المجلس الانتقالي الجنوبي من الميدان إلى السياسة: صناعة الانتصارات والإنجازات وتثبيت مسار استعادة الدولة الجنوبية
يمثل المجلس الانتقالي الجنوبي، منذ تأسيسه في العام 2017م، نقطة التحوّل الأبرز في مسار القضية الجنوبية الوطنية التحررية. فالنضال الذي امتد لثلاثة عقود، بدأ كمقاومة سلمية ثم تحوّل إلى مقاومة مسلحة أسقطت مشاريع الإرهاب والاحتلال، وصل إلى مرحلة الإطار المؤسسي القادر على حمل طموحات الشعب وتنظيم جهوده.
لم تكن أهداف شعب الجنوب في استعادة الدولة الجنوبية مجرد حدث طارئ، بل تاريخ طويل من التضحيات، حيث شكّل تأسيس المجلس الانتقالي انتصارًا استراتيجيًا أعاد للجنوب بوصلته، ووحّد صفوفه تحت قيادة سياسية شجاعة، قادرة على خوض معركة السياسة والدبلوماسية بعد أن قادت الجنوب إلى الانتصار في ميادين الحرب.
تحويل النصر العسكري إلى مكاسب سياسية
تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من تثبيت وجوده كفاعل رئيسي لا يمكن تجاوزه في أي نقاش يتعلق بمستقبل الجنوب. وهذا الإنجاز لم يأتِ بسهولة، بل كان نتيجة مسار طويل من العمل الممنهج:
تثبيت الوجود السياسي: نجح المجلس في تحويل النصر العسكري الذي حققته المقاومة الجنوبية ضد مليشيات الحوثي وقوى الإرهاب إلى نصر سياسي راسخ.
بناء العلاقات الخارجية: عمل على بناء علاقات قوية مع القوى الإقليمية والدولية، وإقناعها بأن الجنوب يمتلك مشروع دولة الجنوب واقعيًا يستند إلى إرادة شعبية.
المؤسسات المنضبطة: قدم المجلس ضمانات ملموسة عبر مؤسسات أمنية وعسكرية منضبطة، أثبتت قدرتها على حماية الأرض ومواجهة الإرهاب بفعالية.
هذا التمكين السياسي والعسكري رسّخ مكانة المجلس كأعلى جهة سياسية ممثلة للجنوب، وحول التضحيات إلى مشروع سياسي متكامل.
مشروع دولة الجنوب: إدارة الوعي والملفات المعقدة
نجح المجلس الانتقالي الجنوبي في إدارة معركة الوعي، من خلال تقديم خطاب سياسي متزن ومؤسسي، أكد على أن مشروع دولة الجنوب هو هدف حتمي وليس مجرد رد فعل.
بناء الدولة الحديثة: يهدف المشروع إلى بناء دولة حديثة قائمة على العدالة والتمثيل الحقيقي والشراكة الوطنية.
إدارة الملفات المعقدة: تجلى نجاح المجلس في قدرته على إدارة الملفات المعقدة في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب الأخرى، رغم الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي مرت بها البلاد.
**توحيد الصف الجنوبي: يمثل المجلس إطارًا نضاليًا جامعًا، قاد عملية توحيد الصف الجنوبي تحت راية واحدة، منهيًا حالة الانقسامات وتعدد المسميات وادعاءات الزعامة التي كانت تعيق القضية سابقًا.
الخطوات الثابتة نحو استعادة الدولة الجنوبية
تُعد التضحيات التي قدمها آلاف الشهداء والجرحى هي أبرز عوامل انتصار الجنوب. وقد عمل المجلس الانتقالي على تحويل هذه التضحيات إلى مشروع عملي متكامل لا يكتفي بالشعارات، بل ينفذ خططًا عملية:
بناء المؤسسات: العمل على بناء مؤسسات الدولة وإصلاح الأجهزة الأمنية.
تعزيز القوات المسلحة: تعزيز دور القوات المسلحة الجنوبية كضامن لحماية الجنوب واستقراره.
ومع كل خطوة يحقق فيها المجلس الانتقالي الجنوبي حضورًا سياسيًا أوسع، يترسخ شعور شعب الجنوب بأن قضيتهم أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى لحظة الحسم. فالمجلس اليوم ليس مجرد قيادة سياسية، بل كيان سياسي وإطار نضالي جامع يقود مشروع استعادة الدولة الجنوبية بخطوات ثابتة ورؤية واضحة، وإيمان راسخ بأن الجنوب ماضٍ دون رجعة نحو استعادة دولته كاملة السيادة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1