الإمارات.. شريك استراتيجي في التعليم بالجنوب
امتدت يد الخير الإماراتية إلى محافظة شبوة، لتواصل مسيرة الدعم التنموي والإنساني التي تميزت بها دولة الإمارات العربية المتحدة في الجنوب العربي. وتسعى أبوظبي من خلال هذه المبادرات إلى غرس الاستقرار، وتعزيز فرص التعليم في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات الأساسية، خصوصًا في المناطق الصحراوية والهامشية.
ويأتي اهتمام الإمارات بالتعليم ضمن استراتيجية شاملة تدرك أن الاستثمار في الإنسان هو الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمع متعلم قادر على مواجهة التحديات المستقبلية.
توقيع اتفاقية مشروع بناء مدرسة مرة – آل زيد
في إطار حرص القيادة الإماراتية على دعم القطاعات التعليمية والخدمية في محافظة شبوة، تم توقيع اتفاقية مشروع بناء مدرسة جديدة باسم "مرة – آل زيد"، بدعم وتمويل كامل من دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وخلال مراسم التوقيع، أشاد مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة شبوة، سالم محمد حنش، بالجهود الإنسانية الإماراتية، مؤكدًا أن المشروع سيخفف من معاناة الطلاب في المناطق الصحراوية الواقعة على أطراف مدينة عتق، والتي كانت تواجه صعوبة بالغة في الوصول إلى المدارس، ما ساهم في ظاهرة الانقطاع عن التعليم.
دعم الإمارات للطلاب في المناطق الصحراوية
أوضح مدير الهلال الأحمر الإماراتي في شبوة، ماجد بن سريع، أن مشروع مدرسة "مرة – آل زيد" يأتي استجابةً عاجلة لنداء الأهالي، ويهدف إلى توفير بيئة تعليمية آمنة ومناسبة للطلاب الذين يتلقون العلم حاليًا في خيام غير ملائمة تتحمل حرارة الصيف وبرد الشتاء.
كما تم تزويد المدرسة الجديدة بمنظومة طاقة شمسية، لتوفير بيئة تعليمية مستدامة وصديقة للبيئة، وهو ما يعكس اهتمام الإمارات بتوفير حلول مبتكرة ومستدامة تدعم التعليم وتقلل من الأعباء اليومية على الطلاب وأسرهم.
التعليم.. أولوية استراتيجية للإمارات في الجنوب
دولة الإمارات لم تقتصر جهودها على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، بل اتخذت التعليم محورًا رئيسيًا في استراتيجيتها التنموية بالجنوب. فقد مولت الدولة عددًا كبيرًا من المشروعات التعليمية، بما في ذلك بناء المدارس الجديدة، وتأهيل الفصول الدراسية، وتزويدها بالمستلزمات التعليمية الحديثة، مما أسهم في الحد من ظاهرة التسرب المدرسي وتعزيز فرص التعليم للطلاب في المناطق النائية.
ويعتبر التوسع في المشروعات التعليمية جزءًا أساسيًا من استراتيجية الإمارات لتمكين الشباب الجنوبي، وإعداد جيل قادر على المساهمة في تنمية مجتمعه وحماية مقدرات وطنه.
التحديات السابقة في التعليم الجنوبي
لطالما واجه الطلاب في مناطق شبوة الصحراوية تحديات كبيرة، أبرزها قلة المدارس وقربها من مناطق السكن، ما أدى إلى ارتفاع نسب الانقطاع عن التعليم وتأخر التحصيل الدراسي.
ومع افتقار البنية التحتية التعليمية إلى الحد الأدنى من الخدمات، اضطر الكثير من الطلاب للتعليم في خيام غير مناسبة، الأمر الذي أثر سلبًا على جودة التعليم ومستوى التحصيل العلمي، وزاد من معاناة الأسر في توفير فرص تعليمية مناسبة لأبنائها.
مشروع مدرسة مرة – آل زيد: نموذج للتنمية المستدامة
مدرسة "مرة – آل زيد" لا تمثل مجرد مبنى تعليمي، بل نموذجًا حيًا للتنمية المستدامة، حيث تجمع بين توفير بيئة تعليمية آمنة، واعتماد الطاقة الشمسية كحل مستدام، ودعم الطلاب في المناطق البعيدة عن المراكز الحضرية.
ويعكس هذا المشروع التزام الإمارات بتحويل الدعم الإنساني إلى مشاريع تعليمية طويلة الأمد، تساعد على رفع مستوى التحصيل العلمي للطلاب، وتخلق جيلًا واعيًا ومؤهلًا للمساهمة في بناء وطنه.
الحد من التسرب المدرسي وتعزيز الاستقرار
التوسع في المشروعات التعليمية في شبوة يعالج أحد أهم التحديات التي تواجه المجتمعات النائية، وهو التسرب من التعليم، الذي يُشكل تهديدًا حقيقيًا لأي مجتمع يسعى للتنمية.
فمن خلال توفير مدارس حديثة ومرافق تعليمية مجهزة، سيتمكن الطلاب من مواصلة تعليمهم دون انقطاع، ما يسهم في بناء جيل متعلم قادر على مواجهة التحديات والمشاركة الفاعلة في التنمية، وبالتالي تعزيز الاستقرار في المحافظة والجنوب ككل.
الإمارات نموذج عالمي في دعم التعليم
جهود دولة الإمارات في شبوة وغيرها من محافظات الجنوب العربي تبرز نموذجًا رائدًا للاستثمار في التعليم كجزء من التنمية المستدامة.
فالدولة لم تكتفِ بالدعم المالي، بل حرصت على تطبيق معايير عالمية في تصميم المدارس، وتزويدها بالبنية التحتية المتطورة، بما في ذلك أنظمة الطاقة الشمسية والمختبرات والمرافق التعليمية الحديثة، لتوفير بيئة تعليمية محفزة ومناسبة للطلاب.
أثر الدعم الإماراتي على المجتمع الجنوبي
يمثل الدعم الإماراتي للقطاع التعليمي في شبوة خطوة نوعية نحو تمكين المجتمع الجنوبي، حيث يوفر فرص التعليم للأجيال الصاعدة، ويخفف من معاناتهم اليومية، ويحفزهم على استكمال دراستهم وتحقيق طموحاتهم الأكاديمية والمهنية.
كما يعزز هذا الدعم الثقة بين المجتمع الجنوبي والإمارات، ويؤكد على عمق الروابط الإنسانية والأخوية بين الجانبين، ويجسد التزام الدولة بدعم الاستقرار والتنمية في الجنوب العربي على المدى الطويل.
إن مشروع بناء مدرسة "مرة – آل زيد" في شبوة يمثل أكثر من مبادرة تعليمية، فهو رسالة أمل للطلاب وأسرهم، ويعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم التعليم كركيزة أساسية لتحقيق التنمية والاستقرار في الجنوب.
ومن خلال هذه المبادرات، يتم تمكين الطلاب، الحد من التسرب المدرسي، وتأهيل جيل قادر على المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع، ليكون التعليم حجر الزاوية لأي نهضة مستقبلية في المحافظة والمناطق الجنوبية الأخرى.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1