< المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزُبيدي… رؤية سياسية تعيد تشكيل مستقبل الجنوب واليمن
متن نيوز

المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزُبيدي… رؤية سياسية تعيد تشكيل مستقبل الجنوب واليمن

تعبيرية
تعبيرية

في ظل تسارع الأحداث الإقليمية والدولية، واحتدام التعقيدات في المشهد السياسي اليمني، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس بن قاسم الزُبيدي كقوة سياسية ذات حضور وفاعلية ورؤية واضحة، استطاعت خلال السنوات الماضية أن تفرض نفسها باعتبارها مركز الثقل الرئيسي في جنوب اليمن، والشريك الأساسي في أي عملية سياسية ترمي إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام.

لم يتعامل الانتقالي مع الأحداث بردود أفعال عابرة، بل انتهج سياسة قائمة على الفعل السياسي المسؤول، وبناء مشروع وطني متماسك، جعل حضوره اليوم في معادلة الحل الشامل أمرًا لا يمكن تجاوزه. فالقضية الجنوبية باتت اليوم في صلب النقاشات الأممية والإقليمية بفضل العمل السياسي والدبلوماسي المنهجي الذي قاده المجلس الانتقالي.

الانفتاح السياسي المسؤول… حين يقترن السلام بحق تقرير المصير

يرتكز مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي على مبدأ واضح: حق شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته كاملة السيادة. هذا المبدأ ليس مجرد شعار سياسي، بل قاعدة جوهرية تشكّل أساس كل تحركات الانتقالي في المسار الأممي والحوار الإقليمي والدولي.

يؤكد الانتقالي أن أي عملية سلام حقيقية لن تنجح ما لم يشعر الجنوب بأنه شريك أصيل وليس تابعًا. فاستعادة دولة الجنوب ليست مطلبًا تفاوضيًا قابلًا للمساومة، بل جوهر القضية الجنوبية وشرط الاستقرار الدائم. وهذا الموقف عزّز ثقة الشعب الجنوبي بقيادة الانتقالي، ورسّخ مشاركة المجلس في أي ترتيبات سياسية مستقبلية.

خطاب الزُبيدي في مجلس الأمن… صياغة جديدة لفهم الأزمة اليمنية

كان خطاب عيدروس الزُبيدي في مجلس الأمن الدولي قبل عام أحد أبرز المحطات السياسية التي أعادت رسم مشهد القضية اليمنية داخل الأروقة الدولية. فقد قال حينها:

"القيادة من أجل السلام تبدأ من هذه القاعة… لكنها تفتقر في كثير من الأحيان إلى الإرادة السياسية اللازمة لتأدية مسؤولياتها، وبالتالي تتفاقم الصراعات وتنتشر، وهذا ما يحصل في اليمن."

هذا الخطاب مثّل نقلة نوعية لأنه وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، وأكد أن الأزمة اليمنية غير قابلة للحلول الجزئية أو التجزئة، وأن غياب الإرادة الدولية الحاسمة هو أحد أسباب استمرار الحرب.

كما شدد الزُبيدي على أن الوضع الراهن لم يعد مقبولًا، وأن أي رؤية للسلام يجب أن تتضمن حلًا عادلًا للجنوب يضمن الاستقرار الإقليمي ويحمي مصالح المجتمع الدولي في الممرات البحرية الحيوية.

صمود الانتقالي… سر قوة الجنوب ودروعه الوطنية

على مدى سنوات، أثبت المجلس الانتقالي أنه السد المنيع أمام محاولات استهداف الجنوب سياسيًا وأمنيًا. فقد واجه قوى متطرفة وسياسية حاولت زعزعة أمن الجنوب أو ضرب وحدته الداخلية، إلا أن المجلس بقي ثابتًا بفضل:

مشروعه الوطني الواضح

دعم واسع من الشعب الجنوبي

أداء قوي لقوات الدفاع الجنوبي

هذا الصمود لم يكن مجرد ردّ سياسي، بل تجسيد لإرادة شعبية تؤكد أنّ الجنوب ماضٍ بثبات في طريق استعادة دولته مهما كانت التحديات.

