة للمحافظة النفطية والاستراتيجية.
رسائل الزبيدي: الثقة والتنمية
أوضح الزُبيدي أن قيادة المجلس تضع ثقة كبيرة في سالم الخنبشي، خاصة بالنظر إلى سجله الإداري وخبرته الطويلة في العمل الحكومي. وشدد الزبيدي على أن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز حضور الأجهزة الإدارية والأمنية في المحافظة بما يستجيب لـ تطلعات أبناء حضرموت.
كما ركز على المكانة الاستراتيجية والتاريخية لحضرموت، معتبرًا إياها واجهة للاستقرار والتنمية. وحثّ على بذل جهود مكثفة لـ تعزيز أمن المحافظة واستقرارها وحماية نسيجها الاجتماعي، وضمان استمرارية عمل مؤسسات الدولة.
وفي ختام اللقاء، أكد الرئيس الزُبيدي على دعم كل من مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي للمحافظ الخنبشي لإنجاح مهامه، سواء في ملفات الأمن والاستقرار، أو في مشاريع البنية التحتية والخدمات الأساسية والتنمية.
التزام المحافظ الخنبشي: الأمن والتنمية
من جانبه، أعرب المحافظ الخنبشي عن خالص امتنانه للرئيس الزُبيدي على الثقة والدعم المقدمين. وتعهد بالعمل بجدّية لـ رفع مستوى الأداء الإداري والخدمي، وتفعيل دور مؤسسات الدولة، مؤكدًا التزامه بتحقيق تطلعات أبناء حضرموت في الأمن والتنمية والاستقرار. هذا التعيين يمثل تحديًا كبيرًا للمحافظ الجديد في ظل التوترات والتصعيدات التي تشهدها حضرموت مؤخرًا.
الاحتفالات الوطنية: الذكرى الـ 58 لـ "عيد الاستقلال الجنوبي"
تتواصل وتتصاعد في مختلف محافظات الجنوب الاستعدادات والفعاليات الجماهيرية للاحتفاء بـ الذكرى الـ 58 لعيد استقلال الجنوب العربي، الذي يوافق 30 نوفمبر المجيد، وهو اليوم الذي يجسد نضال الجنوبيين ضد الاستعمار البريطاني.
مسيرات المحفد: تجسيد النضال والثبات
شهدت مديرية المحفد في محافظة أبين مسيرة جماهيرية حاشدة احتفاءً بهذه المناسبة الوطنية. جابت المسيرة الشارع العام، حاملة أعلام الجنوب وصور الرئيس عيدروس الزُبيدي، ومرددة شعارات وهتافات وطنية تؤكد على التمسك بحق الاستقلال.
وفي المهرجان الخطابي الذي أقيم بساحة الفقيد "الشحتور"، ألقى مهدي عبدالله مقبل، رئيس تنفيذية الانتقالي بمديرية المحفد، كلمة أكد فيها على فخره واعتزازه بالحضور الجماهيري، الذي يعكس عمق الانتماء الوطني لأبناء المحفد وتمسكهم بمسيرة التحرر واستعادة الدولة. وأشار إلى أن الذكرى تمثل محطة خالدة لاستحضار تضحيات الآباء والأجداد، مؤكدًا وقوف أبناء المحفد بثبات خلف الرئيس الزبيدي.
كما تضمنت كلمته رسالة سياسية هامة، حيث نوّه بأن الجنوب يمر بمرحلة مفصلية وحاسمة، وشدد على قرب تحقيق انتصارات جديدة في آخر معاقل ما أسماه بـ "مليشيات الاحتلال اليمني" في سيئون والمهرة، داعيًا الإخوة في هضبة حضرموت وكل المغرر بهم إلى العودة إلى الصف الجنوبي.
حملة رسم الأعلام في أحور
وفي سياق متصل، أطلق المجلس الانتقالي الجنوبي بـ مديرية أحور في أبين حملة لـ رسم أعلام الجنوب على جدران المباني ورفعها في شوارع المدينة، كجزء من الاحتفالات. شارك في المبادرة الشيخ جابر الوحيشي، عضو الجمعية الوطنية، الذي دعا أبناء المديرية إلى المشاركة في احتفالات يوم غد الأحد، كونها تجسد نضالات وتضحيات أبناء الجنوب في سبيل الحرية. وشكلت القيادة المحلية لجنة تحضيرية للاحتفالات لضمان التنظيم الأمثل.
تحضيرات وادي حضرموت: حشود ضخمة ووعي متزايد
وفي وادي حضرموت، تابع علي الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، الاستعدادات النهائية لاحتفالية 30 نوفمبر. حيث تلقى إحاطة من محمد عبدالملك الزبيدي، رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس بوادي حضرموت، الذي أكد اكتمال الجاهزية وتوقع حشودًا ضخمة ومتزايدة، مما يعكس وعي أبناء حضرموت وحرصهم على إحياء الحدث الوطني الكبير.
علي الكثيري ثمن الجهود وشدد على أهمية التنظيم الدقيق لضمان نجاح الفعالية وإيصال رسائل سياسية واضحة للمجتمعين الدولي والإقليمي. واعتبر الفعالية محطة مفصلية وتجسيدًا لنضال أبناء حضرموت كافة، معتبرًا إياها تتويجًا لإرادة شعبية واسعة وتعبيرًا عن وحدة الموقف الجنوبي في حضرموت، مجددًا دعوته إلى الحضور والمشاركة الفاعلة.
التطورات العسكرية والأمنية في حضرموت
على الصعيد الأمني، تصاعدت التوترات في حضرموت إثر اعتداءات على منشآت حيوية.
رد حازم من قائد المنطقة العسكرية الثانية
هدد اللواء الركن طالب سعيد بارجاش، قائد المنطقة العسكرية الثانية، بأن اعتداءات مليشيات المدعو عمرو بن حبريش وعناصره التخريبية على مواقع الشركات النفطية لن تمر دون عقاب، مؤكدًا أن الجناة "سينالون جزاءهم الرادع في القريب العاجل". وشدد اللواء بارجاش على أن المنطقة العسكرية الثانية لن تسمح بزعزعة الأمن والاستقرار في حضرموت، وستتعامل بحزم كامل مع كل من يحاول تهديد السكينة العامة أو استهداف المنشآت الحيوية، متعهدًا بـ ملاحقة كل المتورطين في الأعمال العدائية.
هيكلة حلف قبائل حضرموت: قيادة جديدة
في تطور قبلي هام، أعلن الشيخ خالد بن محمد الكثيري، رئيس حلف قبائل حضرموت، أن الاجتماع الاستثنائي للحلف قد تُوّج بـ هيكلة الحلف وإعلان قيادة جديدة، وفق البيان الختامي. وتوجه بالشكر إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على دعمهما للأمن والاستقرار في حضرموت، مؤكدًا أن المحافظة "أكثر قوة وأمانًا بفضل تعاوننا ووحدة كلمتنا". هذه الهيكلة تأتي في وقت حساس يشهد فيه المشهد الحضرمي تقلبات سياسية وعسكرية.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1