صور نادرة لافتتاح السد العالي "أمان مصر" بحضور السادات والوفد السوفيتي
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا نادرة وفريدة لمراسم افتتاح مشروع السد العالي "أمان مصر"، التي جرت في مطلع عام 1971، بحضور الرئيس الراحل محمد أنور السادات وممثلي الاتحاد السوفيتي وقتها.
وتظهر الصور، التي سبق أن كشفت عنها الهيئة العامة للسد العالي وخزان أسوان، مراحل افتتاح المشروع بعد اكتمال إنشائه، حيث قام الرئيس السادات والوفد السوفيتي بتفقد مكونات السد، والتأكد من جاهزية التوربينات، ومشاهدة تدفق المياه من بوابات السد الأمامية إلى مجرى النيل الجديد بعد تحويل المجرى القديم.
بداية المشروع: رؤية ناصر وأيدٍ سوفيتية
بدأ العمل في إنشاء السد العالي خلال فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر، وبالتعاون مع الاتحاد السوفيتي، عام 1964، كجزء من خطة شاملة لحماية مصر من آثار الفيضانات السنوية التي كانت تهدد الأراضي الزراعية والمناطق السكنية في أسوان والدلتا.
لقد كان المشروع بمثابة نقلة نوعية في مسار النهضة المصرية الحديثة، حيث لم يقتصر دوره على السيطرة على مياه الفيضان فقط، بل كان رافعة أساسية للتنمية الزراعية والصناعية، بما يضمن توفير الكهرباء للمصانع والمنازل، ودعم مشاريع الري في جميع أنحاء الجمهورية.
ويأتي دور الاتحاد السوفيتي في المشروع كتجسيد لتعاون تقني واستراتيجي ساعد مصر على استكمال هذا الإنجاز الضخم في زمن قياسي، وتمثل هذه الشراكة نقطة مهمة في تاريخ العلاقات بين القاهرة وموسكو في تلك الحقبة.
افتتاح السد العالي: لحظة تاريخية
في مطلع عام 1971، شهد السد العالي "أمان مصر" مراسم افتتاحه الرسمي، بحضور الرئيس السادات وعدد من المسؤولين المصريين والسوفيت.
وأظهرت الصور التاريخية لحظات فتح التوربينات لأول مرة، لتبدأ المياه في التدفق من بوابات السد إلى مجرى النيل الجديد، وهو حدث رمزي جسّد انتصار الهندسة المصرية والتخطيط الوطني على التحديات الطبيعية.
كما حرص الرئيس السادات على تفقد كافة مكونات السد، من بوابات المياه إلى محطات التوليد الكهربائية، مع ممثلي الاتحاد السوفيتي، لتأكيد جاهزية المشروع، وتوثيق التعاون الدولي في خدمة التنمية الوطنية.
السد العالي: رمز النهضة والتقدم
يمثل السد العالي وخزان أسوان أحد أعمدة النهضة المصرية الحديثة، فهو لم يكن مجرد مشروع هندسي، بل رمزًا للاستقلال الوطني والقدرة على مواجهة الطبيعة وتحويل التحديات إلى فرص.
فبفضل السد العالي، استطاعت مصر التحكم في تدفقات مياه النيل، والحد من أضرار الفيضانات، وتحقيق أمن مائي واستراتيجي، فضلًا عن توفير الكهرباء لمشروعات التنمية الصناعية والزراعية في جميع أنحاء البلاد.
كما ساهم المشروع في زيادة الرقعة الزراعية وتطوير الأراضي في وادي النيل، بما يدعم الاقتصاد الوطني ويحقق الاكتفاء الذاتي في عدد من المحاصيل الأساسية.
دور القيادة المصرية في المشروع
يمثل السد العالي إنجازًا متكاملًا بين رؤى الزعيم جمال عبد الناصر الذي وضع اللبنات الأولى للمشروع، والحكمة السياسية للرئيس السادات الذي أشرف على افتتاحه واستكماله، ليصبح أحد أبرز رموز النهضة المصرية.
وتؤكد الصور النادرة على دقة التخطيط والتنفيذ الهندسي للمشروع، حيث يظهر كيف تمت مراعاة جميع الجوانب الفنية، من حماية ضفاف النيل إلى تنظيم تدفق المياه، بما يضمن استدامة المشروع على المدى الطويل.
السد العالي والنهضة الصناعية والزراعية
بجانب دوره في منع الفيضانات، ساهم السد العالي في توليد الطاقة الكهربائية التي غذّت المصانع والمشروعات الكبرى، ليكون رافعة للتنمية الاقتصادية.
كما ساعد المشروع على تحسين الزراعة من خلال الري المنتظم، مما عزز إنتاج المحاصيل الأساسية، وزاد من مخزون الغذاء الوطني، وهو ما يمثل أحد أهم أهداف الدولة المصرية في تلك الفترة، للحفاظ على الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة.
ويظل السد العالي حتى اليوم إنجازًا هندسيًا واستراتيجيًا يفتخر به المصريون، ويُدرَّس في المناهج الهندسية كأحد أهم المشاريع القومية في تاريخ مصر الحديث.
خاتمة: إرث خالد لقيادة وطنية
يشكل افتتاح السد العالي "أمان مصر" لحظة تاريخية خالدة، تؤكد قدرة القيادة المصرية على تحويل التحديات إلى إنجازات تنموية كبرى.
فبفضل جهود جمال عبد الناصر في الإنشاء ومحمد أنور السادات في الافتتاح والمتابعة، وبالتعاون مع الاتحاد السوفيتي، أصبح السد العالي رمزًا لـ القوة الوطنية والاستقلال الاقتصادي والمائي لمصر.
إن الصور النادرة التي كشف عنها اليوم السابع تعيد للأذهان تلك اللحظات التاريخية، وتؤكد على أن النهضة المصرية الحديثة لم تكن وليدة الصدفة، بل ثمرة رؤية واضحة وعمل دؤوب وجهود وطنية متواصلة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1















