من 1967 إلى 2025: عيد الاستقلال 30 نوفمبر يشعل روح استعادة الدولة الجنوبية.. الجنوب يقترب من اللحظة الحاسمة
يطلّ شهر نوفمبر حاملًا معه عبق الذكرى الـ 58 لـ عيد الاستقلال 30 نوفمبر عام 1967، اليوم الذي تحرّر فيه الجنوب من ظلال الاستعمار البريطاني بعد 129 عامًا من الكفاح المسلّح. هذه الذكرى لم تعد مجرد تاريخ على تقويم الزمن، بل محطة فاصلة تستلهم منها الأجيال الحالية روح المقاومة، خاصة وأن الجنوب يقف اليوم على أعتاب استقلاله الثاني.
لقد تحوّل هذا اليوم التاريخي إلى رمز لانتصار إرادة الإنسان الجنوبي على القوة، وهي الإرادة ذاتها التي تقود اليوم مسيرة استعادة الدولة الجنوبية 2025، بفضل التضحيات والصبر والصمود، وتحت قيادة سياسية حكيمة جاءت لتعيد بوصلة التاريخ إلى اتجاهها الصحيح.
المجلس الانتقالي الجنوبي: وريث الثورة وقائد المسار الوطني
إن المشروع الوطني الحالي، الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي، لم ينطلق من فراغ، بل من جذور ثورية عميقة تمتد إلى ردفان وأبين وعدن وحضرموت وسقطرى والمهرة وشبوة. هذا المشروع يواصل ما بدأه الثائرون، عبر إعادة الاعتبار للجنوب كدولة وهوية وتاريخ حاولت مشاريع الاحتلال الوافدة طمسه دون جدوى.
وقد أثبت المجلس الانتقالي الجنوبي أن القيادة السياسية اليوم ليست مجرد إدارة للأزمة، بل هي حاملة لإرث ثوري عميق، مما جعل الجنوب اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى لحظته الحاسمة. فالمشهد في هذا العام يبدو أكثر قوة ونضجًا وإصرارًا على القول للعالم: "نحن هنا.. وهذا وطننا".
احتفالات 30 نوفمبر حضرموت: سيئون قلب الجنوب النابض
تتجه الأنظار هذا العام نحو مدينة سيئون التاريخية بمحافظة حضرموت، حيث تتأهب المدينة لاستقبال حفل مهرجاني جماهيري ضخم بمناسبة ذكرى الاستقلال. يُعد هذا الحدث بمثابة اجتماع سياسي بحجم الجنوب كله، حيث تتوافد حشود ضخمة من مختلف المديريات والشرائح الاجتماعية، بما في ذلك القيادات القبلية والسياسية ووفود من كل محافظات الجنوب.
الرسالة الواضحة: سيصطف الجميع في ساحة واحدة ليقولوا للعالم إن حضرموت قلب الجنوب النابض، وإن خيارها واضح وثابت وهو الجنوب كدولة وهوية ومصير واحد.
عدن تجدد العهد: في العاصمة عدن، التي حملت على كتفيها كل وجع وكل نصر، ستتجدد الفرحة والاحتفالات على نحو يليق بتاريخها. ومن هنا، حيث وُقّعت وثيقة الاستقلال الأول، يتشكل وعي الجنوب الجديد بالاستقلال الثاني.
القوات المسلحة الجنوبية: درع الوطن وسيفه
لا يمكن الحديث عن استعادة الدولة الجنوبية دون الإشارة إلى القوات المسلحة الجنوبية. هذه المؤسسة العسكرية، التي أعادت للجنوب هيبته وحمت كيانه في أصعب لحظات التاريخ الحديث، أثبتت أنها درع الوطن وسيفه.
امتداد ثوري: من الضالع يوم الانتصار في مايو 2015، إلى جبهات أبين وشبوة والمناطق الحدودية، أثبتت هذه القوات أنها القوة التي حفظت الأرض، وصانت الهوية، ودافعت عن مشروع الدولة حين حاولت المليشيات المدعومة من إيران ابتلاع الجنوب.
جيش المنظمة: إن القوات المسلحة الجنوبية القوية والمنظمة اليوم هي امتداد طبيعي لروح ثورتي نوفمبر وأكتوبر، وامتداد لجيش الجنوب القديم الذي واجه الاستعمار حتى اللحظة الأخيرة.
موعدٌ يقترب: استعادة الدولة الجنوبية 2025
ما بين الاستقلال الأول عام 1967م، واليوم الذي يقف فيه الجنوب على أعتاب استقلاله الثاني، مسيرة طويلة من المنعطفات والمواجهات. لكن شيئًا واحدًا لم يتغير: هي إرادة الجنوبيين. هذه الإرادة التي هزمت أعظم قوة استعمارية في القرن الماضي، هي ذاتها التي اليوم تُعيد الجنوب إلى مساره، وتمنحه فرصة تاريخية ليكتب فصلًا جديدًا في وجوده.
في كل ساحات الاحتفال، وفي كل علم يرتفع، وفي كل طفل يهتف باسم الجنوب، يبدو واضحًا أن المستقبل ليس بعيدًا، وأن استعادة الدولة الجنوبية 2025 ليس حلمًا، بل موعدٌ يقترب.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1