< ذكرى طوفان الأقصى.. كيف أباد عدوان الاحتلال أحلام الرياضيين في غزة خلال عامين؟
متن نيوز

ذكرى طوفان الأقصى.. كيف أباد عدوان الاحتلال أحلام الرياضيين في غزة خلال عامين؟

قطاع غزة
قطاع غزة

تحل علينا اليوم الثلاثاء، الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى والتي أعقبها حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على أهالي قطاع غزة، وأسفرت عن خراب حياة المدنيين وقتل آلاف الأطفال والأبرياء والنساء دون حساب، بجانب نزوح المدنيين من أراضيهم في مشهد أثار العالم كله.

ولم تقتصر نتائج العدوان الإسرائيلي على القتل والخراب فقط، بل أباد العدوان الحياة بجميع أنواعها وبمختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، حيث طال الخراب حياة الرياضيين والمدنيين وماتت أحلام المئات منهم بعدما كانوا يسعون فقط إلى مستقبل آمن وحياة كريمة.


رياضيون سقطوا في سبيل لقمة العيش

حسابات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، لم تتوقف عن نعي واستذكار استشهاد الرياضيين الفلسطينيين، وآخرهم اللاعب محمد السطري الذي لعب للعديد من الأندية مثل الخدمات والشباب، إلى جانب أندية أخرى في غزة مثل القادسية الرفحي والتفاح وأهلي غزة.

واستشهد السطري أثناء محاولته بالحصول على المساعدات الإنسانية في منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح، في مشهد يعكس مأساة الرياضيين الذين لقوا حتفهم وهم يبحثون عن الطعام لعائلاتهم وسط النار والحصار.

وتعمدت إسرائيل استهداف الجميع في غزة دون تمييز، بهدف مواصلة الإبادة الجماعية التي تطول الجميع بما فيهم الرياضيين الفلسطينيين، إذ استشهد أيضًا اللاعب إبراهيم سعيد دياب صاحب الـ 26 عامًا الذي كان يلعب في مركز حراسة المرمى بنادي أهلي النصيرات برصاصة قناص إسرائيلي وسط قطاع غزة، كما استشهد حازم اليازجي الذي يبلغ من العمر 25 عامًا لاعب نادي المشتل، في قصف على مدينة غزة، لتتواصل بذلك سلسلة من الخسائر التي لم تبقِ للرياضة الفلسطينية متنفسًا للحياة.


أحلام الأطفال تحت الركام

وكان استشهاد الطفل محمد رامز السلطان لاعب نادي الهلال الرياضي، و14 من أفراد عائلته في قصف استهدف منزلهم، من أبرز الأدلة على استهداف العدوان الغاشم للأطفال في غزة، حيث ماتت أحلام طفل صغير كان يرغب في تحقيق طموحاته الكروية، لكنها انتهت تحت أنقاض بيته، في مشهد صار رمزًا لاغتيال براءة الطفولة والطموح الرياضي في غزة.

وتوالت رصاصات الاحتلال الإسرائيلي تنزل على أرض غزة كالمطر لتسقط المدنيين أرضًا أو تعرضهم لإصابات خطيرة، مثلما حدث مع الطفل محمد نعيم عوض لاعب نادي اتحاد بيت حانون، الذي تعرض لشلل في النصف الأيسر من جسده، وتحطم حلمه في لعب كرة القدم.


بيليه الفلسطيني.. قصة هزت العالم

وكانت الضربة القاضية والتي هزت مشاعر العالم، خاصةً بعد تصريحات محمد صلاح عنها، هي وفاة سليمان العبيد الذي كان يلقب باسم بيليه الفلسطيني، أثناء غارة جوية إسرائيلية أطلقها الاحتلال على من ينتظرون المساعدات الإنسانية في جنوب قطاع غزة.

ونعى الاتحاد الأوروبي بعد ذلك اللاعب الراحل في منشور له عبر حساباته، ليفاجئ الجميع برد النجم المصري محمد صلاح متسائلًا: هل يمكنكم أن تشرحوا لنا كيف مات وأين ولماذا؟، وهو السؤال الذي أثار اهتمام العديد من المؤسسات ليقوم الجيش الإسرائيلي بالرد قائلًا: لا توجد أي أدلة تشير إلى أية حوادث تتعلق باللاعب الفلسطيني سليمان العبيد.

لكن أسرته أكدت في تصريحات إعلامية أنه كان يسير لمسافة طويلة من أجل جلب الطعام لأطفاله، قبل أن يُقتل في غارة إسرائيلية، لتتحول قصته إلى رمز جديد لمعاناة الرياضيين الفلسطينيين في زمن الحرب.

ولم تتوقف الضحايا عند سليمان العبيد بل استمرت قصة بيليه الفلسطيني في الظهور مجددًا مع اختلاف الوقت والمكان والأشخاص وبينها عامل مشترك واحد وهو رصاصات الاحتلال الإسرائيلي.

الخسائر لم تقتصر على الأرواح، بل امتدت لتشمل تدمير الملاعب والبنية التحتية للأندية والمنشآت الرياضية، في ظل غياب أي أفق لإعادة الإعمار أو استئناف النشاط الرياضي، كما أكدت مؤسسات حقوقية أن استهداف الرياضيين والبنية التحتية الرياضية يدخل ضمن سياسة الإبادة الشاملة التي تمارسها إسرائيل في مختلف مجالات الحياة في غزة.