< من الغناء إلى التمثيل: روبي الممثلة الموهوبة
متن نيوز

من الغناء إلى التمثيل: روبي الممثلة الموهوبة

روبي
روبي

تُعد الفنانة روبي واحدة من أكثر النجمات المصريات تميزًا وإثارة للجدل في الساحة الفنية خلال العقدين الأخيرين، فهي فنانة جمعت بين الجرأة والإبداع، واستطاعت أن تصنع لنفسها هوية خاصة في عالم الفن، جعلت اسمها حاضرًا بقوة في الغناء والدراما والسينما المصرية والعربية.

منذ ظهورها الأول في بدايات الألفية الجديدة، جذبت الأنظار بأسلوبها المختلف وأغانيها ذات الطابع الجريء، لتتحول مع مرور الوقت إلى فنانة ناضجة ومتعددة المواهب، أثبتت حضورها في الدراما بأداء تمثيلي قوي، وفي السينما بأدوار متنوعة تجمع بين العفوية والعمق.

البداية الفنية والانطلاقة مع أغنية “ليه بيداري كده”

بدأت روبي مسيرتها الفنية كموديل في عدد من الإعلانات والفيديو كليبات، قبل أن تقتحم عالم الغناء عام 2003 بأغنيتها الشهيرة “ليه بيداري كده” التي أحدثت ضجة كبيرة في الوسط الفني.
كانت الأغنية من إخراج المخرج شريف صبري، الذي آمن بموهبتها وقرر أن يقدمها بطريقة مختلفة تجمع بين الأداء الغنائي والحركة الاستعراضية.

ورغم الجدل الكبير الذي أثارته الأغنية بسبب طابعها الجريء آنذاك، إلا أنها كانت بمثابة نقطة التحول في مسيرة روبي، حيث حققت نجاحًا جماهيريًا واسعًا، ووضعتها في مصاف نجمات الغناء في الوطن العربي.

توالت بعدها أعمالها الغنائية، فأصدرت ألبومات ناجحة مثل:

"روبّي" (2003)

"مشيت ورا إحساسي" (2004)

"ليه بيداري كده – النسخة الموسعة" (2005)

وحققت أغانيها ملايين المشاهدات على الفضائيات وقتها، قبل عصر الإنترنت، ما جعلها من أوائل الفنانات اللاتي قدّمن نموذج “الفيديو كليب الحديث” في العالم العربي.

من الغناء إلى التمثيل: روبي الممثلة الموهوبة

بعد نجاحها الغنائي اللافت، قررت روبي خوض تجربة التمثيل، وبالفعل بدأت مشوارها السينمائي عام 2000 بدور صغير في فيلم “فيلم ثقافي”، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت عام 2005 من خلال فيلم “سكوت حنصور” إخراج الراحل يوسف شاهين، الذي آمن بموهبتها وقدّمها للجمهور بشكل مختلف.

ثم شاركت في عدد من الأعمال المميزة، منها:

“الوعد” (2008) أمام آسر ياسين ومحمود ياسين.

“الشوق” (2011) الذي نالت عنه إشادة نقدية واسعة.

“السبع وصايا” (2014) الذي كان محطة مفصلية في مسيرتها الدرامية.

“سجن النسا” (2014) مع نيللي كريم، وهو العمل الذي رسّخ مكانتها كممثلة قوية الأداء.

“رمضان كريم” (2017) والذي أعادها إلى قلوب الجماهير بعد فترة غياب.

وفي السنوات الأخيرة، قدمت روبي سلسلة من الأدوار التي أثبتت نضجها الفني، منها:

“أهو ده اللي صار” (2019) مع أحمد داود وأروى جودة.

“رانيا وسكينة” (2022) مع مي عمر.

“حضرة العمدة” (2023) مع الممثلة روبي في دور أسلوب فني متفرد يجمع بين الجرأة والموهبة

ما يميز روبي عن غيرها من النجمات هو قدرتها على التنقل بسهولة بين الغناء والتمثيل دون أن تفقد هويتها.
ففي الغناء، قدمت نمطًا غنائيًا خاصًا يمزج بين الإيقاع الشرقي والموسيقى الغربية الحديثة، وفي التمثيل اختارت أدوارًا تمسّ قضايا اجتماعية وإنسانية بجرأة وصدق.

