< الشراكة بين الجنوب والإمارات: نموذج في التضامن العربي والتنمية المستدامة
متن نيوز

الشراكة بين الجنوب والإمارات: نموذج في التضامن العربي والتنمية المستدامة

الدعم الإنساني والإغاثي:
الدعم الإنساني والإغاثي: حضور فاعل وإنساني

تُعد الشراكة بين الجنوب العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أبرز النماذج العربية في التعاون الإقليمي القائم على المصالح المشتركة والرؤية الواحدة لمستقبلٍ يسوده الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة. فهذه العلاقة التي تمتد جذورها منذ عقود، تتجاوز حدود السياسة لتصل إلى عمقٍ إنساني وتنموي يجسّد روح الأخوة والمصير المشترك بين الشعبين.

منذ اللحظات الأولى للأزمات التي عصفت بالجنوب، برزت الإمارات كقوة دعم حقيقية، لم تكتفِ بالمواقف السياسية بل ترجمت التزامها إلى عمل ميداني متواصل عبر برامج إنسانية وإغاثية وتنموية شاملة. هذه الجهود جعلت الإمارات شريكًا محوريًا في مسيرة إعادة بناء الجنوب، ورافعة حقيقية لاقتصاده ومجتمعه بعد سنوات من التحديات والصراعات.

الدعم الإنساني والإغاثي: حضور فاعل وإنساني

كانت الإمارات من أوائل الدول التي استجابت لنداءات الاستغاثة في محافظات الجنوب عقب اندلاع الحرب وتدهور الأوضاع المعيشية. فقدّمت، من خلال هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، مساعدات غذائية وطبية عاجلة، استهدفت الفئات الأشد احتياجًا.
كما أسهمت في إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية وتزويدها بالمعدات والأدوية، ما مكّن آلاف الأسر من الحصول على الخدمات الطبية الضرورية التي كانت شبه معدومة في بعض المناطق.

التعليم والتنمية البشرية: الاستثمار في الإنسان

لم تقتصر جهود الإمارات على الجانب الإغاثي، بل امتدت إلى التعليم باعتباره حجر الأساس في بناء المجتمعات.
فقد أعادت الإمارات ترميم وتأهيل عشرات المدارس في محافظات مثل عدن، لحج، الضالع، وحضرموت، إضافة إلى بناء مدارس جديدة مجهزة بأحدث الوسائل التعليمية.
كما نظّمت برامج تدريب للمعلمين، وقدّمت منحًا تعليمية للطلاب المتفوقين، إدراكًا منها بأن التعليم هو الطريق الأمثل للنهوض بالجنوب وضمان مستقبله.

البنية التحتية والخدمات العامة: بناء الحياة من جديد

شهدت السنوات الماضية تنفيذ مشاريع حيوية بتمويل ودعم إماراتي، شملت إعادة تأهيل شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وإصلاح الطرق والجسور، إضافة إلى مشاريع الطاقة الشمسية في المناطق الريفية التي كانت محرومة من الخدمات الأساسية.
هذه المشاريع لم تُسهم فقط في تحسين مستوى المعيشة، بل ساعدت على تحريك عجلة الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل واسعة وتحفيز النشاط التجاري والخدمي.

الدور الأمني ومكافحة الإرهاب: حماية الإنجازات

إلى جانب الدعم التنموي والإنساني، لعبت الإمارات دورًا حاسمًا في دعم الأجهزة الأمنية في الجنوب، ومساندة جهود مكافحة الإرهاب. فقد ساهمت في تدريب وتأهيل وحدات أمنية متخصصة أسهمت في دحر الجماعات المتطرفة واستعادة الأمن في عدن والمكلا ومدن أخرى.
هذا الدور جعل الجنوب نموذجًا في الاستقرار النسبي مقارنة بمناطق أخرى لا تزال تعاني من الانفلات، كما عزز الثقة بين المواطن وأجهزة الدولة، ورسخ الشعور بالأمان الضروري لنجاح التنمية.

