توت عنخ آمون بالكامل: عرض مذهل في المتحف المصري الكبير لأول مرة
تستعد مصر لحدث أثري عالمي استثنائي مع عرض مجموعة الملك الفرعوني توت عنخ آمون كاملة لأول مرة في قاعة واحدة بالمتحف المصري الكبير (GEM). منذ اكتشاف مقبرته الشهيرة في 4 نوفمبر 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، ظل عدد كبير من مقتنيات الملك الشاب محفوظًا في مخازن المتحف المصري بالتحرير، بينما عُرضت مقتنيات محدودة للزوار. الآن، سيتم نقل كل المقتنيات ليشهد العالم بأسره ثراء وعظمة هذه المجموعة الأثرية الفريدة.
استعدادات النقل والافتتاح
أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المتحف المصري بالتحرير سيواصل استقبال زائريه كالمعتاد خلال مواعيد العمل الرسمية، مع الإغلاق المؤقت لقاعة الملك توت عنخ آمون فقط لاستكمال عمليات التغليف والنقل. وأضاف أن نقل باقي المقتنيات سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة، استعدادًا للعرض الكامل في المتحف المصري الكبير، قبل الافتتاح الرسمي.
وتعد هذه الخطوة أحد أبرز الإنجازات في تاريخ علم الآثار والمتاحف، إذ ستتيح للزائرين رؤية أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية في سياق عرض متكامل، يعكس ثراء وحياة الملك الشاب وأسرار مقبرته، من التماثيل الذهبية إلى الأواني والقطع الجنائزية المذهلة.
أهمية العرض الكامل
يعكس عرض مجموعة توت عنخ آمون كاملة لأول مرة أهمية قصوى للباحثين وعشاق التاريخ. فالمقتنيات، التي تشمل القطع الذهبية الفاخرة، والمجوهرات، والأقنعة الجنائزية، والأسلحة، والأثاث الملكي، توفر للزائر فرصة فريدة لفهم الطقوس الجنائزية والعادات الفرعونية بدقة غير مسبوقة. ويعتبر هذا العرض أيضًا خطوة مهمة لتعزيز السياحة الثقافية في مصر، حيث يتوقع أن يجذب ملايين الزوار من داخل وخارج البلاد.
ويشير الخبراء إلى أن عرض المقتنيات بهذه الصورة المتكاملة يُعد نموذجًا عالميًا للتنظيم المتحفي الحديث، حيث تم تصميم القاعة لتقديم تجربة تعليمية وبصرية متكاملة، مع استخدام أحدث وسائل الإضاءة والعرض للحفاظ على القطع الأثرية من التآكل ولإبراز جمالها التاريخي.
التحضيرات اللوجستية والفنية
مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، تم تنفيذ عدد من الأعمال التنظيمية واللوجستية، بما في ذلك عمليات التغليف الدقيقة للقطع الأثرية، وفحص حالتها، والتأكد من توافر بيئة مناسبة للعرض من حيث درجة الحرارة والرطوبة والإضاءة. وقد تم تدريب فرق مختصة لضمان سلامة النقل والتركيب، مع الاعتماد على أحدث الأساليب التقنية لضمان الحفاظ على القطع في أفضل حالاتها.
كما أن المتحف أغلق أبوابه أمام الزوار ابتداءً من 15 أكتوبر 2025، لإتاحة الفرصة لاستكمال هذه الأعمال الدقيقة. وتستمر هذه التحضيرات بهدف أن يكون العرض جاهزًا لاستقبال الزوار يوم 4 نوفمبر 2025، والذي يتزامن مع الذكرى الـ103 لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون.
أهمية تاريخية وثقافية
توت عنخ آمون، الذي حكم مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، يمثل أحد أهم الرموز الفرعونية في التاريخ المصري والعالمي. ويعد اكتشاف مقبرته أحد أعظم الاكتشافات الأثرية التي أذهلت العالم، ليس فقط لجمال المقتنيات الذهبية، بل لما كشفت عنه من معلومات غنية عن الحياة اليومية والطقوس الدينية في مصر القديمة.
ويعتبر العرض الكامل لهذه المقتنيات في متحف حديث ومتطور خطوة غير مسبوقة، حيث يتيح للزائرين تجربة شاملة تجمع بين الجمال الفني والقيمة التاريخية والعلمية. ويُتوقع أن يعزز ذلك اهتمام الباحثين والطلاب ومحبي التاريخ من جميع أنحاء العالم بالمتحف المصري الكبير كمركز عالمي للثقافة والمعرفة.
المتحف المصري الكبير: نافذة على الحضارة الفرعونية
يمثل المتحف المصري الكبير أحد أهم المشاريع الثقافية في مصر، ويضم أحدث التقنيات المتحفية في العالم. ويأتي عرض توت عنخ آمون الكامل كإحدى أهم المعالم ضمن رؤية المتحف لتقديم تجربة تعليمية تفاعلية وجاذبة للزوار. ويضم المتحف قاعات متعددة تتيح استكشاف تاريخ مصر القديمة بشكل شامل، مع مراعاة أعلى معايير الحفظ والعرض.
من المقرر أن يساهم هذا الحدث في رفع مكانة المتحف المصري الكبير على الخريطة السياحية العالمية، وتعزيز دور مصر كوجهة رئيسية للباحثين والسياح المهتمين بالآثار والتاريخ، كما يعكس التزام الدولة بالحفاظ على التراث الثقافي ونقله للأجيال القادمة.
توقعات وإقبال الزوار
مع افتتاح العرض الكامل لمقتنيات توت عنخ آمون، يُتوقع أن يشهد المتحف إقبالًا كبيرًا من الزوار المحليين والدوليين، نظرًا لأهمية الحدث الاستثنائي. كما ستوفر هذه الخطوة فرصًا تعليمية لطلاب المدارس والجامعات، وللباحثين المهتمين بالآثار، فضلًا عن تعزيز السياحة الثقافية والاقتصاد المحلي من خلال استقطاب أعداد كبيرة من السياح.
عرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة في المتحف المصري الكبير يمثل لحظة تاريخية للأثار المصرية والعالمية. فهو لا يقتصر على الجانب السياحي فحسب، بل يمتد ليشمل البحث العلمي، والتعليم، والحفاظ على التراث، والترويج لمصر كمركز عالمي للحضارة والثقافة. ومن المقرر أن يظل هذا العرض نقطة جذب رئيسية لسنوات طويلة، مذكّرًا العالم بعظمة الحضارة الفرعونية وبالإنجازات المصرية في مجال علم الآثار.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1