الإمارات تمد جسور التعليم في الضالع: شراكة استراتيجية وبناء المستقبل
في لحظة تتقاطع فيها معاني التحرر والبناء، تمد دولة الإمارات العربية المتحدة جسور التعليم إلى محافظة الضالع جنوبي اليمن، تزامنًا مع إحياء الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر.
وفي إطار تعزيز التعليم كركيزة أساسية للتنمية المستدامة، افتتح نائب رئيس المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي مجمعي الشيخ محمد بن زايد التربويين في مديريتي الأزارق وجحاف، في خطوة فريدة تعكس حرص الإمارات على دعم قطاع التعليم في المناطق الريفية والمحرومة.
تفاصيل مجمعي الشيخ محمد بن زايد التربويين
يضم كل مجمع في مرحلته الأولى 24 فصلًا دراسيًا تشمل مراحل التعليم الأساسي والثانوي، إلى جانب قاعات متخصصة لتعليم الحاسوب، ومختبرات علمية، ومرافق إدارية حديثة.
ويتيح هذا التصميم للطلاب بيئة تعليمية متكاملة تعزز التعلم وتساهم في تحسين مستويات التحصيل الأكاديمي، ما يسهم في بناء جيل قادر على المشاركة الفاعلة في التنمية والاستقرار المحلي.
آراء المسؤولين المحليين
واكبت "العين الإخبارية" مراسم الافتتاح واستطلعت آراء المسؤولين المحليين، الذين أعربوا عن شكرهم وتقديرهم لدولة الإمارات على هذه المبادرات التعليمية النوعية، مشيرين إلى أنها ستفتح آفاقًا جديدة أمام الطلاب في المناطق النائية وتعيد الثقة بقدرة التعليم على صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
قال مدير عام مديرية الأزارق علي الحسني: "افتتاح هذا الصرح العلمي الشامخ مثل خطوة نوعية في مديرية ظلت محرومة من المشاريع منذ عقود، وسيسهم بلا شك في ارتقاء العملية التعليمية في الضالع كونها مجهزة بكل الوسائل التعليمية الحديثة".
وأضاف الحسني: "نقدم الشكر الجزيل لدولة الإمارات قيادةً وحكومةً وشعبًا، على جهودها ودعمها المستمر لليمن في مختلف المجالات، ونتطلع لمزيد من المشاريع التنموية والخدمية في المستقبل".
الحد من تسرب الفتيات وتعزيز التعليم المتكامل
أكد مدير مكتب التربية في مديرية الأزارق، الدكتور علي الشرافي، أن مجمع الشيخ محمد بن زايد التربوي يعد أكبر مدرسة في المديرية، ويحتوي على جناح خاص للإناث وآخر للذكور، إضافةً إلى مختبرات الحاسوب والكيمياء، ومكتبة حديثة، ومرافق إدارية وخدمية متنوعة.
وأوضح الشرافي أن المشروع سيسهم في الحد من ظاهرة تسرب الفتيات من المدارس، لكونه يوفر بيئة تعليمية آمنة ومجهزة بشكل متكامل، ويخفف من عناء السفر الطويل للطلاب إلى مدارس بعيدة.
وأضاف: "الإمارات أولت العملية التعليمية اهتمامًا كبيرًا في المناطق المحررة، وخاصة محافظة الضالع، التي شهدت افتتاح ثلاثة مجمعات تربوية خلال أقل من عام، لتكون رافدًا قويًا للعملية التعليمية".
امتداد مشاريع زايد وبصمة تاريخية
يعد افتتاح هذه المدارس التعليمية المتقدمة امتدادًا لمشاريع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في اليمن، ويجسد العلاقة الوثيقة بين البلدين، القائمة على الأخوة والتعاون التنموي.
وأكد السكرتير الصحفي لنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي علي الهدياني أن المجمع التربوي يعد واحدًا من أكبر المشاريع في مديرية الأزارق، ويضم جميع الملحقات الضرورية، بما في ذلك سكن للمعلمين والطلاب، ويأتي ضمن سلسلة مشاريع قدمتها الإمارات عبر ذراعها الإنسانية، الهلال الأحمر الإماراتي.
وأشار الهدياني إلى أن المشروع يتزامن مع المهرجان الجماهيري الكبير في المحافظة بحضور رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ويعد نموذجًا استراتيجيًا لأول مشروع تعليمي يُنشأ في المديرية منذ عقود.
دعم سخي ومستمر
قال رئيس المجلس الانتقالي في الضالع، عبدالله مهدي، إن افتتاح المجمعات التربوية يأتي ضمن احتفالات ثورة 14 أكتوبر، بدعم سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف: "الشعب الجنوبي ممتن لهذا الدعم الذي لن يُنسى، ويجسد حجم الأخوة بين الشعبين اليمني والإماراتي منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".
وأكد مهدي أن المشاريع التعليمية الإماراتية في الضالع تعكس التزام الدولة الخليجية بتعزيز الاستقرار والتنمية، واستثمارها في الإنسان الجنوبي كركيزة أساسية لبناء مجتمع متعلم وقادر على مواجهة التحديات.
أثر المشروع على المجتمع المحلي
يسهم مجمع الشيخ محمد بن زايد التربوي في تعزيز فرص التعليم في المناطق الريفية والنائية، ويقلل من الفجوات التعليمية بين الحضر والريف، كما يرفع جودة التعليم ويهيئ الطلاب للالتحاق بالتعليم العالي مستقبلًا.
ويعكس المشروع أهمية الاستثمار في التعليم كأداة استراتيجية لبناء الإنسان وتمكينه، وتعزيز الاستقرار المجتمعي والتنمية المستدامة في محافظة الضالع.
التعليم كركيزة للتنمية والاستقرار
تمثل هذه المبادرة أكثر من مجرد مشروع تعليمي، فهي رسالة أمل للأجيال القادمة، وتؤكد على أن التعليم هو الطريق الأمثل لتحقيق التنمية والنهضة في المجتمع الجنوبي.
وبفضل الدعم الإماراتي، أصبح بإمكان الطلاب متابعة تعليمهم في بيئة ملائمة، مع تقليل المعوقات التي كانت تحول دون استكمال الدراسة، ما يعزز من فرص التنمية ويحد من التسرب المدرسي ويهيئ المجتمع الجنوبي لمستقبل أكثر إشراقًا.
يمثل افتتاح مجمعي الشيخ محمد بن زايد التربويين في الضالع نموذجًا حيًا للتعاون بين الإمارات واليمن، ويبرز أهمية الاستثمار في التعليم كركيزة أساسية لتحقيق التنمية والاستقرار.
كما يعكس هذا الدعم الإماراتي المستمر التزام الدولة ببناء الإنسان وتمكين الشباب الجنوبي، وتوفير بيئة تعليمية متكاملة تقلل من الفجوات التعليمية، وتحد من تسرب الطلاب، وتؤهل الأجيال القادمة للمساهمة الفاعلة في بناء المجتمع وتنمية الوطن.
من خلال هذه المبادرات، تؤكد الإمارات أن التعليم هو حجر الزاوية في مسيرة التنمية والاستقرار، وأن الاستثمار في الإنسان الجنوبي هو الطريق الأمثل لتحقيق مستقبل واعد للضالع واليمن عمومًا.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1