اليوم العالمي لكبار السن: كيف ندعمهم ونكسر وحدة الكبر؟
يحتفل العالم كل عام بـ اليوم العالمي لكبار السن لتسليط الضوء على قضاياهم، وتعزيز حقوقهم، وتشجيع المجتمعات على تقدير كبار السن والاعتناء بهم. فالوحدة في الكِبر ليست مجرد شعور بالعزلة الجسدية، بل هي حالة عاطفية تؤثر على الصحة النفسية والجسدية، وقد تكون سببًا في العديد من الأمراض المزمنة والاكتئاب والخرف، حسب تقارير منظمة الصحة العالمية.
مفهوم الوحدة عند كبار السن
قد يعتقد البعض أن المسن يشعر بالوحدة فقط لأنه يعيش بمفرده، لكن الحقيقة أعمق. الوحدة تنبع من غياب من يشاركهم تفاصيل يومهم، من يستمع إلى حديثهم، أو من يشعرهم بأنهم لا يزالون جزءًا مهمًا من العائلة والمجتمع. هذا الشعور قد يؤدي إلى فقدان الرغبة في الحياة، ويزيد من التوتر والضغط النفسي، ويؤثر على جهاز المناعة لديهم.
أهمية اليوم العالمي لكبار السن
يأتي اليوم العالمي لكبار السن للتذكير بأهمية دورهم في المجتمع، وللتحفيز على خلق بيئة صحية وداعمة لهم. فتكريم المسنين لا يقتصر على الكلمات والمناسبات، بل يمتد إلى أفعال يومية تمنحهم شعورًا بالانتماء والقيمة. يشجع هذا اليوم على إدراك أن كبار السن يمتلكون خبرات وحكمة تشكل رصيدًا ثمينًا للأجيال الشابة.
طرق دعم كبار السن في حياتنا اليومية
1. الإصغاء والتفاعل معهم
أكثر ما يحتاجه المسن هو من يصغي إليه بصدق واهتمام. ليس الهدف دائمًا حل المشكلات، بل منحهم انتباهًا كاملًا دون استعجال أو مقاطعة. الإصغاء يعطي شعورًا بالطمأنينة بأن وجودهم ما زال له معنى، ويعيد لهم الشعور بقيمتهم داخل الأسرة والمجتمع.
2. خلق طقوس يومية مشتركة
يمكن أن تكون الطقوس بسيطة مثل:
فنجان قهوة صباحي معهم.
مكالمة هاتفية للاطمئنان يوميًا.
نزهة أسبوعية في الحديقة.
هذه التفاصيل الصغيرة تمنحهم شعورًا بأنهم جزء من الحياة اليومية، وليست مناسباتهم محدودة فقط بالأعياد والمناسبات الخاصة.
3. الاستفادة من التكنولوجيا
حتى لو كانت المسافات بعيدة، يمكن استخدام الفيديو كول أو الرسائل الصوتية للتواصل معهم. تعليم المسنين كيفية استخدام الهاتف الذكي أو الأجهزة اللوحية يمنحهم وسيلة للتواصل المستمر مع الأبناء والأحفاد، ويقلل شعورهم بالعزلة.
4. تشجيع العلاقات الاجتماعية خارج الأسرة
العائلة مهمة، لكن وجود شبكة اجتماعية للمسنين يعزز شعورهم بالانتماء ويكسر الروتين اليومي. يمكن تشجيعهم على الانضمام إلى:
أندية ثقافية.
مجموعات هوايات.
برامج تطوع تناسب أعمارهم.
العلاقات المتنوعة تساعدهم على البقاء نشيطين نفسيًا وجسديًا.
5. منحهم دورًا فعّالًا
يشعر بعض كبار السن أنهم أصبحوا عبئًا على الأسرة، لكن الحقيقة أن خبراتهم وحكمتهم هي ثروة. إشراكهم في القرارات العائلية، سؤالهم عن آرائهم، أو طلب نصائحهم في الأمور الحياتية اليومية، يعيد إليهم شعور القيمة والدور الفعال داخل المجتمع.
6. الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية
الوحدة تؤثر على الصحة النفسية والجسدية، لذلك من المهم:
التأكد من زيارة الطبيب بانتظام.
ممارسة الأنشطة البدنية المناسبة.
توفير نظام غذائي صحي ومتوازن.
تشجيعهم على ممارسة الهوايات والأنشطة الترفيهية.
العناية بالصحة الجسدية والنفسية تمنحهم شعورًا بالاستقلالية والثقة بالنفس.
تأثير العزلة على كبار السن
أظهرت الدراسات أن العزلة الاجتماعية قد تضاعف خطر:
الإصابة بالاكتئاب والخرف.
الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
ضعف جهاز المناعة ومقاومة الأمراض.
لذلك، فإن كسر الوحدة العاطفية أهم من توفير الراحة المادية فقط.
رسائل مهمة في اليوم العالمي لكبار السن
كبار السن لديهم خبرات وحكمة تحتاجها الأجيال الشابة.
الإصغاء لهم والتفاعل معهم يمنحهم شعورًا بالانتماء.
التكنولوجيا وسيلة فعالة لتعزيز التواصل حتى مع المسافات البعيدة.
دعم العلاقات الاجتماعية خارج الأسرة يعزز الصحة النفسية.
منحهم دورًا في الحياة اليومية يعيد لهم شعور القيمة والكرامة.
ما يخشاه كبار السن ليس المرض فقط، بل أن تُنسى أسماؤهم وأصواتهم في زحمة الحياة. تجنب وحدتهم ليس مهمة مستحيلة، بل هو فعل حب متجدد يظهر في كلمات بسيطة، مكالمات قصيرة، ووجود صادق.
إن اليوم العالمي لكبار السن ليس مجرد احتفال سنوي، بل تذكير دائم بأن الحب والاهتمام بهم هو ما يضيء لياليهم ويمنحهم حياة أكثر دفئًا وسعادة. احترام كبار السن والاعتناء بهم يعكس حضارة المجتمع وتقديره للإنسانية، ويثبت أن كل جيل هو امتداد للآخر، وكل مسن هو مرآة للتجارب والحكمة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1