إغلاق الحكومة الأمريكية يثير المخاوف الاقتصادية وسط تهديد ترامب بتسريحات واسعة

يبدو أن الإغلاق الحكومي الفيدرالي الأخير في الولايات المتحدة، الذي بدأ يوم الأربعاء الماضي، يحمل مؤشرات خطورة أكبر مقارنة بالإغلاقات السابقة، حسب خبراء اقتصاديين.

 ويأتي ذلك في ظل تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باستغلال الأزمة لإلغاء آلاف الوظائف الحكومية بشكل دائم، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الأمريكي من هشاشة واضحة.

ورغم استمرار الجمود السياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين، تتجاهل الأسواق المالية حتى الآن تأثير الإغلاق، معتبرة أنه مجرد فشل سياسي جديد في التوصل إلى اتفاق على ميزانية الحكومة. 

ومن المتوقع أن يستمر الإغلاق حتى منتصف أكتوبر، بعد فشل مجلس الشيوخ يوم الجمعة في إقرار مشاريع قوانين، فيما أوقف الجمهوريون في مجلس النواب أعمالهم حتى 13 أكتوبر في خطوة للضغط على الديمقراطيين.

وقال الخبير الاقتصادي المستقل إد يارديني: "يبدو أن الجميع يعتقدون أن الأمور ستسير كما في الإغلاقات السابقة، على افتراض أن الديمقراطيين والجمهوريين سيتوصلون إلى تسوية، وأن الحياة الاقتصادية ستستمر".

 وأضاف: "قد يتكرر التاريخ، خاصةً مع وجود رئيس معروف بعقد الصفقات في المكتب البيضاوي، لكن الفجوة بين الحزبين تجعل الوضع أكثر تعقيدًا من المعتاد".

وذكرت وكالة "أسوشيتيد برس" أن الحكومة الأمريكية شهدت 21 حالة إغلاق خلال نصف القرن الماضي، كان أطولها في ديسمبر 2018 وحتى يناير 2019 خلال ولاية ترامب الأولى، واستمر خمسة أسابيع. 

ورغم طول تلك الفترة، لم يُسجل للإغلاق تأثير كبير على الاقتصاد الأمريكي، إذ أشارت تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس إلى انخفاض ضئيل نسبته 0.02% فقط في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2019.