المجلس الانتقالي الجنوبي يرفض الخطاب المسيء ويتمسك بالقانون: الدفاع عن المؤسسات عبر القضاء
يُواصل المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن تأكيده على ضرورة حماية الكيانات الوطنية من حملات التشويه والتحريض الإعلامي والسياسي.
ويأتي هذا الموقف كتعبير عن رفض قاطع لأي خطاب إعلامي أو سياسي مسيء أو مهين يستهدف كيانه، أو فريقه القانوني، أو رموزه وقياداته الوطنيةـ هذا الرفض ليس مجرد رد فعل عاطفي، بل هو موقف مؤسسي مدروس.
يؤكد المجلس أن أي استهداف على هذا النحو يمثل انتهاكًا صريحًا لمبادئ العمل السياسي والإعلامي الرصين، وتعديًا على كيان وطني يمثل شعبه ويمارس مهامه ضمن شراكة معترف بها دوليًا ومحليًا. إن احترام المؤسسات السياسية وضمان حمايتها من التحريض والتشويه يمثلان أساسًا لاستقرار الحياة العامة ونجاح الشراكة التي تساهم في تحقيق أهداف المرحلة الانتقالية. ولذلك، يشدد المجلس على أن الرد على هذه الإساءات لن يكون إلا بمزيد من التمسك بالقانون والاحتكام إلى القضاء.
التمييز بين النقد البنّاء والتحريض غير المسؤول
يُعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي أحد أبرز المكونات التي أسهمت، من موقعها في مراكز اتخاذ القرار، في ترسيخ قيم الحوار والانفتاح السياسي. وهذا الانفتاح يتطلب التمييز الواضح بين ممارسة الحقوق المشروعة والاعتداء على الحقوق القانونية للغير:
أ. النقد البنّاء حق مشروع:
يؤمن المجلس الانتقالي بضرورة وجود رأي عام نقدي ومساحات لحرية التعبير. ولذلك، يتخذ المجلس من مسار أن النقد البنّاء حق مشروع، ما دام أنه يهدف إلى تقويم الأداء المؤسسي وتحسينه، ويتم وفق أسس مهنية وأخلاقية. النقد الذي يسعى للمصلحة العامة هو جزء أصيل من العملية الديمقراطية.
ب. التجريح والتشويه تجاوز قانوني:
في المقابل، فإنّ التجريح والتشويه والتحريض يمثل تجاوزًا واضحًا للأعراف السياسية والقانونية، وتتنافى مع أخلاقيات العمل الإعلامي والمهني. هذه الأساليب لا تستهدف الأداء أو السياسات، بل تهدف بشكل مباشر إلى النيل من سمعة المجلس أو المساس بمكانة أعضائه وفريقه القانوني الذي يقوم بمهامه وفق الأطر القانونية والدستورية دفاعًا عن الحقوق والمكتسبات الجنوبية.
هذا التمييز بين النقد والتحريض يعكس وعي المجلس بمسؤولية الخطاب وتأثيره على نسيج المجتمع واستقرار الدولة.
الأبعاد القانونية والأخلاقية للتحريض
تتجاوز خطابات الكراهية والتحريض كونها مجرد "خلافات رأي" لتصبح تهديدًا حقيقيًا للاستقرار والمؤسسات. ومن هذا المنطلق، يحمّل المجلس كل الجهات الإعلامية والسياسية مسؤولية قانونية وأخلاقية عن أي خطاب مسيء أو تحريضي.
أ. التهديد المباشر لاستقرار الجنوب:
خطابات الكراهية والتحريض لا تهدد فقط كيان المجلس الانتقالي الجنوبي كشريك سياسي، بل تمسّ استقرار الجنوب بشكل أوسع. فهي تضعف الثقة بين المكونات الوطنية، وتعرقل مسار الشراكة التي قامت على أساس احترام الاعتراف المتبادل والتعاون في إدارة الدولة. في بيئة هشة سياسيًا، يمكن للتحريض أن يتحول سريعًا إلى وقود للاقتتال الداخلي.
ب. المسؤولية القانونية والأخلاقية:
المسؤولية القانونية: وفقًا للقوانين المعمول بها، فإن التشهير والتحريض على العنف أو الكراهية يمثل جريمة يعاقب عليها القانون. دعوة المجلس للجهات الإعلامية للالتزام بضوابط الخطاب الوطني المسؤول الذي يضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار، هي في جوهرها تحذير من الوقوع تحت طائلة القانون.
المسؤولية الأخلاقية: تتطلب أخلاقيات العمل الإعلامي والسياسي التجرد والنزاهة، والابتعاد عن التصفية الحسابات الشخصية تحت غطاء العمل الصحفي. إن الإساءة للرموز الوطنية والكيانات المؤسسية تعد خرقًا لهذه الأخلاقيات.
إن الرد على الإساءة باللجوء إلى القضاء يعكس التزام المجلس بأنه كيان يحترم الإجراءات المؤسسية، ويسعى لترسيخ مفهوم أن الحق يُصان بالقانون، وليس بالتصعيد الإعلامي المتبادل.
ترسيخ ثقافة العدالة والاحتكام للقضاء
يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن الرد على الإساءة لن يكون إلا بمزيد من التمسك بالقانون، والاحتكام إلى القضاء في مواجهة أي تجاوز، وهو ما يعد خطوة بالغة الأهمية لـ ترسيخ ثقافة العدالة واحترام المؤسسات.
أ. الدفاع الحضاري عن الشرعية:
يؤمن المجلس بأن هيبته وشرعيته لا تُصان بالشعارات والتهديدات، بل بتطبيق القانون والدفاع عن الحق بوسائل حضارية ومسؤولة. عندما يختار كيان سياسي نافذ اللجوء إلى القضاء، فإنه يرسل رسالة واضحة مفادها:
قوة المؤسسات: الاعتراف بهيبة وفاعلية المؤسسة القضائية كمرجعية عليا لفض النزاعات.
الاحترافية: الابتعاد عن الردود غير المؤسسية التي تضعف الصورة العامة للمجلس.
ترسيخ المبادئ: التأكيد على أن المسار الذي يسلكه المجلس في استعادة الدولة هو مسار قانوني ومنضبط، ويجب على الجميع الالتزام به.
بهذا النهج، يحصن المجلس نفسه من محاولات التشويه، ويساهم في الوقت نفسه في بناء مجتمع سياسي يحترم القواعد القانونية، ويضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1