سيئون عاصمة الاحتشاد: رسالة الوحدة في الذكرى الـ 58 لـ عيد الاستقلال الجنوبي 30 نوفمبر
مع حلول الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني الجنوبي في الثلاثين من نوفمبر المجيد، تتأهب الجموع في الجنوب العربي للاحتشاد في مدينة سيئون بوادي حضرموت.
هذه المناسبة ليست مجرد حدث تاريخي للاستذكار، بل هي ركيزة معنوية وسياسية تعيد تأكيد حق الجنوب في مسيرته النضالية نحو استعادة دولته وترسيخ هويته الوطنية الجامعة. في هذا الظرف الوطني المفصلي، يتحول الاحتفال بـ عيد الاستقلال الجنوبي 30 نوفمبر إلى محطة حاسمة لتجديد العهد ومواصلة المشوار النضالي.
اختيار سيئون: دلالات العمق الاستراتيجي والوطني
يُعد اختيار مدينة سيئون، قلب وادي حضرموت، لإحياء ذكرى الاستقلال بمثابة قرار يحمل أبعادًا وطنية عميقة ومقصودة. إن حضرموت، بواديها وساحلها، تمثل عمق الجنوب الاستراتيجي والسكاني، وهي مركز محوري للحراك الشعبي والسياسي.
إن الاحتشاد في سيئون يعكس إدراكًا لشمولية القضية الجنوبية؛ فالمحافظة بثقلها التاريخي والجغرافي تؤكد أن إرادة الجنوبيين متماسكة وأن صوتهم الموحد يمتد إلى كل مناطقهم، من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا. هذا الاختيار يرسخ قناعة بأن استعادة الدولة الجنوبية هو مشروع وطني جامع لا يقتصر على منطقة دون أخرى.
رسالة الإرادة الموحدة: تكاتف شعبي لا يُقهر
تتحول فعالية سيئون الجماهيرية إلى رسالة سياسية قوية متعددة المعالم موجهة إلى الداخل والخارج. هذه الرسالة مفادها أن الجنوب متمسك بخياراته، وأن الاحتشاد في سيئون هو تعبير عن وفاء مستمر لتضحيات شهدائه وعن عزم متجدد لمواصلة المشوار النضالي.
كما تساهم هذه الفعالية في تعزيز الوعي المجتمعي بقيم الاستقلال الوطني الجنوبي، خاصة لدى الأجيال الجديدة. فـ الاحتفاء بذكرى 30 نوفمبر هو ضرورة ملحة لربط الماضي بالحاضر، بما يرسخ القناعة بأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع بإرادة صلبة وتكاتف شعبي واسع. الحضور الشعبي الكبير يُجسد بوضوح أن الانتماء الوطني للجنوبيين يتجاوز الانقسامات الجغرافية والاجتماعية، ويتوحد حول المشروع الوطني الجنوبي الجامع.
وحدة الصف الجنوبي: الدرع الواقي ضد التحديات
تأتي مناسبة عيد الاستقلال الجنوبي 30 نوفمبر لتؤكد على أهمية وحدة الصف الجنوبي، خاصة في ظل التحديات والتهديدات التي تستهدف أمن الجنوب واستقراره. إن الاحتشاد الجماهيري الضخم في سيئون وادي حضرموت يمثل تجسيدًا عمليًا لهذه الوحدة.
وحدة الصف الجنوبي هي الضمانة الوحيدة لمواجهة المخططات التي تحاول ضرب النسيج الاجتماعي والسياسي. عندما يتوحد أبناء الجنوب العربي خلف هدف واحد، تصبح الإرادة الشعبية قوة لا تُقهر، قادرة على حماية المكتسبات الوطنية وضمان بناء مستقبل يلبي تطلعات الشعب. هذا التجمع هو محطة لإعادة شحذ الهمم، وتأكيد أن إرادة الشعوب لا تُهزم.
سيئون كمحطة لتأكيد السيادة
في الختام، تُشكل فعالية سيئون الجماهيرية في عيد الاستقلال الجنوبي 30 نوفمبر أكثر من مجرد مناسبة سنوية. إنها محطة استراتيجية لتأكيد أن الجنوب ماضٍ بثبات نحو مستقبل يصنعه أبناؤه، بإصرار ووحدة وإيمان راسخ بعدالة قضيته. اختيار سيئون وادي حضرموت يؤكد على شمولية المشروع الوطني الجنوبي، ويُبرهن للعالم على أن إرادة الجنوبيين قوية ومستمرة في النضال من أجل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1