ملحمة إغاثية إماراتية في الجنوب.. دعم التعليم وتمكين الأجيال
تمثل جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم التعليم في الجنوب العربي نموذجًا متفردًا للعمل الإنساني والتنمية المستدامة، حيث ساهمت هذه الجهود في تحسين الأوضاع المعيشية وتمكين الأجيال الصاعدة من بناء مستقبل أفضل قائم على المعرفة والتعليم.
وقد تجلى هذا الدعم في افتتاح اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مجمعي الشيخ محمد بن زايد التربويين النموذجيين في مديريتي الأزارق وجحاف بمحافظة الضالع، وهما مشروعان تعليميان حيويان تم تشييدهما بدعم سخي من دولة الإمارات الشقيقة.
مجمعان تربويان نموذجيان في الأزارق وجحاف
يتكوّن كل مجمع في مرحلته الأولى من 24 فصلًا دراسيًا للتعليم الأساسي والثانوي، بالإضافة إلى قاعات متخصصة لتعليم الحاسوب، ومختبرات علمية، ومرافق إدارية حديثة. ويهدف المشروعان إلى تحسين البيئة التعليمية وتوفير فرص تعليمية نوعية للطلاب في المديريتين، بما يسهم في بناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة.
وفي كلمته عقب مراسم الافتتاح، عبّر الرئيس الزُبيدي عن بالغ تقديره وامتنانه لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، على دعمه المتواصل لمسيرة البناء والتنمية المستدامة في الجنوب، مؤكدًا أن تسمية المجمعين باسم الشيخ محمد بن زايد تمثل رسالة وفاء وتقدير لقيادة قدمت نموذجًا رائدًا في العطاء الإنساني ودعم التنمية.
أهمية المشاريع التعليمية في الجنوب
وأشار الرئيس الزُبيدي إلى أن المشروعين يشكلان نقطة تحول مهمة في مسار التعليم بمديريتي الأزارق وجحاف، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي سيواصل مسيرة البناء والتنمية في عموم محافظات الجنوب بالتعاون مع الأشقاء في التحالف العربي، وفاءً لتضحيات الشهداء وجهود الداعمين لمسيرة الجنوب نحو الاستقرار والازدهار.
كما عبّر مسؤولو المديريتين ومديرو مكاتب التربية والتعليم عن شكرهم وامتنانهم للرئيس الزُبيدي ولدولة الإمارات قيادةً وشعبًا، مؤكدين أن هذه المشاريع التعليمية النوعية سيكون لها أثر كبير في تنمية المديريتين ورفع جودة التعليم وتطوير الكوادر البشرية.
التعليم ركيزة الاستقرار والتنمية
تستمر الإمارات في لعب دور إنساني وتنموي رائد في الجنوب، من خلال جهود إغاثية وتعليمية شاملة، تمثل نموذجًا للأخوة الصادقة والدعم المستدام. ويبرز قطاع التعليم كإحدى أهم ساحات هذا العطاء، حيث ساهمت الإمارات في:
إعادة تأهيل المدارس المتهالكة.
ترميم الفصول الدراسية وتجهيزها بأحدث الوسائل التعليمية.
توفير الحقائب المدرسية والمستلزمات الأساسية للطلاب.
إنشاء بيئات تعليمية آمنة ومحفزة لتطوير قدرات الأجيال الجديدة.
تطوير الكوادر التعليمية ودعم العملية التعليمية
شملت الجهود الإماراتية أيضًا تمويل برامج تدريب وتأهيل للكوادر التربوية، وتوفير المنح التعليمية للطلاب المتميزين، ودعم العملية التعليمية في المناطق النائية، بما أعاد الأمل لآلاف الطلبة وأسرهم بعد سنوات من التدهور الذي أصاب القطاع جراء النزاعات.
وقد أسهم هذا الدعم النوعي في استقرار العملية التعليمية، مما أدى إلى انخفاض معدلات التسرب المدرسي وتحسين جودة التعليم في المدارس، كما أتاح للطلاب والفتيات على حد سواء فرصًا حقيقية للتعلم والمشاركة الفاعلة في التنمية المجتمعية.
التعليم أداة تمكين وتنمية
ما تقدمه الإمارات في الجنوب ليس مجرد دعم مؤقت، بل هو استثمار طويل الأمد في بناء الإنسان والجيل القادم، وهو ما يضمن استمرارية التنمية ويعزز الاستقرار المجتمعي، إذ أصبح التعليم محورًا رئيسيًا لترسيخ قيم الاعتماد على الذات والنهوض بالمجتمع.
وتؤكد التجربة أن التنمية المستدامة تبدأ بالمعرفة وبناء العقول البشرية، لا بمجرد توزيع الأموال أو المساعدات الطارئة. فبفضل هذه المبادرات، يعيد التعليم في الجنوب دوره كركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار، وتنمية مهارات الشباب، وتمكين الفتيات من الانخراط في المجتمع بشكل فعال.
أثر المشاريع التعليمية على المجتمع المحلي
ساهمت مجمعات الشيخ محمد بن زايد التربوية النموذجية في تحسين الوضع التعليمي والمعيشي للطلاب، حيث أصبحت المدارس فضاءات آمنة تجمع الأطفال بعيدًا عن المخاطر الاجتماعية والسياسية، وتوفر لهم بيئة تعليمية محفزة على الإبداع والتفوق.
كما أن تدريب المعلمين ودعم المناهج التعليمية الحديثة أدى إلى رفع مستوى التعليم، وتأهيل الطلاب لمواكبة التطورات المعرفية والعلمية، بما يفتح أمامهم آفاقًا واسعة للمستقبل، ويجهزهم ليكونوا شركاء فاعلين في بناء الدولة الحديثة وتحقيق التنمية المستدامة.
الشراكة مع المجتمعات المحلية
حرصت الإمارات على التفاعل مع المجتمعات المحلية لضمان ملاءمة البرامج التعليمية لاحتياجاتهم الفعلية، ما ساهم في نجاح هذه المبادرات وتعزيز الوعي بأهمية التعليم بين الطلاب والأهالي.
مستقبل التعليم في الجنوب
تؤكد هذه الجهود أن مستقبل التعليم في الجنوب مشرق، وأن الدعم الإماراتي النوعي والمستدام يمكن أن يساهم في بناء جيل قادر على مواجهة التحديات، وتحقيق التنمية الشاملة، والمشاركة في إعادة بناء المجتمع وبناء دولة مدنية حديثة.
إن الحضور الإماراتي في قطاع التعليم بالجنوب يجسد نموذجًا عالميًا في العمل الإنساني والتنمية المستدامة، حيث يركز على بناء الإنسان كركيزة للتنمية والاستقرار، ويؤكد أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال والأمن المجتمعي والتنمية المستدامة.
فبفضل هذه المبادرات النوعية، يستعيد التعليم في الجنوب عافيته تدريجيًا، ويعود ليؤدي دوره في تمكين المجتمع وبناء الدولة الحديثة، ويعزز فرص الأجيال القادمة في حياة أفضل قائمة على المعرفة والوعي والمساهمة الفاعلة في تحقيق الاستقرار والازدهار.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1