ديربي الغضب والكراهية.. ما قصة العداء التاريخي بين ليفربول ومانشستر يونايتد؟
يستضيف ليفربول نظيره مانشستر يونايتد، مساء اليوم الأحد، على ملعب "آنفيلد"، في قمة منافسات الجولة الثامنة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الحالي 2025-26.
ويخوض ليفربول المواجهة وهو في المركز الثالث بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 15 نقطة، متأخرًا بأربع نقاط عن أرسنال المتصدر، وبفارق نقطة واحدة عن مانشستر سيتي، بينما يأتي مانشستر يونايتد في المركز الحادي عشر برصيد 10 نقاط.
وتُعدّ المواجهة بين ليفربول ومانشستر يونايتد من أكثر الصراعات الكروية سخونة وشهرة في العالم، إذ لا تقتصر على المنافسة داخل المستطيل الأخضر، بل تمتدّ إلى تاريخ طويل من العداوة الرياضية والاقتصادية والاجتماعية بين مدينتَي ليفربول ومانشستر، الواقعتين شمال غرب إنجلترا.
إجمالًا التقى الفريقان في 216 مباراة، حيث حقق مانشستر يونايتد 83 فوزًا بفارق 11 انتصار عن ليفربول الذي حقق الفوز في 72 مواجهة، بينما تعادل الفريقين في 61 مناسبة.
لم ينجح فريق ليفربول في الفوز في 5 من آخر 6 مباريات أمام مانشستر يونايتد في جميع المسابقات (3 تعادلات – هزيمتان)، بعدما فشل فقط في 4 من آخر 9 مواجهات قبلها (3 تعادلات – خسارة واحدة).
وتعرض فريق ليفربول لهزيمة وحيدة فقط في آخر 14 مواجهة بالدوري أمام مانشستر يونايتد (7 انتصارات – 6 تعادلات)، وكانت بنتيجة 2-1 في أولد ترافورد في أغسطس 2022.
منذ موسم 2018-19، لم يخسر أي فريق واجه يونايتد 3 مرات أو أكثر عددًا أقل من ليفربول.
ما قصة العداء التاريخي بين ليفربول ومانشستر يونايتد؟
الصراع والعداوة التاريخية بين الفريقان العريقان بدأت أول الأمر بعيدا عن الرياضة، وتحديدا كانت البداية في القرن التاسع عشر، حيث كانت مدينة ليفربول متقدمة اقتصاديا بسبب مينائِها البحري الشهير، وجارتها مدينة مانشستر كانت تزدهر فيها الصناعة.
صراع اقتصادي
تعود جذور هذا الصراع إلى القرن التاسع عشر عندما كانت مدينة ليفربول من أهم الموانئ البريطانية وأكثرها ازدهارًا، في حين كانت مانشستر مركزًا صناعيًا ضخمًا يعتمد على ميناء ليفربول لتصدير بضائعه.
ومع افتتاح "قناة مانشستر البحرية" عام 1894، أصبحت مانشستر قادرة على استقبال السفن مباشرة دون الاعتماد على موانئ ليفربول، ما أثار استياء سكان المدينة الساحلية وأشعل حالة من التنافس الاقتصادي الحاد بين المدينتين، تحوّل لاحقًا إلى صراع شرس في كرة القدم.
بداية الصراع الكروي
بدأ التنافس الكروي فعليًا في مطلع القرن العشرين حين تقابل الفريقان لأول مرة عام 1894 في دوري الدرجة الثانية.
ومع مرور العقود أصبح كلّ من ليفربول ومانشستر يونايتد رمزًا لهوية مدينته وجماهير الشمال الإنجليزي وزاد هذا الصراع شراسة مع تزايد النجاحات المحلية والأوروبية لكل نادٍ حيث تناوبا على فترات الهيمنة على الكرة الإنجليزية.
وفي السبعينيات والثمانينيات سيطر فريق ليفربول على المشهد الكروي الإنجليزي والأوروبي بقيادة أساطير مثل كيني دالجليش وإيان راش وجراهام سونيس فحصد الألقاب المحلية والقارية واحدة تلو الأخرى، ليصبح النادي الأكثر تتويجًا في أوروبا في تلك الحقبة.
في المقابل عانى مانشستر يونايتد من تراجع واضح في الأداء والبطولات بعد رحيل مدربه الأسطوري مات باسبي، ما جعل جماهير ليفربول تتغنّى بتفوّقها التاريخي وتستفز أنصار "الشياطين الحمر".
تفوق مانشستر يونايتد
لكن الصورة تغيّرت جذريًا مع قدوم السير أليكس فيرجسون إلى مانشستر يونايتد في عام 1986، حين أعلن صراحة أن هدفه هو "إسقاط ليفربول عن عرشه".
وخلال 26 عامًا في القيادة الفنية، نجح فيرجسون في تحقيق وعده، إذ قاد يونايتد إلى عصر ذهبي توّجه بالعديد من الألقاب المحلية والأوروبية، ليصبح النادي الأكثر تتويجًا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن يعادل الريدز هذا الرقم في الموسم الماضي.
وكانت هذه المباريات مليئة باللحظات التاريخية مثل فوز ليفربول الساحق بنتيجة 7-0 في موسم 2022-2023، أو أهداف وين روني وستيفن جيرارد التي خلدت في ذاكرة الجماهير.
وفي السنوات الأخيرة، مع عودة ليفربول إلى القمة، واستمرار محاولات مانشستر يونايتد لاستعادة أمجاده، تجدد الصراع بشكل قوي.
واستمر العداء التاريخي والصراع الكروي بينهما إلى الآن، حتى وصلت منافسة العدوين إلى التسابق في حصد الألقاب فأصبحا أكثر الفرق الإنجليزية حصولًا على بطولات.