الأونصة تتجاوز 4100 دولار لأول مرة.. سعر جرام الذهب في مصر عيار 21 يبلغ 5510
شهدت أسعار الذهب في مصر والعالم، اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، قفزة غير مسبوقة في تاريخ المعدن النفيس، بعدما تجاوزت الأونصة مستوى 4100 دولار للمرة الأولى على الإطلاق، في ظل حالة من الاضطراب الجيوسياسي والتجاري التي تشهدها الساحة الدولية بين الولايات المتحدة والصين، ما دفع المستثمرين إلى الإقبال الكثيف على الذهب كملاذ آمن.
قفزة تاريخية في الأسعار العالمية
وفي التعاملات الفورية بالبورصات العالمية، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 4.3% خلال جلسة واحدة لتسجل الأونصة 4108 دولارات، وهي أعلى مستوياتها في التاريخ الحديث. ويأتي هذا الارتفاع وسط مخاوف الأسواق العالمية من تجدد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين بعد تصريحات حادة من الجانبين.
فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية، متهمًا بكين بإغراق الأسواق الأمريكية بمنتجات مدعومة. وردّت الصين ببيان رسمي أكدت فيه أنها “لن تتراجع تحت أي ضغوط”، مما أعاد للأذهان أجواء التوتر الاقتصادي التي سادت العالم في فترة ما قبل اتفاق التهدئة عام 2020.
الذهب يواصل الصعود القياسي
هذا التصعيد دفع المستثمرين وصناديق التحوط إلى زيادة مراكزهم الشرائية في الذهب، باعتباره أحد أكثر الأصول أمانًا في أوقات الأزمات، خاصة مع التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يتجه إلى تثبيت أسعار الفائدة لفترة أطول من المتوقع بسبب المخاطر الاقتصادية العالمية.
وبحسب بيانات وكالة “بلومبرغ”، فإن الطلب على الذهب المادي والسبائك شهد زيادة ملحوظة في آسيا وأوروبا، بينما ارتفعت مشتريات البنوك المركزية، وعلى رأسها الصين والهند وروسيا، في محاولة لحماية احتياطاتها من تقلبات الدولار الأمريكي.
صدى الارتفاع في السوق المصرية
وفي السوق المحلية المصرية، تأثرت الأسعار بشكل مباشر بهذه القفزة العالمية، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 – وهو الأكثر تداولًا في مصر – نحو 5510 جنيهات، مرتفعًا بمقدار 310 جنيهات خلال 24 ساعة فقط.
وسجل عيار 24 حوالي 6297 جنيهًا للجرام، بينما بلغ عيار 18 نحو 4722 جنيهًا، وارتفع سعر الجنيه الذهب إلى 44،080 جنيهًا.
وقال نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب السابق بالغرفة التجارية بالقاهرة، في تصريحات خاصة، إن الارتفاع الحالي هو الأكبر في تاريخ الذهب، مشيرًا إلى أن الأسعار المحلية تتأثر بشكل مباشر بحركة المعدن عالميًا، بالإضافة إلى سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في السوق المصرية.
وأضاف نجيب أن استمرار التوترات بين واشنطن وبكين قد يدفع الأسعار العالمية لتجاوز 4200 دولار للأونصة خلال الأيام المقبلة، إذا لم تصدر تصريحات تهدئة من الطرفين، مؤكدًا أن "الذهب سيظل الملاذ الآمن الأول للمستثمرين في فترات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي".
خبراء: “الملاذ الآمن يعود بقوة”
من جانبه، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن ما يحدث في سوق الذهب اليوم يعكس تحولًا استراتيجيًا في سلوك المستثمرين، حيث يتجه العالم مجددًا نحو المعادن النفيسة مع تراجع الثقة في العملات الكبرى.
وأوضح الإدريسي أن تزايد الطلب على الذهب في البورصات العالمية يعكس مخاوف من ركود اقتصادي محتمل نتيجة تدهور العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، مشيرًا إلى أن الذهب عادة ما يشهد صعودًا حادًا في فترات الأزمات المالية والسياسية.
وأكد أن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب في مصر لا يرتبط فقط بالعوامل العالمية، بل أيضًا بتغيرات سعر الصرف المحلي وتكاليف النقل والضرائب، متوقعًا أن يستمر الاتجاه الصعودي ما دام ظل الدولار قويًا والعلاقات الأمريكية الصينية متوترة.
التوقعات المستقبلية لسوق الذهب
ويتوقع خبراء الأسواق العالمية أن تستمر الموجة الصعودية للذهب خلال الربع الأخير من 2025، خاصة مع توجه المستثمرين نحو التحوط من مخاطر التضخم والديون السيادية، إضافة إلى احتمالات استمرار سياسة الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة.
وفي الوقت ذاته، يترقب المستثمرون اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر الأسبوع المقبل، والذي قد يحمل مؤشرات جديدة حول السياسة النقدية للفترة المقبلة، إذ يرى بعض المحللين أن البنك المركزي الأمريكي قد يلجأ إلى خفض تدريجي للفائدة في حال تباطؤ النمو الاقتصادي، ما قد يدفع أسعار الذهب إلى مستويات أعلى.
الذهب في مصر.. استثمار طويل الأجل
في ظل هذه المستويات القياسية، نصح خبراء الاقتصاد المواطنين الراغبين في الاستثمار بتوخي الحذر وعدم الاندفاع نحو الشراء العشوائي، مشيرين إلى أن الذهب يظل استثمارًا آمنًا على المدى الطويل، لكنه قد يشهد تقلبات قصيرة الأجل بفعل المضاربات.
وأكدت تقارير الأسواق أن حركة البيع والشراء في مصر شهدت تباطؤًا ملحوظًا خلال الساعات الأخيرة بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار، بينما لجأ بعض التجار إلى تثبيت الأسعار مؤقتًا في انتظار استقرار السوق العالمية.
وبينما يتابع المستثمرون حول العالم التطورات السياسية والاقتصادية، يبقى السؤال الأهم: هل سيواصل الذهب صعوده التاريخي أم سيشهد تصحيحًا حادًا في الأسعار إذا عادت الأجواء للتهدئة بين الولايات المتحدة والصين.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1