< حرب التضليل.. كيف يستهدف الإعلام الحوثي والإخواني وحدة الصف الجنوبي؟ ضرورة الوعي لـ تحصين الجبهة الداخلية
متن نيوز

حرب التضليل.. كيف يستهدف الإعلام الحوثي والإخواني وحدة الصف الجنوبي؟ ضرورة الوعي لـ تحصين الجبهة الداخلية

تعبيرية
تعبيرية

في خضم الصراع السياسي والعسكري المعقد الذي تشهده المنطقة، لم تعد المعركة مقتصرة على الجبهات العسكرية التقليدية، بل امتدت لتشمل جبهة لا تقل خطورة: الحرب الإعلامية. يواجه الجنوب العربي اليوم نهجًا خطيرًا ومنظمًا تقوده أطراف معادية، أبرزها الإعلام الحوثي والإخواني، الذي يعمل وفق استراتيجية ممنهجة تستهدف تفكيك وحدة الصف الجنوبي وضرب اللحمة الوطنية.

إن هذه المنظومة الإعلامية المعادية لا تتحرك بعشوائية، بل تعتمد على أدوات دعائية وتضليلية متطورة تهدف إلى خلق بيئة مشوشة، وإرباك الوعي الجمعي الجنوبي، وزرع الشكوك بين القيادات وبين أبناء الجنوب. هذا التقرير التحليلي يوضح محاور هذه الاستراتيجية التدميرية، ويقدم خطوات لـتحصين الجبهة الداخلية عبر رفع مستوى الوعي والتحقق من المعلومات.

استراتيجية الإرباك: الأهداف الممنهجة للإعلام المعادي

يدرك الإعلام الحوثي والإخواني تمامًا أن قوة الجنوب تكمن في تماسك جبهته الداخلية، ولذلك يركزون جهودهم الإعلامية على نقاط الضعف المجتمعية والفردية لخلق تصدعات عميقة.

محاور الاستهداف الخمسة:

ضرب الثقة بين القيادة والشعب: من خلال بث رسائل متكررة تهدف إلى تشويه الرموز الوطنية وإضعاف مصداقية القرارات السياسية والعسكرية.

صناعة الفتنة وتضخيم الخلافات: استغلال أي اختلاف أو تباين طبيعي داخل المجتمع الجنوبي لتضخيمه وتحويله إلى مادة صدامية تُستخدم لإثارة الفتن القبلية والمناطقية.

الهندسة النفسية: بث رسائل متكررة تهدف إلى خلق شعور بالإحباط واليأس، والتشكيك في جدوى مشروع التحرير واستعادة الدولة الجنوبية.

فبركة وتشويه الحقائق: تحريف مسارات الأحداث وتشويه الحقائق لخلق صورة مغايرة للواقع، أملًا في إضعاف الإرادة الجنوبية.

اختراق الإعلام الجنوبي: محاولة النفاذ عبر منصات وهمية أو حسابات مجهولة تبث الشائعات من الداخل، لتبدو وكأنها أصوات جنوبية معارضة.

هذا التركيز يهدف إلى الوصول إلى هدف نهائي واحد: تفكيك وحدة الصف الجنوبي من الداخل وإعادة تدوير المشاريع التي حاولت إغراق الجنوب في الفوضى.

 أدوات الحرب الناعمة: الشائعات والفبركات الإعلامية

يستخدم الإعلام الحوثي والإخواني مجموعة متكاملة من الأدوات التي تعتمد على السرعة والتأثير العاطفي بدلًا من الحقيقة والمنطق.

آلية عمل التضليل:

الشائعات الممنهجة: نشر معلومات كاذبة حول قرارات اقتصادية، أو صراعات داخلية مزعومة بين القيادات العسكرية، بهدف إرباك الرأي العام الجنوبي وخلق حالة من عدم اليقين.

الفبركات الإعلامية: استخدام تقنيات التلاعب بالصور والفيديوهات واقتطاع التصريحات من سياقها لتشويه مواقف الرموز الوطنية.

التحليلات المضللة: بث تحليلات متعمدة تحرف مسار الأحداث وتصور القرارات التي تتخذها القيادة الجنوبية لصالح الوطن كقرارات تهدف إلى مصالح شخصية أو فئوية.

هذا النهج لا يتوقف عند حدود التحريض المباشر، بل يتجاوز ذلك إلى محاولات التأثير على المعنويات، وهي محاولات تدرك أن وحدة الصف الجنوبي هي الضمانة الوحيدة لتماسك البنية الوطنية.

الوعي كأداة دفاع: تحصين الجبهة الداخلية ضد الحرب الإعلامية

تتطلب مواجهة هذا الخطر الاستراتيجي ليس فقط قوة عسكرية وأمنية، بل تتطلب وعيًا واسعًا بخلفياته وأهدافه. إن الوعي الشعبي الجنوبي هو خط الدفاع الأول ضد محاولات الاختراق.

خطوات التحصين والتمكين:

ثقافة التحقق: يجب على المواطن الجنوبي أن يتبنى ثقافة التحقق من المعلومات قبل إعادة نشرها أو تصديقها. السؤال الأول يجب أن يكون: ما هو مصدر هذا الخبر؟ هل هو مصدر جنوبي مهني ومسؤول؟

الالتفاف حول القيادة: تعزيز الثقة بالقيادة الجنوبية التي أثبتت قدرتها على إدارة المرحلة بحكمة وثبات في أحلك الظروف. هذا الالتفاف يغلق الباب أمام محاولات كسر الإرادة الشعبية.

دعم الإعلام الجنوبي المسؤول: يتطلب الأمر دعم الإعلام الجنوبي المهني الذي يعمل على كشف حملات التضليل وتفنيد الروايات المعادية، وترسيخ خطاب موحد يعزز ثقة المواطن بقيادته ويحصّن الجبهة الداخلية.

توعية الجيل الجديد: العمل على توعية الشباب بخطورة الحرب الإعلامية الجديدة التي تستخدم منصات التواصل الاجتماعي كأدوات اختراق رئيسية.

الرهان الأخير للعدو: وحدة الصف وإفشال التفكيك

يراهن العدو على تفكيك الجنوب من الداخل، معتقدًا أن الضغوط السياسية والاقتصادية ستؤدي حتمًا إلى تصدع في اللحمة الوطنية. لكن هذا الرهان محكوم عليه بالفشل.

إن وحدة الصف الجنوبي وارتفاع مستوى الوعي الشعبي كفيلان بإفشال هذا الرهان وإحباط جميع محاولات الاختراق. فالجنوب يمتلك اليوم قيادة موحدة ورؤية مشتركة، وإرادة شعبية صلبة مستعدة للدفاع عن منجزاتها الوطنية.

إن الجنوب ما زال، وسيظل، أقوى بتلاحمه ووعيه وقدرته على إدراك حجم التحديات التي تواجه مشروعه الوطني. إن رسالة الجنوب العربي إلى الإعلام المعادي هي رسالة واضحة: الجبهة الداخلية محصنة، وأصوات الفتنة لن تجد آذانًا صاغية، لأن الوعي أصبح سلاحًا أشد فتكًا من أي شائعة أو فبركة إعلامية.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1