ترامب عن خطة أوكرانيا: ليست العرض النهائي
أوضح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم السبت، أن الخطة الأميركية التي طرحها بشأن أوكرانيا ليست عرضًا نهائيًا.
وفي رده على سؤال للصحافيين عما إذا كان هذا "عرضًا نهائيًا" لأوكرانيا، أجاب ترامب: "لا". وأضاف: "نرغب في تحقيق السلام"، مضيفًا: "كان ينبغي أن يحدث هذا منذ زمن طويل". كما تابع: "نسعى لإنهاء هذا الوضع بطريقة أو بأخرى".
جاء هذا بعدما أفاد مسؤول أميركي، اليوم السبت، بأن سويسرا ستستضيف محادثات، غدًا الأحد، بشأن الخطوات التالية لإحلال السلام في أوكرانيا، وذلك بينما تضغط واشنطن على كييف من أجل تقديم ردها على الخطة الأميركية الأسبوع المقبل.
وأضاف المسؤول أن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية ماركو روبيو سيصلان، غدًا الأحد، للمشاركة في المحادثات التي ستستضيفها جنيف، وفقًا لوكالة "رويترز".
بدوره، رأى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن التركيز الآن يجب أن يكون على محادثات جنيف بشأن أوكرانيا، مشددًا على ضرورة إمكانية إحراز تقدم.
في حين أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس من قمة العشرين، أنه لا يمكن إنهاء الحرب في أوكرانيا دون موافقة أوكرانيا نفسها، مضيفا: "لا يمكن للقوى الكبرى إنهاء الحروب متجاوزة إرادة الدول المعنية، ولا يمكن بالطبع إنهاء الحرب إلا في حال وجود موافقة غير مشروطة من أوكرانيا".
أتى هذا بعدما أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، مرسومًا رئاسيًا لإجراء مباحثات مع روسيا وأميركا.
أفادت وكالة "تاس" الروسية بأن زيلينسكي وقع مرسومًا بشأن تشكيل وفد أوكراني للتفاوض مع الولايات المتحدة وروسيا من أجل التوصل إلى تسوية تنهي الحرب وتحقق السلام.
وأضافت أن الرئيس الأوكراني عيّن بموجب المرسوم رئيس مكتبه، أندريه يرماك، رئيسًا للوفد، و9 أعضاء آخرين.
كما تشمل القائمة، بالإضافة إلى يرماك، سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع رستم أوميروف، ورئيس الإدارة العامة للاستخبارات العسكرية كيريل بودانوف، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أندريه غناتوف، ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية أوليغ إيفاشينكو، وفقًا لوكالة "تاس".
إلى ذلك، قال مكتب الرئيس الأوكراني، اليوم السبت، إن كييف ستتشاور مع شركائها بشأن خطوات إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا في الأيام المقبلة.
ووفقًا للبيان المنشور على تطبيق تليغرام، أعطى الرئيس توجيهات للمفاوضات ذات الصلة، مشددًا على أن أوكرانيا لن تكون أبدًا عقبة أمام السلام.
كما قال: "سيدافع ممثلو الدولة الأوكرانية عن المصالح المشروعة للشعب الأوكراني وأسس الأمن الأوروبي".
جاءت هذه التطورات بعدما رحب عدد من القادة الأوروبيين في قمة مجموعة العشرين بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهادفة إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
إلا أنهم أكدوا في بيان، اليوم السبت، أن الخطة المقترحة تتطلب "المزيد من العمل". وقالوا: "نعتقد أن مسودة الخطة الأميركية المكونة من 28 نقطة تشكل أساسًا يتطلب عملًا إضافيًا".
تنازلات مؤلمة
وكان المقترح الأميركي نص على تنازل كييف عن منطقة دونباس في شرق أوكرانيا فضلًا عن القرم، وتجميد خطوط التماس في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين، اللتين أعلنت موسكو ضمهما بشكل غير قانوني، فيما تنسحب القوات الروسية من مناطق أخرى في خاركيف، بحيث تسلم أوكرانيا 2300 كيلومتر مربع لروسيا، وهي مساحة تضاهي مساحة لوكسمبورغ، إذ يتعين عليها التخلي عما يقرب من 5000 كيلومتر مربع في منطقة دونيتسك التي يُفترض أن تُصبح "منطقة عازلة"، و45 كيلومترًا مربعًا أخرى في لوغانسك.
في المقابل، تسحب موسكو قواتها من أجزاء من مناطق خاركيف (2000 كيلومتر مربع)، ودنيبروبيتروفسك (450 كيلومترًا مربعًا)، وسومي (300 كيلومتر مربع)، وتشرنيغوف (20 كيلومترًا مربعًا).
كذلك، نصت الخطة على تخلي كييف عن السعي للانضمام إلى حلف الناتو والاكتفاء بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وعدم الموافقة على نشر قوات دولية داخل أراضيها، إضافة إلى إجراء انتخابات خلال 100 يوم. وأشار المقترح أيضًا إلى تقديم الولايات المتحدة ضمانات أمنية إلى كييف.
وفي السياق، أوضح مسؤول أميركي أن مسودة اتفاق السلام تتضمن التزامًا من واشنطن وحلفائها الأوروبيين بتقديم ضمانات أمنية على غرار تلك الخاصة بحلف شمال الأطلسي، متعهدين بالرد على أية هجمات مستقبلية ضد أوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم تخصيص 100 مليار دولار من الأصول الروسية المجمّدة لإعادة إعمار أوكرانيا.