خطاب أكتوبر… إعادة إحياء الثوابت الوطنية

في الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر، قدم الزُبيدي خطابًا مفصليًا أعاد فيه التأكيد على الثوابت الوطنية الجنوبية. وقد ربط الخطاب بين ماضي نضالات الجنوب، بدءًا من ردفان الثورة، وبين حاضره الذي يواصل معركة التحرر.

كان هذا الخطاب بمثابة تثبيت للهوية الوطنية الجنوبية وتأكيد أن الاستقلال الثاني ليس خيارًا سياسيًا فحسب، بل امتداد طبيعي لمسيرة تضحيات الشعب الجنوبي عبر عقود.

إنجازات سياسية تُترجم إرادة شعب

يرى محللون سياسيون أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يعمل وفق منطق المكاسب الوقتية، بل وفق استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى:

ترسيخ الاعتراف الدولي بالقضية الجنوبية

تعميق الحضور السياسي للجنوب

تعزيز موقع الجنوب في مسار السلام الشامل

اليوم، بات الانتقالي مفتاحًا أساسيًا لأي حل في اليمن، ولم يعد ممكنًا تجاوز الجنوب أو تجاهله، سواء في المشاورات الأممية أو التفاهمات الإقليمية.

نهج جديد للسلام… رؤية الزُبيدي أمام المجتمع الدولي

أكد الزُبيدي في خطابه بمجلس الأمن أن السلام في اليمن لا يمكن أن يتحقق إلا عبر نهج شامل قائم على قيادة فاعلة وشراكات دولية وإقليمية تدعم مسارًا سياسيًا حقيقيًا ينهي الحرب.

وجاء في خطابه:

"تأمين السلام في بلادنا يتطلب قيادة فاعلة وتشاركية… وأنا على ثقة من أنه يمكن العمل بشكل جماعي من هذه القاعة لتحقيق المستقبل العادل الذي يستحقه شعبنا."

هذه الرؤية أصبحت اليوم إحدى الركائز الأساسية في المقاربات الجديدة للأزمة اليمنية، خصوصًا بعد اعتراف المجتمع الدولي بأن الصراع متعدد الأطراف ولا يمكن حله دون معالجة جذور القضية الجنوبية.

تحوّل دولي… وموقف مجلس الأمن

أشار مجلس الأمن في بيانه إلى أن الحل في اليمن يجب أن يكون عبر السلام وليس الحرب. لكن من وجهة نظر المجلس الانتقالي، يبقى هذا الموقف غير مكتمل ما لم يُقر المجتمع الدولي بحقيقة جوهرية:

لا سلام دون استعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن.

فالقضية الجنوبية ليست ملفًا ثانويًا أو مطلبًا تكميليًا، بل هي أساس استقرار اليمن والمنطقة.

الحل العادل… العودة لحدود ما قبل 22 مايو 1990م

يؤكد المجلس الانتقالي أن الحل العادل يكمن في استعادة دولة الجنوب بحدودها المعترف بها دوليًا قبل 22 مايو 1990م. فقد أثبتت التجربة أن الوحدة في ظل غياب الشراكة الحقيقية قادت إلى حروب متواصلة وانهيارات سياسية واقتصادية.

رؤية الانتقالي للسلام… مشروع وطني متكامل

تستند رؤية المجلس الانتقالي للسلام على ثلاث ركائز رئيسية:

الاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته.

الانفتاح على عملية سلام حقيقية تضمن شراكة عادلة.

الصمود السياسي والعسكري الذي يمنح الجنوب قوة على طاولة التفاوض.

أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه في المشهد السياسي اليمني، وقوة تمتلك رؤية استراتيجية واضحة تستند إلى إرادة شعب الجنوب. ومع تزايد التفهم الدولي وتطور مسار السلام، يزداد تأكيد حقيقة واحدة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1