رغم الانتقادات التي وُجهت إليها في بداياتها، إلا أنها نجحت في كسب احترام النقاد والجمهور بعد سلسلة من الأعمال الدرامية التي أظهرت عمقها التمثيلي وقدرتها على تجسيد شخصيات معقدة بواقعية مذهلة.

كما تعتبر من أكثر الفنانات اللواتي نجحن في تغيير الصورة النمطية التي ارتبطت بهن في بداية مشوارهن، إذ تحوّلت من “فنانة استعراضية” إلى “ممثلة ناضجة” تمتلك أدواتها الفنية وتختار أدوارها بعناية.

روبي في الدراما الرمضانية: حضور قوي ومتجدد

على مدى السنوات الماضية، أصبحت روبي من الوجوه الأساسية في الدراما الرمضانية، حيث تتميز اختياراتها بالجرأة والتنوع.
ففي مسلسل “رمضان كريم”، قدمت شخصية “كريمة” التي تمثل نموذج الفتاة الشعبية البسيطة، وهو الدور الذي لاقى استحسانًا جماهيريًا كبيرًا، لدرجة أن الجمهور طالب بجزء ثانٍ من العمل.

أما في “رانيا وسكينة”، فقدّمت أداءً كوميديًا مختلفًا، أظهر جانبها الخفيف والمرح، وأثبت أنها قادرة على المنافسة في جميع الألوان الفنية.

وفي “حضرة العمدة”، جسدت روبي شخصية مركبة بين التقاليد والطموح السياسي، لتثبت مرة أخرى قدرتها على أداء الشخصيات المركبة التي تتطلب حضورًا قويًا أمام الكاميرا.

عودة قوية إلى الغناء بعد غياب

بعد فترة انقطاع عن الساحة الغنائية، عادت روبي عام 2021 بقوة عبر أغنية “حتة تانية” التي تصدرت التريند على يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، محققة ملايين المشاهدات في أيام قليلة.
الأغنية تميزت بإيقاعها الحيوي وكلماتها البسيطة، ما جعلها تلقى رواجًا واسعًا في مصر والعالم العربي.

ثم واصلت نجاحها من خلال أغنيات مثل:

“نمت ننة”

“أمك وأبوك”

“يا نيالي”

ليتأكد للجميع أن روبي لا تزال تمتلك سحر الحضور الغنائي، وأن صوتها المميز وأسلوبها المختلف ما زالا قادرين على جذب الأجيال الجديدة.

روبي في عيون الجمهور والإعلام

تُعد روبي من أكثر الفنانات حضورًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تمتلك ملايين المتابعين الذين يتفاعلون مع منشوراتها وأعمالها الفنية.
ويُشيد الجمهور بقدرتها على الموازنة بين حياتها الشخصية والفنية، إذ تحافظ على قدر من الخصوصية رغم شهرتها الواسعة.

كما يرى النقاد أنها نموذج للفنانة التي تطورت بذكاء دون أن تتنكر لبداياتها، حيث استطاعت أن تفرض نفسها كممثلة موهوبة ومغنية ناجحة في الوقت ذاته، لتصبح من رموز الفن المصري الحديث.

جوائز وتكريمات

حصدت روبي خلال مسيرتها عدة جوائز وتكريمات، من أبرزها:

جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم الشوق بمهرجان القاهرة السينمائي.

تكريم خاص من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي عن مجمل أعمالها الفنية.

جائزة التميز في الدراما عن دورها في مسلسل سجن النسا.

هذه الجوائز تؤكد أن مشوارها لم يكن مبنيًا على الجدل فقط، بل على اجتهاد فني وتطور مستمر.

روبي: فنانة صنعت مسارًا فريدًا في الفن المصري

اليوم، وبعد أكثر من عشرين عامًا في عالم الفن، تثبت روبي أنها واحدة من أكثر النجمات تأثيرًا في جيلها.
فهي فنانة لا تعرف التكرار، تتحدى نفسها في كل عمل جديد، وتجمع بين الأصالة والجرأة، بين العفوية والاحتراف.

ورغم ما واجهته من انتقادات في بداياتها، فإنها استطاعت أن تردّ على الجميع بفنها، لا بالكلمات، لتصبح رمزًا للتطور والمرونة في المشهد الفني المصري والعربي.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1