العلاقة بين الجنوب والإمارات: أكثر من تحالف سياسي

ما يميز العلاقة بين الجنوب والإمارات أنها ليست علاقة مصالح ضيقة، بل شراكة قائمة على الإخلاص والوفاء والتاريخ المشترك.
لقد شاركت الإمارات أبناء الجنوب معارك الدفاع عن الأرض والهوية، وقدّمت شهداء في سبيل أمن واستقرار المنطقة، ما منح هذه العلاقة بعدًا إنسانيًا وأخويًا عميقًا يتجاوز لغة السياسة إلى روابط الدم والمصير الواحد.

وفي مقابل حملات التشويه والتحريض التي حاولت بعض الأطراف المناوئة ترويجها، ظل الواقع الميداني خير ردّ، إذ يرى المواطن الجنوبي يوميًا آثار هذا الدعم في مدرسته ومستشفاه وبيئته المحلية، ما عزز قناعة راسخة بأن الإمارات شريك صادق وفاعل في بناء مستقبله.

رؤية استراتيجية لمستقبل الجنوب

تسعى الإمارات، من خلال هذه الشراكة، إلى ترسيخ نموذجٍ تنمويٍّ مستدام في الجنوب يقوم على تمكين الإنسان وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
فهي لا تكتفي بتقديم المساعدات الآنية، بل تعمل على دعم مشاريع الإنتاج الصغيرة، وتمكين النساء والشباب، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال بما يخلق اقتصادًا محليًا قادرًا على الاعتماد على ذاته في المستقبل.

كما تُولي الإمارات أهمية كبرى لتعزيز الهوية الوطنية الجامعة ودعم مؤسسات الدولة الجنوبية، بما يضمن وجود بنية إدارية قوية قادرة على إدارة شؤون المواطنين بكفاءة وعدالة.

انعكاسات الشراكة على الأمن الإقليمي

تمثل الشراكة بين الجنوب والإمارات عنصر استقرارٍ مهم في المنطقة، نظرًا لموقع الجنوب الاستراتيجي المطل على أهم الممرات البحرية الدولية.
فمن خلال دعم الإمارات لاستقرار الجنوب، يتم تأمين خطوط الملاحة والتجارة العالمية، وحماية الأمن البحري من تهديدات القرصنة والإرهاب، وهو ما يصب في مصلحة المنطقة والعالم أجمع.

الشراكة في مواجهة مشاريع الفوضى

لقد أثبتت التجربة أن العلاقة بين الإمارات والجنوب العربي شكّلت سدًا منيعًا أمام محاولات بعض القوى الإقليمية التمدد في المنطقة أو استغلال الأوضاع الاقتصادية لتحقيق أجنداتها الخاصة.
فبفضل التنسيق المشترك والرؤية الموحدة، تم إحباط العديد من المخططات التي كانت تستهدف ضرب استقرار الجنوب وإغراقه في الفوضى، مما جعل هذه الشراكة ركيزة استراتيجية في معادلة الأمن العربي.

نحو مستقبل أكثر إشراقًا

اليوم، وبعد سنوات من العمل الدؤوب، يمكن القول إن الشراكة بين الجنوب والإمارات تمثل قصة نجاح حقيقية في التاريخ العربي الحديث، جمعت بين الدعم الميداني والرؤية المستقبلية، بين الإنسانية والسياسة، وبين العطاء والعمل.
واستمرار هذا التعاون يعني المضي بخطى ثابتة نحو مستقبلٍ يسوده السلام والازدهار، يقوم على أسس من العدالة والتنمية والاحترام المتبادل بين الأشقاء.

العلاقة بين الجنوب والإمارات ليست وليدة أزمة أو ظرف طارئ، بل هي امتداد طبيعي لعقود من التواصل الأخوي والمصير المشترك.
إنها شراكة من أجل الإنسان، ومن أجل استقرار المنطقة، ومن أجل بناء نموذج عربي مشرق في التعاون الصادق الذي يتجاوز المصالح الضيقة إلى آفاقٍ من التنمية والكرامة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1