فضل شاكر يسلم نفسه للجيش اللبناني بعد 11 عامًا من الأحكام الغيابية

فضل شاكر يواجه الماضي بشجاعة ومسؤولية

في خطوة مفاجئة أثارت اهتمام الإعلام والجمهور، قرر الفنان اللبناني فضل شاكر تسليم نفسه للسلطات الأمنية اللبنانية، بعد أكثر من أحد عشر عامًا على صدور أحكام غيابية بحقه.
وتأتي هذه الخطوة لطي صفحة طويلة من الغياب والجدل، ونقل القضية من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى أروقة القضاء اللبناني، في محاولة لإعادة ترتيب حياته القانونية والفنية.

خلفيات القضية: الأحكام الغيابية وملفات عبرا

حسب المحامي وخبير القضايا الجزائية والعسكرية أشرف الموسوي، فإن فضل شاكر يواجه عدة أحكام غيابية صدرت بحقه، تتراوح بين 5 و15 عامًا، على خلفية أحداث عبرا عام 2013.
وتشمل التهم:

التحريض على القتل

مقاومة عناصر الجيش اللبناني

القيام بأعمال إرهابية

تأليف عصابة مسلحة بالتعاون مع الشيخ أحمد الأسير

وأشار الموسوي إلى أن تسليم نفسه طوعًا يعكس شجاعة فائقة وثقة بالقضاء اللبناني، مؤكدًا أن الأحكام الغيابية تسقط جزائيًا بمجرد المثول أمام المحكمة العسكرية.

الإجراءات القانونية بعد التسليم

تم نقل فضل شاكر فور تسليم نفسه إلى فرق المخابرات في الجنوب، ومن ثم إلى وزارة الدفاع في اليرزة، وصولًا إلى مديرية المخابرات حيث سيتم التحقيق معه رسميًا.
وأوضح الموسوي أن الملفات ستأخذ مسارًا قضائيًا سريعًا وسريًا، مع توقعات بإمكانية إصدار أحكام مع وقف التنفيذ، نظرًا لغياب دور شاكر الفعلي في الأحداث.

الجانب الفني وخطط الإقامة المستقبلية

كشف الموسوي أن بعد انتهاء الإجراءات القضائية، من المرجح أن ينتقل فضل شاكر إلى السعودية لإقامة دائمة، حيث يمتلك عقودًا فنية للمشاركة في حفلات الرياض.
وأشار إلى أن شاكر لن يمارس الغناء في لبنان مؤقتًا، وأنه محاط بفريق عمل متكامل، يشمل الممثل القانوني وابنه محمد وفريق الإدارة الفنية.

تحليل قضائي: براءة محتملة من التهم الموجهة

 ووفقا لسكاي نيوز من جهته، قال المحلل القضائي يوسف دياب إن التهم الموجهة إلى شاكر فضفاضة قانونيًا، لكنها تشمل حمل السلاح والانتماء لمجموعة مسلحة.
وأشار دياب إلى أن شاكر كان في السابق متعاطفًا مع الثورة السورية، وليس له مشاركة فعلية في معركة عبرا، ولم يحمل سلاحًا أو يشارك ميدانيًا، ما يجعل فرصة إثبات براءته عالية.

الأسباب السياسية والاجتماعية وراء الخطوة

يرى الخبراء أن اختيار شاكر لتسليم نفسه الآن مرتبط بوجود عهد رئاسي جديد وحكومة ملتزمة بالمساواة بين المواطنين، إضافة إلى تشكيلات قضائية جديدة قلصت النفوذ السياسي على المحكمة العسكرية.
وأضاف دياب: "فضل شاكر اعتبر أن الوقت مناسب لإنهاء ملفه القضائي، بعد أن تقلصت التدخلات السياسية ونفوذ جماعات مسلحة".

ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي

أثارت خطوة تسليم النفس جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم الرأي بين:

داعم يثني على شجاعته ويصفها بالخطوة الناضجة، مع إطلاق وسم #العدل_لفضل_شاكر

ناقد يعتبر أن الشهرة لا تمنح حصانة، وأن القضاء يجب أن يبت قبل أي عودة فنية

المسار المقبل: جلسة محاكمة وإمكانية البراءة

الخطوة التالية ستكون تحديد جلسة محاكمة أمام المحكمة العسكرية خلال الساعات المقبلة، حيث ستسقط كل الأحكام الغيابية ويعاد المحاكمة من الصفر.
ووفق المحللين، قد تستمر العملية بين شهر إلى شهرين، مع فرصة حقيقية لإثبات أن شاكر لم يكن جزءًا من الأحداث المسلحة، وأن مشاركته اقتصرت على التعاطف مع الشعب السوري فقط.

خطوة نحو استعادة الحياة القانونية والفنية

تسليم فضل شاكر نفسه للجيش اللبناني يمثل نقطة تحول مهمة في حياته، ويتيح له الفرصة لمواجهة الماضي قانونيًا وإعادة ترتيب مستقبله الفني والاجتماعي.
ويظل السؤال معلقًا حول إمكانية عودة شاكر إلى الساحة الفنية اللبنانية بعد انتهاء الإجراءات القضائية، وسط متابعة دقيقة من الإعلام والجمهور العربي.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1