< أطفال وقود للحرب.. كيف تستخدم المليشيات الحوثية الصغار لإطالة أمد الصراع في اليمن؟
متن نيوز

أطفال وقود للحرب.. كيف تستخدم المليشيات الحوثية الصغار لإطالة أمد الصراع في اليمن؟

تعبيرية
تعبيرية

تُظهر السجلات الحقوقية والتوثيقات الإنسانية تاريخًا طويلًا ومروعًا من الانتهاكات والجرائم المرتكبة من قبل المليشيات الحوثية الإرهابية بحق الأطفال في مختلف المحافظات اليمنية. 

هذه الممارسات الوحشية كبّدت الطفولة اليمنية كلفة إنسانية لا تُحصى على مدار سنوات الحرب، مؤكدة أن استهداف الأطفال ليس مجرد تجاوز، بل هو سياسة ممنهجة تستخدم الصغار وقودًا لمشروع المليشيات القائم على العنف والتطرف.

 توثيق حقوقي جديد: 28 ألف واقعة انتهاك وجريمة بحق الأطفال

كشف توثيق حقوقي حديث عن الحجم الهائل للجرائم المرتكبة من قبل المليشيات الحوثية ضد الأطفال اليمنيين. هذه الإحصائيات المروعة تغطي الفترة من 1 يناير 2015 وحتى 20 نوفمبر 2025.

أرقام موجعة تعكس الفاجعة الإنسانية:

إجمالي الانتهاكات: أكثر من 28 ألف واقعة انتهاك وجريمة بحق الأطفال في مختلف المحافظات.

القتل والإصابة:

مقتل 4595 طفلًا نتيجة الهجمات المباشرة والقصف.

إصابة نحو 6317 طفلًا آخرين.

تنوعت الانتهاكات الحوثية بحق الأطفال لتشمل أبشع صنوف الجرائم، مؤكدة الطبيعة الإرهابية للمليشيات واستخفافها بقدسية الحياة.

 أنماط الجرائم: من القصف العشوائي إلى التعذيب في السجون

تنتهج المليشيات الحوثية أساليب متعددة ومختلفة في استهداف الأطفال، تهدف جميعها إلى نشر الخوف وإطالة أمد الصراع:

 الاستهداف المباشر وقصف الأحياء السكنية:

قصف عشوائي: قصف الأحياء السكنية بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة مثل مدافع الهاوزر، صواريخ الكاتيوشا، قذائف الهاون، وقذائف الدبابات.

أعمال القنص والألغام: استخدام الألغام في الطرقات العامة والمدارس، مما يعرض حياة الأطفال للخطر الدائم، بالإضافة إلى أعمال القنص المباشر.

حرمان الخدمات الأساسية: منع وصول العلاج والغذاء والماء كشكل من أشكال العقاب الجماعي.

 جرائم الاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب:

الاختطاف والإخفاء: ارتكاب 180 جريمة اختطاف و137 حالة إخفاء قسري بحق الأطفال.

تتخذ المليشيات بعض الأطفال رهائن لإخضاع بعض الأسر اليمنية.

تسببت المليشيات في تهجير وتشريد 43965 طفلًا.

التعذيب والاعتداء:

نحو 117 طفلًا مختطفًا خضعوا لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في معتقلات الحوثي.

تم توثيق وفاة 9 أطفال تحت التعذيب.

تم توثيق 53 حالة اغتصاب لأطفال في مختلف المحافظات.

 التجنيد القسري: استنزاف الأجيال لمشروع العنف

يُعد تجنيد الأطفال من أبشع الجرائم التي تواصل المليشيات الحوثية ارتكابها بوتيرة عالية، وهو ما يكشف بوضوح عن الأهداف الحقيقية لهذا الفصيل.

أطفال وقودًا للحرب: تم توثيق مقتل نحو 6728 طفلًا في صفوف المليشيات الحوثية، وتم تشييعهم في مواكب جنائزية معلنة، مما يؤكد استخدامهم كـ وقود لمشروع العنف والتطرف.

إن استهداف الأطفال عبر التجنيد القسري أو الزجّ بهم في جبهات القتال أو حرمانهم من التعليم والرعاية، ليس مجرد تجاوز إنساني، بل هو سياسة ممنهجة تهدف إلى:

صناعة جيل مُسيطر عليه: تدمير الوعي وصناعة جيل يُسيطر عليه فكريًا، يكون مؤهلًا للانخراط في مشروع المليشيات العقائدي.

إطالة أمد الصراع: استنزاف المجتمعات الأكثر هشاشة وتجنيد أبنائها لضمان استمرار القتال وعدم الوصول إلى حل سلمي.

هذه الانتهاكات تنم عن طبيعة العقلية التي تديرها المليشيات، وهي عقلية لا تقيم وزنًا للقانون أو الأخلاق أو القيم الإنسانية، بل تتعامل مع الأطفال باعتبارهم أدوات، وليسوا حياة يجب حمايتها.

مطلب المحاسبة الدولية: حماية الأجيال القادمة

مع تراكم الأدلة والشهادات على هذه الجرائم المروعة بحق الأطفال، تتصاعد المطالبات الدولية والمحلية بضرورة التدخل لوقف هذا النهج الوحشي.

إن وقف هذه الانتهاكات يتطلب:

الإحالة إلى المحاكمات: ضرورة إحالة قيادات المليشيات إلى محاكمات عادلة تضع حدًا لهذه الجرائم وتطبق العدالة الانتقالية.

الحماية الدولية: تحرك دولي مكثف لحماية الأجيال القادمة من استمرار هذه السياسات الممنهجة التي تدمر البنية الاجتماعية والإنسانية في اليمن.

التقارير الحقوقية الجديدة تمثل دليلًا دامغًا على استخفاف المليشيات الحوثية بحقوق الإنسان والقانون الدولي، وتؤكد الحاجة الملحة لوقف هذا الفصيل الذي لا يرى في الطفل إلا مشروع مقاتل أو أداة تعذيب.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1