< شريف عرفة: الفن بصري أولًا.. وأهمية الموهبة والصدق في صناعة السينما
متن نيوز

شريف عرفة: الفن بصري أولًا.. وأهمية الموهبة والصدق في صناعة السينما

شريف عرفة
شريف عرفة

أوضح المخرج المصري الكبير شريف عرفة خلال جلسته الحوارية في مهرجان الجونة السينمائي أن الفيلم يجب أن يحتوي على قيمة بصرية حقيقية، مؤكدًا أن الشكل البصري هو ما يحرك الأحاسيس والمشاعر الإنسانية، وأن القضية ليست الهدف الأسمى من تقديم الفن، بل الأثر السينمائي الذي يعيشه الجمهور.

وأشار عرفة إلى أن المشاهد يتذكر دائمًا الشخصيات والأحداث الإنسانية أكثر من القضايا التي يتناولها الفيلم، مستشهدًا بفيلم "باب الحديد" للمخرج يوسف شاهين، حيث ما يُذكر هو مشكلة قناوي وليس قضية العمال بشكل مباشر.

الشكل البصري أولوية في صناعة الفيلم

وقال شريف عرفة إن ما يهمه هو أن يصل المضمون بشكل سينمائي، وأن تقديم مستوى بصري عالٍ هو جوهر عمله كمخرج، وليس مجرد الترويج لقضايا معينة. وأضاف أن جميع الأفلام تحمل رسائل، لكن أساس صناعة الأفلام هو الفن والحب للإبداع، وليس الاستجابة لما يريده الجمهور أو السوق، محذرًا من أن يصبح الفنان مجرد "أراجوز" يؤدي وفق الطلب، كما قال الكاتب وحيد حامد.

وأكد أن نجاح الفيلم لا يُقاس بالإيرادات فقط في شباك التذاكر، بل بمدى تأثيره واستمرار الجمهور في تذكره، مستشهدًا بأفلامه مثل "الناظر"، "الإرهاب والكباب"، و"يا مهلبية يا"، التي لا تزال تُشاهد حتى الآن، مؤكدًا أن نجاح الفيلم الحقيقي هو أن يعيش ويتفاعل مع الناس.

الإشادة بالجيل السابق من صناع السينما

تحدث عرفة عن معايشته لكواليس الأفلام القديمة، مشيرًا إلى أن نيازي مصطفى وصلاح أبو سيف وحسن الإمام ساهموا في صناعة سينما مصرية حقيقية، وأنه تعلم منهم فن إدخال روح الحياة داخل المشهد المصري. كما كشف اعتزازه بأفلام نجيب الريحاني التي ظل تأثيرها مستمرًا حتى اليوم.

نصائح للجيل الجديد من المخرجين

قدم شريف عرفة مجموعة نصائح هامة للجيل الجديد من صناع السينما، مشددًا على أهمية التمييز بين الموهبة الحقيقية والتقليد. وأوضح أن الصناعة تحتاج إلى الموهوبين، ولكنها تحتاج أيضًا إلى المقلدين المهرة الذين يحاكون الأسلوب باحترافية، مع التأكيد أن الموهبة الابتكارية لا تُكتسب بالدراسة وحدها، بل تأتي من الإحساس الفني والخيال الخلاق.

وكشف مشهد واحد في أحد أفلامه تأثر به من فيلم عالمي لكنه لم يقلده، مؤكدًا أن أخذ الروح فقط لا يعني التقليد، وأن الإبداع الحقيقي هو تحويل التأثر إلى عمل فني مستقل ومبتكر.

الموهبة في التمثيل والفروق بين الممثلين

تطرق شريف عرفة إلى الفرق بين الممثلين، مشيرًا إلى أن الموهبة تتفاوت مثل لاعبي كرة القدم، حيث توجد فئة أولى تضم النجوم العالميين، وأخرى جيدة لكنها ليست بنفس المستوى. وأكد أن الممثل الصادق والأمين مع نفسه يبرز أكثر على الشاشة، وأن حب الشخصية من قبل المخرج أمر أساسي، لأن الجمهور يتذكر الشخصيات وليس التكنيك السينمائي فقط.

وأعطى أمثلة من أفلامه، مثل شخصية الست جواهر في "الناظر"، وشخصية أبو موتة في "فول الصين العظيم"، حيث تُترك انطباعات دائمة في ذهن الجمهور رغم قصر مدة ظهورها.

التفاعل بين المخرج والممثلين

أوضح عرفة أن المخرج الناجح يجب أن يكون مستمعًا جيدًا للأفكار المقترحة من فريق العمل، مشيرًا إلى أن بعض المشاهد في أفلامه جاءت نتيجة اقتراحات مباشرة من الممثلين أو من ابنته، مثل مشهد بدلة محمد هنيدي في "فول الصين العظيم" وجملة "الصين حلوة" من سامي سرحان.

كما كشف كواليس فيلم "الإرهاب والكباب"، حيث لم تعجبه جملة معينة لكنه استمع لمقترح عادل إمام وحوّلها لاحقًا إلى أغنية ناجحة ما تزال متداولة حتى اليوم.

كواليس التحضير لشخصيات أيقونية

تحدث عرفة عن صعوبات تجهيز شخصية "جواهر" في "الناظر"، وكيف اضطر علاء ولي الدين لتقديم ثلاث شخصيات، مع بروفات استمرت شهر ونصف. وأوضح أن اختيار الشخصيات المناسبة والأداء الواقعي كان جزءًا أساسيًا من نجاح أفلامه.

أفلامه المفضلة والرحلة الفنية

أوضح أن أبسط أفلامه التي يحبها هو "اضحك الصورة تطلع حلوة"، حيث كان الهدف تقديم فيلم اجتماعي بسيط، بعيدًا عن الطابع السياسي المعقد. وأكد أن الفنانين مثل أحمد زكي يتميزون بالموهبة الصارمة والقدرة على الأداء من أول مرة، بينما ممثلات مثل سناء جميل يتميزن بالقدرة على إعادة المشهد عدة مرات مع التزام عاطفي حقيقي.

وأكد شريف عرفة أن رحلته الفنية كانت مدعومة بشخصيات مثل وحيد حامد، الذي اعتبره شقيقه الأكبر، وسانده ماليًا ومعنويًا في بداياته دون شروط، مما ساهم في تشكيل مسار سينمائي طويل مليء بالإبداع والنجاح.

خاتمة: الفن والتفاني والصدق

شريف عرفة رسّخ خلال حديثه أن الأساس في صناعة السينما هو الفن البصري، والمشاعر الإنسانية، وحب الشخصيات، وليس مجرد تقديم قضايا أو البحث عن الإيرادات. كما أكد على أهمية الصدق والموهبة والاحترام المتبادل بين المخرج والممثل، مشددًا على أن الأفلام تبقى حيّة في ذاكرة الجمهور بفضل تلك العناصر، وليس بالتقليد أو الضغط التجاري.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1