محمد النقيب: دعم القوات الجنوبية "ضرورة استراتيجية" لحماية المنطقة من خطر التحالف الإرهابي الثلاثي
بعثت القوات المسلحة الجنوبية باليمن برسائل حازمة تعكس تصعيدًا في المواجهة ضد ما وصفته بـ "قوى الشر"، مؤكدة أن التحدي الراهن يتجاوز العمليات الأمنية التقليدية ليصبح "معركة مصير ووجود".
وقدّم المقدم محمد النقيب، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الجنوبية، تحليلًا مفصلًا للخطر الذي يواجه الجنوب، مشددًا على أن الإرهاب الذي يُواجه لم يكن يومًا "مجرد خلايا متطرفة"، بل هو "إرهاب دولة احتلال" تبنته قوى متطرفة واتخذته وسيلة لإخضاع الشعب الجنوبي.
ويتمثل التطور الأخطر الذي كشف عنه النقيب في الإعلان عن تجميع القوى الإرهابية لصفوفها الفكرية والمادية والبشرية في "تحالف استراتيجي ثلاثي قاعدي حوثي اخواني". هذا المشهد، حسب النقيب، يؤكد "وحدة الفكر الدموي والغاية المشتركة" لهذا الثلاثي المعادي ليس للجنوب فحسب، بل "للأمن الإقليمي والدولي على حد سواء".
إسقاط الأقنعة: وحدة الهدف في استهداف الجنوب
لفت المتحدث الرسمي إلى أن خطورة هذا التحالف لم تعد تحتاج إلى تحليل معمق، إذ "أسقط أقنعته بالكامل" ولم يعد يخفي نفسه خلف أي شعارات، لا سيما بعد تجلي "خطورته في الدعوات العلنية" الصادرة عن قنوات ووسائل إعلام تابعة لـ "حزب الإصلاح الإخواني".
الهدف المشترك الوحيد الذي يجمع هذا التحالف هو استهداف الجنوب ومحاولة إرباك أمنه واستقراره، وهو ما يخدم بشكل مباشر "أجندات إقليمية معادية للأمن العربي المشترك". هذا التوصيف يضع المعركة ضد الإرهاب في إطار أوسع يتجاوز حدود اليمن ليصبح جزءًا من استراتيجية حماية المنطقة من النفوذ التخريبي.
خبرة العقدين: الجنوب يخوض مرحلة الحسم بوعي وجاهزية
أكد النقيب أن الجنوب واجه هذا الإرهاب لعقود طويلة وقدم "تضحيات جسيمة"، لكنه يخوض اليوم مرحلة جديدة من المواجهة "وهو أكثر قوة وقدرة على الحسم". التجربة القتالية العظيمة التي راكمتها القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب، مكنتها من ضرب وتدمير أوكاره وإحباط مخططاته عبر "عمليات نوعية ودقيقة".
هذه المواجهة لم تعد تقتصر على السلاح في ميادين القتال، بل هي "معركة وعيٍ ومصيرٍ ووجودٍ وتلاحمٍ واصطفافٍ خلف القيادة السياسية والعسكرية ممثلة باللواء عيدروس الزبيدي". وتعمل القوات الجنوبية وفق استراتيجية واضحة توازن بين الردع العسكري والعمل الاستخباراتي الوقائي، مستفيدة من التطور في وسائلها وقدراتها الميدانية والدعم الشعبي الواسع.
نداء استراتيجي: دعم الجنوب حماية للأمن الدولي
في ختام تصريحاته، وجه المقدم النقيب نداءً استراتيجيًا، شدد فيه على أن الحرب على تحالف الإرهاب الثلاثي (القاعدي والحوثي والإخواني) تمثل "معركة مصير ووجود" لشعب الجنوب، وهي في الوقت نفسه "مسؤولية جماعية تهم دول المنطقة والمجتمع الدولي بأسره".
وأكد أن "دعم الجنوب وتعزيز قدرات قواته المسلحة لم يعد خيارًا سياسيًا، بل ضرورة استراتيجية" لحماية الأمن الإقليمي والدولي من خطر هذا التحالف الذي بات يعلن عن نفسه بجرأة غير مسبوقة. وتؤكد القوات المسلحة الجنوبية جاهزيتها القصوى لمواجهة "كل أشكال الإرهاب والتطرف، أيًا كانت واجهته أو شعاراته"، مجددة العهد بأنها ستظل "الدرع الحصين" في وجه كل المشاريع التخريبية، ومطمئنة الشعب الجنوبي بأن الوطن ماض بثقة نحو بناء منظومة دفاعية متكاملة.
تشير تصريحات المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية إلى تحول نوعي في طبيعة الصراع، حيث لم يعد التعامل مع القاعدة وداعش والحوثي كأطراف منفصلة، بل ككيانات تعمل في إطار تحالف عملياتي وتكتيكي موحد ضد مصالح الجنوب والأمن الإقليمي.
هذا التحليل يفرض على المجتمع الدولي وشركاء الجنوب إعادة تقييم استراتيجياتهم وضرورة تقديم دعم غير مشروط للقوات التي تخوض هذه "المعركة الوجودية" بالنيابة عن المنطقة بأسرها.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1