قمة عربية روسية مرتقبة في موسكو لمواجهة التحديات العالمية وسط تحولات جيوسياسية كبرى
تترقب العواصم العربية والدولية انعقاد القمة العربية الروسية الأولى في موسكو يوم 15 أكتوبر الجاري، وسط آمال بأن تمثل هذه القمة محطة استراتيجية لتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين في مواجهة التحديات العالمية المتسارعة.
وتأتي القمة في لحظة بالغة الدقة، حيث يشهد العالم تحولات جيوسياسية واقتصادية معقدة، تشمل الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على النظام الدولي، إضافة إلى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويرى مراقبون أن انعقاد القمة يمثل خطوة مهمة نحو بلورة شراكة استراتيجية عربية روسية، خاصة في ظل العلاقات التاريخية التي جمعت موسكو بدول المنطقة، وما يمكن أن تتيحه من فرص لتنسيق المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
وفي هذا السياق، أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير رؤوف سعد أن توقيت القمة "في غاية الأهمية"، مشددًا على أن الملفات المطروحة للنقاش ستتضمن تطورات الحرب في أوكرانيا والحرب الإسرائيلية على غزة، وهما قضيتان تحظيان باهتمام كبير من الطرفين.
وأوضح أن كلًا من روسيا والدول العربية بحاجة إلى دعم الآخر أو على الأقل إلى ضمان حياده في خضم هذه المرحلة الحرجة.
وأشار السفير المصري السابق إلى أن العالم يمر بمرحلة "إعادة تشكيل" في ضوء ما وصفه بغياب التحالفات المقدسة، لافتًا إلى أن السياسات الغربية، وخاصة الأميركية، باتت تتعامل مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) من موقع الهيمنة والتعالي، وهو ما يدفع أطرافًا عديدة، من بينها روسيا والدول العربية، إلى البحث عن بدائل وشراكات أكثر توازنًا.
وبحسب مراقبين، فإن القمة قد تمثل بداية جديدة لرسم ملامح تعاون سياسي واقتصادي وأمني أكثر عمقًا بين موسكو والعالم العربي، بما يعزز المصالح المشتركة ويحد من تأثير الضغوط الغربية المتزايدة على الجانبين.