< تأثير وضعية الجلوس أثناء الطيران على صحة الجسم
متن نيوز

تأثير وضعية الجلوس أثناء الطيران على صحة الجسم

تعبيرية
تعبيرية

في عالم السفر الجوي، أصبح التساؤل حول وضعية الجلوس أثناء الطيران أمرًا شائعًا، خاصة مع تكرار الرحلات الطويلة أو حتى القصيرة. فالجلوس لساعات على متن الطائرة ليس مجرد اختيار مريح، بل له تأثيرات مباشرة على وظائف الجسم والصحة العامة. فهم هذه التأثيرات يساعد المسافرين على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل المخاطر الصحية وتحسين تجربة الطيران.

كيف يتفاعل الجسم أثناء الجلوس في الطائرة؟

عندما يصعد الإنسان على متن الطائرة ويجلس في مقعده لساعات طويلة، تبدأ عدة تغيرات فسيولوجية نتيجة انخفاض الضغط الجوي داخل كابينة الطائرة مقارنة بالضغط على سطح الأرض. ومن أبرز هذه التغيرات:

انخفاض مستويات الأكسجين في الدم: يؤدي إلى شعور بالخمول والكسل لدى البعض، خصوصًا في الرحلات الطويلة.

بطء الدورة الدموية في الأطراف السفلية: نتيجة قلة الحركة لساعات متواصلة، ما يزيد خطر التورم أو الشعور بالخدر.

ضغط خفيف على العمود الفقري والمفاصل: بسبب ثبات الجسم في نفس الوضعية دون تغيير، ما قد يسبب تيبسًا أو آلامًا بعد الهبوط.

هذه التغيرات طبيعية، لكن معرفة كيفية التعامل معها يمكن أن يقلل من آثارها السلبية.

لماذا تشكر أجسامنا على وضع الطيران؟

على الرغم من أن الجلوس لساعات طويلة قد يبدو مزعجًا، إلا أن وضعية مقاعد الطائرة مصممة بعناية لتخفيف الضغط على الجسم. وتشمل الفوائد:

تقليل الضغط المباشر على العمود الفقري: مقارنة بالجلوس المستقيم الكامل على الكراسي التقليدية، حيث يسمح الميل البسيط للمقعد بتوزيع وزن الجسم.

تحفيز الدورة الدموية تدريجيًا: بفضل الحركات الخفيفة غير الواعية التي يقوم بها الجسم أثناء الجلوس.

تخفيف الحمل على عضلات الرقبة والكتفين: نتيجة ميل المقعد البسيط إلى الخلف، ما يقلل من التوتر العضلي أثناء الرحلة.

هذه الفوائد تساعد المسافرين على تحمل الرحلات الطويلة بشكل أفضل، لكن هناك تحديات صحية يجب الانتباه لها.

التحديات الصحية للجلوس الطويل في الطائرة

رغم الفوائد، فإن الجلوس لفترات ممتدة أثناء الطيران قد يؤدي إلى بعض الأعراض والمخاطر، خصوصًا عند الرحلات الطويلة:

احتمالية تكون جلطات دموية في الساقين: تعرف طبيًا باسم جلطات الأوردة العميقة (DVT)، وهي أكثر شيوعًا عند الأشخاص المصابين بمشاكل في الدورة الدموية أو كبار السن.

تيبس العضلات والمفاصل: نتيجة عدم الحركة المستمرة، ما يؤدي إلى شعور بالألم عند النزول من الطائرة.

زيادة الإحساس بالإرهاق: ضعف الدورة الدموية يمكن أن يجعل الركاب يشعرون بالتعب والإرهاق فور وصولهم إلى وجهتهم.

تورم القدمين والكاحلين: نتيجة تجمع السوائل في الأطراف السفلية بسبب قلة الحركة، وهي مشكلة شائعة لدى المسافرين.

نصائح لتحسين وضعية الجلوس أثناء الطيران

لتجنب المشكلات الصحية، يمكن اتباع بعض الإجراءات البسيطة أثناء الرحلة:

القيام بتمارين بسيطة للأرجل: مثل شد أصابع القدم أو تحريك الكاحلين بانتظام لتحفيز الدورة الدموية.

التحرك في الممر: السير لبضع دقائق كل ساعة أو ساعتين يقلل من خطر تكون الجلطات.

استخدام وسادة ظهر أو رقبة: لدعم العمود الفقري وتخفيف الضغط على الرقبة والكتفين.

ارتداء جوارب ضغط: تساعد على منع تورم القدمين وتحسين تدفق الدم.

شرب الماء بكثرة: الترطيب يقلل من الجفاف ويعزز صحة الدورة الدموية.

اختيار المقعد بعناية: المقاعد القريبة من الممر تمنح حرية أكبر للتحرك، بينما المقاعد بجانب النافذة قد تحد من الحركة.

تأثير الرحلات القصيرة مقابل الطويلة

حتى الرحلات القصيرة قد تؤثر على الجسم، لكن بشكل أقل حدة. فالأثر الأكبر يكون على الرحلات الطويلة، حيث:

تستمر ساعات طويلة في الجلوس دون حركة كافية.

يزداد تأثير انخفاض الأكسجين على الجسم والشعور بالتعب.

تتفاقم مشكلة تيبس العضلات وتورم الأطراف.

لذلك ينصح المسافرون على الرحلات الطويلة باتباع النصائح السابقة بانتظام للحفاظ على صحتهم.

إن وضعية الجلوس في الطائرة ليست مجرد اختيار مريح، بل هي عامل مهم يؤثر على صحة الجسم أثناء الرحلات الجوية. وبينما توفر المقاعد المائلة بعض الفوائد مثل تقليل الضغط على العمود الفقري وتحفيز الدورة الدموية بشكل خفيف، فإن الجلوس لفترات طويلة دون حركة قد يؤدي إلى مشاكل مثل جلطات الساقين، تيبس العضلات، وتورم القدمين.

لذلك، على المسافرين الحرص على التحرك بانتظام، ممارسة تمارين خفيفة، والحفاظ على ترطيب الجسم أثناء الطيران. ومع هذه الإجراءات، يمكن الاستمتاع بالسفر الجوي بأمان وراحة أكبر، مع تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالجلوس الطويل في الطائرة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1